الأستاذ الفاضل: محمَّد بن موسى كاسي موسى
هو الفاضل: محمَّد
بن موسى بن يونس كاسي موسى.
v الدراسة والتحصيل العلمي:
وفي سنة
1948م2 انتقل إلى "القرارة" ضمن بعثة جمعية
الفتح، فالتحق أوَّلا "بمدرسة الحياة" حيث تفرَّغ لحفظ القرآن
الكريم حتَّى استظهره لدى إمام المسجد، فكان له شرف الانضمام إلى حلقة "إِروانْ"
الخاصَّة بحملة كتاب الله تعالى.
وبحفظه
للقرآن تحصَّل على تأشيرة الالتحاق "بمعهد الحياة"، فكان من
طلاَّبه المجتهدين المثابرين في سبيل التحصيل العلمي، على يد المشايخ الأفاضل:
-
الشيخ إبراهيم بيوض بن عمر بيُّوض.
-
الشيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشيخ عدُّون).
-
الشيخ الناصر بن محمَّد مرموري.
-
الشيخ بكير بن عمر بيُّوض.
-
الشيخ محمَّد علي دبوز.
وفي "دار
البعثات العلمية"، حيث يقيم الطلبة الوافدون على معهد الحياة من مختلف
قرى وادي مزاب، وجزيرة جربة التونسية، ونفوسة الليبية، كان يعيش حياة تكوينية
تدريبية تربوية للحياة الاجتماعية والثقافية الراقية، فتدرَّب فيها خلال تلك
السنوات على تحرير الخطب والمقالات، وفنِّ الخطابة والالقاء، ومناهج البحث
والتأليف، في الجمعيات الثقافية الأسبوعية التي تنعقد في دار البعثات تحت إشراف
بعض الأساتذة وكبار الطلبة.
فكان يغرف
العلوم الراسخة من مشايخه واساتذته بمعهد الحياة، ويتدرَّب تطبيقا لمعلوماته، وشحذا
لهمته، وتنمية لمواهبه، وتكوينا لمستقبله إلى صيف سنة 1956م الذي تخرَّج فيه بزاد
معرفي سيكون له الرصيد الوافي، والمخزون العلمي النامي في مستقبل أيَّامه.
تزوَّج سنة
1954م4، وهو لا يزال طالبا في معهد الحياة، وتولَّى والداه
الكريمين الجانب المادِّي للأسرة الناشئة، حتَّى يتفرَّغ ابنهما لطلب العلم، وبعد ستَّة
عشر سنة، في 1970م5 فقد زوجته إثر مرض ألـمَّ بها تاركة له ذرِّية
من البنين والبنات، فتزوَّج ثانية وأنجب منها فوجا ثانيا من البنين والبنات، فكان
لهم جميعا الأب الحنون، والراعي المسؤول، والمربِّي الحازم العازم الصارم، وهم
اليوم سنده وعزُّه وفخره بصلاحهم واستقامتهم وبرِّهم ورعايتهم له ولوالدتهم.
v التدريس في مدرسة الفتح:
وبعد تخرُّجه
سنة 1956م عاد إلى مسقط رأسه بريان، فطلب منه المرحوم: الحاج أحمد بن عمر أوراغ
التدريس في مدرسة الفتح، ولم يكن له بدٌّ إلاَّ الموافقة وفاءً للمدرسة التي
علَّمته القرآن الكريم، والأبجدية العربية الفصيحة، ومبادئ العلوم الشرعية؛
واحتراما لأساتذته ومشايخه وولاة أمره الذين علَّموه الوفاء، وخُلقَ ردِّ الجميل
بأجمل منه، فثبت مرابطا في ميدان التربية والتعليم، وانضمَّ بانسجام كبير إلى
الطاقم التربوي بمدرسة الفتح، ابتداء من خريف جانفي 1957م، إلى صيف سنة 1981م، ولـم
ينقطع عن مهمَّته إلاَّ فترة زمنية قصيرة جدًّا، اقتطعها سنة 1957م سافر خلالها
إلى قسنطينة للاستفادة من تربُّص تكويني في صناعة الذهب والفضَّة في محلِّ وورشة
الصياغة الخاصَّة بالسيِّد: ابن لمنيعي صالح، حيث تلقَّى الأسرار المهنية
الحرفية في ذلك، بعد ما أخذ بعض المبادئ البسيطة عند السيِّد: بابا بن بهون
أوجانة بالقرارة أيَّام كان طالبا فيها6، وسنتين قضاهما في
المعتقلات الفرنسية خلال الثورة التحريرية.
وهو الذي
تولَّى المهمَّة في البداية مؤقَّتا، إذ كانت تتوق نفسه إلى ممارسة حرفة الصياغة
التي تعلَّمها للاسترزاق منها في مستقبله، ولكنَّه آثر بركة أجرة التعليم على
تواضعها، وجوَّ العلم والمعرفة والثقافة، وروحيات المسجد ومجالس التلاوة، ومصاحبة
أهل العلم والصلاح والاستقامة.
وتولَّى
بإخلاصٍ تلقين القرآن الكريم للتلاميذ، ودروسٍ في اللغة العربية وعلومها –"خيركم
من تعلَّم القرآن وعلَّمه"، وتحفيظ الحديث النبويِّ الشريف، وحصصٍ في
العلوم الشرعية، والفقه الإسلامي –"من أراد الله به خيرا فقَّــهه في
الدين"-، وعُرف بالجدِّ والصرامة في التدريس، والعزم والانضباط مع
التلاميذ وزملائه الأساتذة، والحرص الكبير على تثبيت المبادئ والقيم الدينية
والأخلاقية في الناشئة.
كما تولَّى
أثناء ذلك تعليم الصلاة للبالغين الجدد، رفقة بعض زملائه الأساتذة، أمثال:
-
الأستاذ محمَّد بن أمحمَّد أولاد داود (البرياني).
-
الأستاذ عبد الله بن يحي ابن يامِّي.
ضمن برنامج
جماعي يضمُّ كلَّ أبناء البلدة، المقيمين منهم والوافدين من مدن الشمال والجنوب،
يضحِّي من أجل ذلك المعلِّمون بعطلتهم الصيفية؛ ولا ولن أنسى جودة وجدِّية ونجاعة
تلك الطريقة في تعليم الصلاة للناشئة، وإنَّني أعتبر نفسي محظوظا أن كنت ممَّن
تعلَّم صلاته وأحكامها على يد الأستاذ: محمَّد بن موسى كاسي موسى (رحمه
الله).
وعن دور وفضل
المعلِّم في مدرسة الفتح القرآنية ومدارس مزاب، يقول الشيخ عبد الرحمن بن عمر
بكلِّي (رحمه الله): -"إنَّ حياة مدارسنا بميزاب قامت وتقوم على التعاون
والتضحية، على تضحية المعلِّمين أوَّلا فإنَّهم قد لا يجدون فيها من المادَّة ما
يجدونه في غيرها من الميادين لكن باعث الإخلاص والتضحية يجعلان المعلِّم يرابط على
بصيرة في ثغرها: يقاوم حمارة القيظ وصابرة البرد، يتورَّع عن الكماليات، مرتاح
الضمير محتسبا أجره عند الله. وما عند الله خير وأبقى."-7.
v في حلقة العزَّابة، إماما وخطيبا:
رُشِّح في 18 من شهر ماي سنة 1971م8
من طرف كبار العزَّابة للانضمام إلى الهيئة الدينية الموقَّرة رفقة الأستاذين:
-
داود بن حمُّو موسى المال.
-
عمر بن حمُّو أرشوم.
فعيِّن فيها
إماما للصلوات الخمس، ثمَّ إماما وخطيبا لصلاة الجمعة، فكان قدوة ومثلا في
الالتزام بسيَر ونُـظُم الحلقة، ابتداء بارتداء "الحايك الصوفي" اللباس
الخاصِّ بأعضاء الحلقة "أَحُولِي"، إلى الحضور الدائم لجلسات
الهيئة، وعمارة المسجد ومجالس التلاوة في المسجد وخارجِه في المناسبات الدينية
والاجتماعية.
وفي سنة
1973م9، كانت له أوَّل وقفة على المنبر خطيبا لإقامة صلاة
الجمعة، خلفا لفضيلة الشيخ: عبد الرحمن بكلِّي "البكري" (رحمه
الله) عند غيابه عن البلدة، ثمَّ أصبح الخطيب الرئيسي للجمعة بعد عجز الشيخ البكري،
وينوبه الأستاذ: داود بن حمُّو موسى المال.10
وكانت له على
منبر الجمعة خطب تسجِّل تاريخا، وتعالج أحداثا، وتوثِّق مواقفَ، وتنشر علما، وتقيم
دينا، منها ما حرَّره بيده، ومنها ما كان يقتبسه من خطب إمامي الحرمين الشريفين
بمكَّة والمدينة، ومنها ما كان يأتيه من وزارة الشؤون الدينية الجزائرية التي تلزم
الأئمَّة على قراءتها في زمن مضى؛ ولـمَّا ارتفعت قيود الدولة على الأئمَّة،
تحرَّر الشيخ في خطبه فأبدع في اختيار المواضيع، وتجرَّأ في معالجة المشكلات
الاجتماعية بأسلوب متميِّز بقوَّة الحجَّة والدليل.
وقد تشجَّع
أكثر من مرَّة في مخالفة التوجيهات الوزارية11، عندما يقف على
المنبر بخطبة من تحريره يواجه بها مشكلة أو ظاهرة اجتماعية دخيلة على المجتمع، أو
حدثا -سعيدا كان أو حزينا- عرفته البلدة أو مزاب أو الجزائر أو العالم الاسلامي،
ويتحمَّل كامل المسؤولية في ذلك بشجاعة، إيمانا منه بدور المنبر المسجدي في
المجتمع، وأداء لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثمَّ أصبح
رئيسا لحلقة العزَّابة، خلفا لرئيسها الراحل الشيخ: إبراهيم بن باعلي لعساكر (رحمه
الله)، فقام بمسؤولياته المنوطة به رئيسا للحلقة، إلى أن منعته ظروفه الصحية عن
حضور الجلسات، مع المتابعة لشؤونها من بيته أداء للمسؤولية، واهتماما بأمور
المسلمين.
v في إدارة جمعية الفتح:
عُيِّن عضوا في
جمعية الفتح، خلال انعقاد إدارتها يوم 29 ماي 1975م12، ولدوره الفعَّـال
في الجمعية وتفاعله مع المواضيع المطروحة للنقاش، والمشاركة الإيجابية دائما في الحوارات
الجارية، واستعداده لتحمُّل المسؤولية، ونشاطه الدائم فيها، ارتقى إلى الإدارة فيها،
فعيِّن كاتبا للجمعية، ثمَّ كلِّف بالقيام بالجولة السنويَّة التدعيمية لميزانية تسيير
التربية والتعليم، ثمَّ عيِّن نائبا لرئيس الجمعية.
وعلى يديه
وأيادي زملائه في إدارة جمعية الفتح، تأسَّس مشروع التكوين المهني بمدرسة الفتح
سنة 1970م13، وتوزَّعت مهام هذا الجانب التكويني كاملا بين
ثلاثة أساتذة، هم:
-
الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم: مقترح
المشروع والمرافق له.
-
الأستاذ محمَّد بن موسى كاسي موسى: مكلَّف بالمواد الأوَّلية والإنتاج ووسائل الانتاج.
-
الأستاذ داود بن حمُّو موسى المال: مكلَّف بالتوظيف وتسديد أجور المعلِّمات.
وكانت البداية بحرفة النسيج التقليدي،
والخياطة، خاصَّة خياطة الملابس العصرية والأفرشة، ممَّـا تحتاجه المرأة المزابية
لزواجها وأسرتها في حياتها اليومية. مستعينين بتجربة جمعية الإصلاح بغرداية، عن
طريق الفاضل: محمَّد بشِّيش، الذي كانت زوجته مديرة لقسم التكوين المهني
بمدرسة الإصلاح، خاصَّة وأنَّ جمعية الفتح كانت ترغب أن يتواصل التعليم إلى جانت
التكوين المهني التطبيقي.
v تحصيل العلم في ندوات الشيخ البكري:
وفي يوم 23 ماي 1971م، عيَّنه
الشيخ عبد الرحمن بكلٍّي، رفقة نخبة من المعلِّمين لعقد ندوات دراسية في علم
الشريعة، في "دار المسجد العلمية" (دار الحجر) بعد اكتمال
بنائها، والطلبة الأساسيين الذين تعهَّدوا بالاستمرار في هذه الندوة هم:
-
الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم.
-
الأستاذ محمَّد بن موسى كاسي موسى.
-
الأستاذ محمَّد بن سليمان حسني.
-
الأستاذ عبد الله بن الشيخ صالح الطالب باحمد.
-
الأستاذ حمُّو بن سليمان العساكر.
-
الأستاذ داود بن حمُّو موسى المال.14
ويمكن أن ينضمَّ إليهم من شاء من المعلِّمين حسب ظروفهم، وكانت البداية
الفعلية للدروس يوم الاثنين 24 ماي 1971م15.
وكان ضمن المجموعة التي عُيِّنت
لتلزم الشيخ عبد الرحمن بكلِّي طلبا للعلم واستعدادا لحمل المشعل بعده، في
الاجتماع التاريخي الذي عقده الشيخ مع القائمين على شؤون المسجد والتعليم الديني
ببريان لإقامة الحجَّة16 كمَّا سمَّاه الشيخ، وكان ذلك يوم: 24
أكتوبر 1973م.
يقول الشيخ عبد الرحمن عن هذا
الاجتماع: -"لا بدَّ من جماعة قد سبقت لها معلومات تلتزم بحمل الأمانة
وتعمل لها سراته ويتعاون ويراقب بعضها بعضا، لعلَّنا نتلافى بعض النقص، فالغيب
مجهول وموانع العلم كثيرة.
إنَّهم أيُّها الحاضرون رجال
بلدتكم وأنتم المسؤولون عن استقامة سيرها والمحافظة على دمها، قد دعوتكم وأقمت
الحجَّة عليكم. ألا هل بلَّغت.
وهنا صدِّقوني وأظهروا العزم
على العمل لاستدراك ما مضى، فتباحثنا في الطائفة التي توفَّرت فيها شروط
الاستعداد، ممَّن يتركَّب، وأيّ طريق تسير، وكيف يمكن الجمع بين تحقيق هذه الغاية
والاضطلاع بما نيط بهم من مأمورية التعليم. فقرِّر مبدئيا أن يكون نواته من السادة:
الشيخ بكير (أرشوم)، الأخ بريان (أولاد داود محمَّد)، كاسي موسى حاج محمَّد،
موسلمال حاج داود، العساكر حمُّو، المدير الطالب باحمد عبد الله."-17
كما كان ضمن النواة الأولى لــــ
"ندوة البكري الفقهية" (ندوة الأربعاء) التي تضمُّ نخبة من
معلِّمي مدرسة الفتح، بتوجيه من رئيس جمعية الفتح: الحاج أحمد بن عمر أوراغ
(رحمه الله)، للاستفادة من علم الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلِّي (رحمه الله)،
فاقترح الشيخ عبد الرحمن الأساتذة:
-
الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم.
-
محمَّد بن أمحمَّد أولاد داود (البرياني).
-
محمَّد بن بالحاج ابن يامِّي (الدكتور).
-
محمَّد بن موسى كاسي موسى.
-
عبد الله بن صالح الطالب باحمد.
-
حمُّو بن سليمان لعساكر.18
وقد كان
المشايخ وولاة الأمر في البلدة يعقدون فيه آمالا كبيرة، لتحمُّل مسؤوليات كبيرة في
المجتمع، وتولِّي أمور الدعوة والوعظ والإرشاد، وهذا ما جعلهم يقدِّمونه في كلِّ
مناسبة أو فرصة إلى التصدِّي للأمر، وحمل المشعل.
v
سجنه من أجل الوطن:
فكان دخوله
السجنَ بدافع الوطنية الصادقة، وشرف المساهمة المخلصة لدعم وإنجاح الثورة
التحريرية المباركة، ورغم ظروف السجن والتعذيب، فرصة أخرى سخَّر فيها نفسه وعلمه
ومواهبه لتعليم المساجين الوافدين من مناطق مختلفة من الوطن، القرآن الكريم، ولغتهم
العربية، والكثير من الأناشيد الوطنية، إضافة إلى دروس تفقِّههم في دينهم الحنيف، وتدعوهم
إلى ما يفيدهم ويرضي الله وينفع الوطن.
v الكسب الحلال:
وفي سنة
1981م بعد تقاعده اشتغل بالتجارة، وفتح محلاًّ تجاريا لممارسة حرفته في الصياغة
وصناعة الذهب والفضَّة، فكان التاجر الأمين، الصادق الناصح، يتحرَّى الحلال في
كسبه، وقوت عياله، فوفَّقه الله تعالى إلى تنشئة أبنائه على التجارة، وساروا فيها
على نهجه وخطوِه في الصدق والأمانة.
يتميَّز
الأستاذ محمَّد كاسي موسى، بالتقوى والورع والاستقامة، والحرص على الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، ولا يخاف في ذلك لومة لائم؛ كما عُـرف بالحزم في العمل، والعزم
الدائم في الحياة، والصرامة في التعامل، والوفاء بالمواعيد، والصدق في الحديث.
v وفاته:
من مقادير
الله تعالى، أن يكون اليوم الوطني للمجاهد في الجزائر (20 أوت) يوم الوفاة للمجاهد
الشيخ: محمَّد بن موسى كاسي موسى، وذلك يوم: 12 محرَّم 1443ه، الموافق
ليوم: 20 أوت 2021م، بعد عمر طويل قضاه في جهادين: الأصغر والأكبر، بين سنوات
البناء الذاتي في تحصيل العلم، وسنوات العطاء في التدريس وإمامة المسلمين، وسنوات
الكفاح والجهاد ضدَّ المستعمر الفرنسي الغاشم؛ فبارك الله تعالى هذا العمر وخلَّده
بما خلَّفه المرحوم من ذرِّية صالحة من البنين والبنات، وتلاميذ لقَّنهم كلام الله
عزَّ وجلَّ، وحديث رسول الله تعالى، وما ينفعهم من علوم ومعارف مختلفة.
رحمه الله تعالى، وأسكنه
فسيح جنَّاته، وجزاء عن الأمَّة والوطن خير الجزاء. آمين.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
الجزائر: 30 جوان 2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق