الجمعة، 10 مايو 2024

شؤون اجتماعية: "مركز رشد" للعلاج الفيزيائي والتأهيل الحركي

 

"مركز رشد" للعلاج الفيزيائي والتأهيل الحركي


    شدَّني جمالُ البناية في أوَّل نظرة، ثمَّ شدَّتني العبارة في ثاني نظرة، ولـمَّا فهمتُ المقولة، واستوعبتُ معناها، حضرني قوله تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا، فحدَّثتُ نفسي قائلا: -"هكذا تُعمَّر الأرض وتُبنى الحضارة، ولا تعمر أبدا بالأكل الخفيف، والشواء على الرصيف، والولع باللهو والمصيف"-

    بكلِّ صدق وأمانة، وقفتُ أما الواجهة الجميلة للمبنى، أثمِّن المبادرة وأتمعَّن في الوسم الذي عليها "مركز رشد" وأقول في نفسي: -"والله إنَّه الرشد من الانسان ووعيٌ فيه، وتوفيق من الله تعالى أن يسمَّى الصرحُ "مركز رشد".

    وهو لعمري إضافة قيِّمة للبلدة، يقرِّب العلاج للمواطن، ويخفِّف عن المرضى مشقة التنقُّل إلى هنا وهناك.

    فكلُّ الأمل أن يكون المركز في مستوى تطلُّعات روَّاده، ويكون القائمون عليه أصحاب كفاءة ولا أظنُّهم إلاَّ كذلك.

    وما أحوج المجتمع في بلدتنا إلى هذا المركز العلمي الاستشفائي، فالمحتاجون لهذا العلاج وذويهم بصفة خاصَّة في أشدِّ الحاجة إليه، فهو:

الثلاثاء، 7 مايو 2024

كتابات أدبية: في اليوم الوطني للذاكرة "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" تدخل الذاكرة

 

في اليوم الوطني للذاكرة

"مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ"

تدخل الذاكرة

    في الساعة التي يعيش فيها الشعبُ الجزائريُّ "اليوم الوطن للذاكرة" الذي يصادف ويحيِي يوم 08 ماي 1945م، أجدني أعيش ضمن هذه الاحتفالية الشريفة الوطنية في بلدتي "بريان" العامرة وهي تضمُّ بين جدرانها، وشوارعها، وبيوتاتها، وفي أعالي عمرانها، "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" احتفالية مضاعفة.

    وحُقَّ لي أن يتضاعف احتفالي بهذا اليوم الوطني السعيد؛ فقد وُفِّقت القيادة في وطني عندما قرَّرت الاهتمام بالذاكرة التاريخية والحضارية للجزائر يوم 08 ماي 2020م، تخليدا لذكرى ضحايا مجازر الاستعمار الفرنسي الغاشم بمدن سطيف، وﭬـالمة، وخرَّاطة، وغيرها من المدن.

    وأسعد مرَّة أخرى بتأسيس "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" ببلدية بريان من ولاية غرداية في يوم 18 جويلية 2019م، بعد أيَّام قليلة من الذكرى الوطنية السابعة والخمسين للاستقلال واستعادة السيادة الوطنية.

وقد استطاعت "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" ببريان أن تساهم بكثير من الحرص والجهد في حفظ الذاكرة التاريخية للبلدة؛ كما استطاعت استنطاق ذاكرة العديد من صنَّاع التاريخ، والشاهدين على الأحداث في البلدة عبر تاريخها منذ القديم، وأغلبهم مقعدون في بيوتهم.

الأحد، 14 أبريل 2024

كتابات أدبية: عمر بن موسى باباوعيسى في الخالدين

 

عمر بن موسى باباوعيسى في الخالدين


    اليوم الأحد: 05 شوَّال 1445ه، الموافق ليوم 14 أفريل 2024م، يرتقي الرجل الخيِّر الفاضل: الحاج عمر بن موسى بابا وعيسى (رحمه الله).

    برحيل "الحاج عمر بابا وعيسى" اليوم إثر رحيل "الحاج داود تمزغين" و"الحاج عيسى (صالح) الطالب باحمد" قبل أيَّامٍ قليلة، تذرف اليوم بلدتُنا العزيزة بريان دموعا غزيرة على رحيل رجالٍ من ذهبٍ، قدَّموا لدينهم وأمَّتهم جهودا من ذهبٍ، فبهم بلدتُنا اليوم مكلومة وثكلى برحيلهم.

    فالحاج عمر بابا وعيسى أعرفُ عنه ثلاثا، وأشهدُ له ثلاثا، وأقول فيه ثلاثا.

    أقول عنه ثلاثا:

-       عرفتُ عنه، النشأة الصالحة في أحضان والدين على كثير من التقوى والصلاح، على
نهج الحقِّ والاستقامة.

-       عرفتُ عنه، رضى والديه عنه، خاصَّة والدته التي كنت أزورها صغيرا بأمر من والدتي (رحمهما الله تعالى) فاسمع منها أجمل الكلمات، وأصدق العبارات، وأخلص الدعوات، رضًى منها عن ولدها عمر. (تُوشَاسْ تَنَمِّيرْتْ) كما نقول.

-       عرفتُ عنه، حسنَ البرِّ والطاعة الصادقة لوالديه، طفلاً صغيرا، وشابَّا يافعا، ورجلاً صالحا، لم يقل لهما "أفٍّ" يوما أبدا.

فأظنُّه قد فاز بالجنَّة إذ أدركهما

 

وأشهدُ له ثلاثا:

-       أشهد له، أنَّ يمينَه كانت مبسوطةً بالخير الخفيِّ حتَّى جهِلَت يسراه ما كانت تنفقه يمناه، -"ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه"-

-      أشهد له، أنَّ له كرَمًا فاق كرم حاتمٍ الطائي. –"لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها-".

-      أشهد له، أنَّ له قلبُ أنقى من الصفاء، وأبيض أنصع من الثلجِ والبرد، -"هو التّقيّ النّقيّ، لا إثم فيه ولا بغي ولا غلّ ولا حسد."-

كان يصل الرحم، ويصدق الحديث، ويحمل الكلَّ،

ويقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر

   وأقول فيه ثلاثا:

-       متواضع، يملؤه التواضع حتَّى أثقله كما أثقلتِ السنابلَ حبَّاتُ القمح فيها، –"مَلأى السنابل تنحني بتواضعٍ ... والفارغات رؤوسهنّ شوامخُ-".

-       مبادر إلى الخيرات، أحسبُه الفائز في كلِّ سباق إلى الخير، كأنَّه يفقه قول الله تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾.

-       مسلمٌ مسالم، حسنَ العشرة طيِّبَ المعاملة، –"المسلمُ من سلمَ المسلمون مِن لسانه ويده"-.

 

"فاليومَ مات رجلٌ عرفَ أنَّـه سيمُوت"

 

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

بريان: 14 أفريل 2024م

السبت، 13 أبريل 2024

شؤون اجتماعية: هكذا ودَّعنا رمضان 1445ه/2024م

 

هكذا ودَّعنا رمضان 1445ه/2024م


    في مدينة بريان، بولاية غرداية، الجزائر، وفي اليوم الأخير من الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، في يوم الثلاثاء 30 رمضان 1445ه، الموافق ليوم 09 أفريل 2024م، وفي مسجد بابا السعد بالمدخل الشمالي للبلدة، حضرتُ احتفالية وداع رمضان.

    ورغبةً منِّي في توثيق هذه الاحتفالية بكامل تفاصيلها تاريخيا، أحفظها للأجيال القادمة في السجلِّ التاريخي لبلدتنا السعيدة، كما جرت فقراتها أمامي يومها؛ أقوم بهذا وأنا متأكِّد أنَّه سيأتي زمان تتغيَّر فيه هذه السيَر والأعراف الجميلة كما أحسْبُها وأراها الآن، وقد يكون هذا التوثيق منِّي في ذلك ال زمان مصدرا لباحث علميٍّ اجتماعي، أو ناشط مصلح يريد العودة إلى السيَر والأعراف والسنَن الحميدة.

    كانت البداية بخمس دقائق بعد أذان العشاء، حيث وقف الإمام الأستاذ الفاضل: سليمان بن عمر موسلمال (حفظه الله) لصلاة وداع شهر رمضان المبارك، هي:

الخميس، 4 أبريل 2024

صالح بن الشيخ صالح الطالب باحمد فلِـمنِ العـزاء؟



 

صالح بن الشيخ صالح الطالب باحمد

إرتقى، فلِـمنِ العـزاء؟

    -"إنَّا للهِ وَإنَّا إِلَيهِ رَاجِعُون"-

    ارتقى اليوم السيد الكريم، والرجل الصالح المصلح: الحاج عيسى (صالح) بن الشيخ صالح الطالب باحمد إلى العلِّيين (رحمه الله).

    اختار الله له الشهر المناسب، وال
يوم المناسب والساعة المناسبة ليوثره إلى جواره الكريم؛ إنَّه شهر رمضان المبارك، ويوم الخميس الذي تفتح فيه أبواب الجنَّة، ويوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس.

    أمام هذا المصاب الجلل، تساءلتُ لمن العزاء؟ لمن العزاء؟؟ لمن العزاء؟؟؟

-       العزاء لي، فهو الأب الروحي الذي احتضنني من أربعة عقود مضت إلى آخر أيَّامه.

-       العزاء لشقيقه "الحاج عبد الله" (حفظه الله) الذي استأنس به أخا وسندا وجارا.

-       العزاء لصديقه التوأم "الحاج عيسى ابن يامِّي" (حفظه الله) الذي كان له الأخ الذي لـم تلده أمُّه.

-       العزاء لـــ: "جمعية الفتح" التي أحبَّها وأحبَّته عضوا وسؤولا، مخلصا وأمينا.

-       العزاء لــــ: "جمعية الشيخ اطفيَّش بالعالية" التي مثَّل فيها بريان وأهلها خير تمثيل.

-       العزاء لـــ: "آل بريان بالعاصمة" فهو الذي كان يتصدَّر مجالسهم، ويجمعهم حوله كما يجمع أبناءه.

-       العزاء لـــ: "عشيرة آل عابو" وهو الابن البار لها في شبابه، والعامل المخلص فيها كلَّ عمره.

-       العزاء لــــ: "آل الطالب باحمد" عمَّار فرهود ونجومه.

-       العزاء لــــ: "الأسرة الكريمة كاملة" من الزوجة الصالحة، إلى الابن البارِّ "إدريس" وأخواته و...

-       العزاء لـــــ: "مدينة بريان" كاملة بكلِّ أطيافها وفئاتها وكبارها وصغارها.

    مدينة بريان اليوم، تفقد فردا من أفراد جيلها الذهبيِّ، إنَّها تفقد رجلا كان أمَّة، لم يعش يوما لنفسه، بل كانت حياته لنصرة دين الله تعالى، والذود عن وطنه العزيز، وخدمة مجتمعه ضاق أو اتَّسع.

    إنَّه بصدق ذاكرةٌ لأكثر من جيلٍ، حضرَ وسمعَ ورأى وصنعَ الكثير من أحداثه، سواء في الواقع والمحيط الذي نشأ فيه وترعرع، أو في الوظائف والمهام والأسفار التي تقلَّدها وتولاَّها وقام بها، ولم يكن في مساره الحيويِّ المبارك هذا سلبيَّ الحضور أو النظرة أو الرأي.

    سيِّدي، وقدوتي، وأبي الروحي "الحاج عيسى" رحمك الله برحماته الواسعة، وأسكنك فسيح جنَّاته، وأبدلك دارا خيرا دار الفناء.

عزائي أنَّك ارتقيت في شهر مبارك، وفي يوم مبارك، إلى الخلد إن شاء الله

 

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

بريان: 25 رمضان 1445ه

يـــــوافقه: 04 أفريل 2024م 

*ملاحظة:

- اشتهر باسم: "عيسى" عند أغلب الناس، وقليل من يعرف أن اسمه في الحالة المدنية هو "صالح".

- أتمنَّى أن تسعفني الظروف للعودة إلى الكتابة عن الفقيد بشكل أوسع، ليتعرَّف عليه جيل اليوم ومن يأتي بعد.

 

الأربعاء، 3 أبريل 2024

شخصيات: الخفيُّ الظاهر مصطفى بن يونس خنّ

 

الخفيُّ الظاهر

مصطفى بن يونس خنّ


    رجل قيِّمٌ على بيتِ الله تعالى أكثر من قِوامته وقيامه على أهل بيته، ويخدم ضيوفَ الرحمن أحسن وأفضل، من ضيوف بيته؛ إنَّه السيِّد الفاضل: مصطفى بن يونس خنّْ حفظه الله.

   هو القيِّم القوَّام على "مسجد بابا السعد" بالمدخل الشمالي لمدينة بريان العامرة في ولاية غرداية، ويساعده في هذه المهمَّة الهامَّة، العظيمة عِظم دورها، وإنَّها والله لكبيرة إلاَّ على المخلِصين، قلتُ: يساعده في ذلك السيِّدان الفاضلان:

-      سليمان بن الحاج سعيد الطالب باحمد.

-      عمر بن باحمد لمعشَّت.

    فكانا للأخ مصطفى كاليد اليمنى واليسرى للإنسان.

    ويدفعني اليوم إلى الكتابة عن السيِّد مصطفى، الحالُ الجميل للمسجد، والشعورُ السعيد الذي ينتاب الداخلَ إليه من اللحظة الأولى لولوجه، والنظرة الأولى من عينيه على جوانبه، والإستنشاقة الأولى التي يجذبها من خياشيمه.

    فالوافد إلى المسجد تشدُّه النظافة التي يتميَّز بها المسجد من الباب إلى المحراب، وتعجبه حسن فُرُشه وحسن ترتيبها، ووضوح إضاءته الكاملة، وطيب ريحه المتميِّز بالبخور المحلِّي أحيانا (لَبخُور – أَسُوُّوُ)، وبخور العود الذي يذكِّر المصلِّي بعطر الحرمين الشريفين.

الثلاثاء، 12 مارس 2024

شؤون اجتماعية: من ذكرياتي الرمضانية

 

من ذكرياتي الرمضانية

    في كلِّ رمضان من كلِّ سنة، تمرُّ بين ناظريَّ ذكريات جميلة جدًّا، من زمنٍ جميلٍ جدًّا، لـم ولن تمحيها الأيَّـام والسنون، وهي ذكريات تذكِّرني بأيَّام الطفولة، وزمالة المدرسة، ورفقة الحيِّ، وصداقة الأتراب.

    ومن أولى الذكريات الرمضانية هذه، وأنا تلميذٌ بمدرسة الفتح القرآن
ية إذ يجمعني معلمنا في قسم القرآن الكريم: "الشيخ بكير بن محمَّد ارشوم" (رحمه الله) مع نخبة من زملائي الطلبة ونحن آنذاك على أبواب ختم القرآن الكريم، وأذكر منهم الزملاء الأفاضل، مع الاعتذار لمن نسيت اسمه:

-      داود بن عيسى بورﭬـيبة.

-      محمَّد بن إبراهيم الداغور.

-      إبراهيم بن محمَّد كاسي موسى.

-       الناصر بن امحمَّد حريزي. ... وغيرهم.