إبراهيم بن باعلي تمزغين
إنَّ إبراهيم كان أمَّة
تدرَّج في
دراسته الابتدائية بمدرسة "الفتح القرآنية"، ومدرستي "النخيل"
و"الأمير عبد القادر" الرسميتين، ثمَّ انتقل إلى القرارة سنة
1982م حيث أكمل المرحلة الابتدائية بين مدرسة "الحياة القرآنية"
الحرَّة، ومدرسة "ملاَّلي" الرسمية، وانتقل بعدها إلى "معهد
الحياة" لاستكمال المرحة المتوسِّطة والثانوية إلى آخر السنة الدراسية
1987م.
وبما أظهره
من نشاط وحيويَّة وأريحيَّة وسَعَة صدرٍ وحسن معاشرة مع زملائه الطلبة خلال إقامته
في "دار البعثات العلمية"، تمسَّك به مدير الدار الأستاذ: صالح
بن أحمد حدبون (حفظه الله) ليساعده في شؤون الدار وخدمة الطلبة المقيمين فيها،
فما كان من الطالب إبراهيم تمزغين إلاَّ أن يوافق احتراما لأستاذه الشيخ صالح
حدبون، ووفاء لمعهد الحياة ودار البعثات، وأساتذته فيهما، فقام بشؤون التموين في
دار البعثات بإخلاص وتفانٍ إلى سنة 1988م عندما استدعاه واجب الخدمة الوطنية
لسنتين كما كان النظام آنذاك من سنة 1988م إلى آخر ماي من سنة 1990م.
وبعد أدائه
للخدمة الوطنية، توجَّه إلى الجزائر العاصمة للعمل في ميدان التجارة صيف سنة
1990م، ولكن لم يستقر به الحال في التجارة والجزائر العاصمة طويلا، فعاد إلى مسقط
رأسه بريان في يوم تاريخي لا ينساه هو، ولا ولن ينساه الجزائريُّون، وهو اليوم
الذي تمَّ فيه اغتيال الرئيس المغدور "محمَّد بوضياف" يوم 29
جوان 1992م.
وفي بريان،
مسقط رأسه اشتغل حارسا في "المدرسة الابتدائية: عائشة أمُّ المؤمنين"،
ثمَّ حارسا ليليًّــا في متوسِّطة "أبي اليقظان إبراهيم" إلى آخر
شهر سبتمبر 2006م. وأثناء اشتغاله في المدرستين وقبل ذلك، كان من عمَّار المسجد
والمرابطين فيه بين الصلوات، وما أن تنادي فيه حلقة العزَّابة المصلِّينَ إلى
المشاركة في عمل جماعي لصالح المسجد، كتنظيفه، أو تفريشه، أو إصلاح بعض أعطابه، أو
صيانة تجهيزاته، أو ... أو ...، فكان دائمًا من أوائل الملبِّين لنداء الشيوخ من
أعضاء الحلقة، يشارك ويساهم في العمل مع الشباب بكلِّ ما أوتي من جهود، مع إخلاص
صادق واحتساب الأجر الجزيل من العليِّ القدير.
وهذا ما جعل "الشيخ
محمَّد بن بكير أرشوم" (رحمه الله) ليدعوه بإلحاح إلى الانضمام إلى فريق
العمل بمدرسة الفتح، تحت رعاية جمعية الفتح، ووعده بأداء كلِّ حقوقه المادِّية
والمعنويَّة، وكان عند وعده رحمه الله.
ولهذا كذلك، اقترحه السيِّد الفاضل القائم
آنذاك على شؤون المسجد العتيق بحيِّ بربوره: محمَّد بن عمر أوراغ (حفظه
الله)، للعمل معه في القيام والرعاية لشؤون المسجد، واعتذر -مخافة أن يقصِّر في
حقِّ بيت الله تعالى- بحجَّة السفر إلى الحجِّ.
ولـمَّا عادَ
من البقاع المقدَّسة بعد أداء فريضة الحجِّ، دعاه وكيل المسجد حينها، "الشيخ
إبراهيم بن باعلي لعساكر (الزعيم)" (رحمه الله) يوم 14 مارس 2002م، فلم
يجرؤ أمام الشيخ الزعيم أن يقول: لا. وهو الذي كان دائم الحضور مرابطا في المسجد،
ومشاركا نشطا في كلِّ أنشطة المسجد متطوِّعا ابتغاء أجر الله ورضوانه تعالى.
وفي سنة
2005م، تحقَّقت أمنيته في بناء مسكنه الأسريِّ الخاص بحيِّ "الشيخ
عامر" البعيد عن وسط المدينة، فتقدَّم إلى حلقة العزَّابة بطلب إعفائه عن
مهمَّته هذه لبعد المسافة، ومخافة التقصير، فلم تستجب له الحلقة، وأصرَّ عليه
أعضاؤها أن يواصل عمله داعين له بالخير والبركة في حياته وأعماله.
فكان منذ ذلك
التاريخ، القيِّمَ القائمَ على المسجد، والراعي لكلِّ شؤونه كبيرها وصغيرها، في
صباحه ومسائه، وفي ليله ونهاره، شتاء، وصيفا، وخريفا وربيعا، وهو مرابط ملتزم إلى
يومنا هذا، ونحن في سنة 2022م.
أمَّـا
انضمامه إلى البعثة المزابية لخدمة الحجَّاج، فقد كان ذلك في سنة 1999م، بعد موافقة
رئيس البعثة وناظر الأوقاف الإباضية فضيلة الشيخ: "عبد الحميد أبو القاسم"،
وهي (الانضمام إلى بعثة خدمة الحجَّاج) المهمَّة الوحيدة التي طلبها وسعى إليها بمراسلة
الشيخ عبد الحميد مرَّة، ثمَّ مقابلته مرَّة ثانية، وسمع منه الشيخ رغبته وأمنيته،
فكان ضمن البعثة في نفس السنة، وهو (الشيخ حفظه الله) الحكيم الذي يزن الأمور
بميزان الصدق، والإخلاص، والالتزام.
عيَّنه الشيخ
في لجنة الطبخ والتموين، ثمَّ حُــدِّدت مهمَّته في الطبخ إلى يومنا هذا، حتَّى
أصبح أقدم أعضائها، بعد وفاة بعضهم (رحمهم الله)، وتقاعد غيرهم (حفظهم الله).
فبقدر ما
أغبطه كما يغبطه الكثيرون على التمتُّع بزيارة تلك البقاع المقدَّسة في كلِّ سنة
-أملُ ورجاء ورغبة كلِّ مسلم- أقدِّر وأثمِّن له، وأكبر فيه جهده، وصبره، ومرابطته
في هذه المهمَّة كلَّ هذه السنوات الثلاث والعشرين (23) دون انقطاع.
فليس من السهل والله، أن يتحمَّل المرء مشاق السفر سنوات مترادفات كلَّ هذه المدَّة، وليس من السهر أن يضع نفسه في خدمة الناس على اختلاف طباعهم وأمزجتهم كلَّ هذه السنوات، وليس من السهل أن يتحمَّل المرء الطبخ لعشرات (أو مئات) من الناس رجالا ونساء على اختلاف أذواقهم ورغباتهم كلَّ هذه المدَّة.
﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾
فعلا أخانا إبراهيم، لقد كنت محظوظا جدًّا، بما حباكم الله من قدرةٍ واستعدادٍ للمرابطة في عمارة المسجد بخدمته ورعايته، وخدمة ضيوف الرحمان في حرَمَيه الشريفين (مكَّة والمدينة)، تقبَّل الله منك، وحقَّق لك أمانيك في الدنيا، وثبَّت لك أجر الخدمات الجليلة. آمين.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
الجزائر:
16 أكتوبر 2022م
ربي اومحفض انشاء الله
ردحذفيحفظكم الله أنتم أيضا أستاذ، وشكرا على مرمركم الكريم.
حذفنعم نشهد على ذلك انه يعمل بإخلاص وانه نعم الرجل الصالح القوي الامين
ردحذفشكرا لكم أستاذ على المرور، وعلى شهادتكم في أخينا الحاج إبراهيم.
حذفما شاء الله
ردحذفبارك الله له في كل خطرة يحطوها في سبيل الله
شكرا لكم على المرور أستاذ.
حذفالله يحفضك عمي الحاج ابراهيم
ردحذفشكرا لكم على المرور أستاذ.
حذفشكرا لكم على المرور أستاذ.
حذفبارك الله في الحاج ابراهيم تمزغين و رفع شأنه في الدنيا والاخرة. وبارك الله في الاستاذ يوسف بن يحي الواهج فلا يعرف قدر الرجال إلا الرجال.
ردحذفبارك الله مروركم الكريم، وشكرا على كلماتكم الطيبة المشجعة.
حذفشكرا جزيلا لك اخي الأستاذ يوسف الواحه.
ردحذفالسيد ابراهيم تمزغين لا تستطيع أن توفي له قدره كاملا مهما كتبت عنه فهو اكثر من ذلك.
ثبت الله أجركم جميعا.
فعلا أستاذ، الحاج إبراهيم كما قلتم لن نستطيع أن نوفيه حقه، وأجره وجاءه كاملين عند الله تعالى.
حذفشكرا على مروركم.
ربي يحفظو ويبارك في عمرو ويحفظ الذرية نتاعو
ردحذفزيزيد من امثالو ،فما احوجنا إلى رجال مثله لخدمة الوطن سواء في قطاع الدولة أو الحر "رِجَالٌ صَدَقُو مَاعَاهَدُو اللهَ عليه"
فعلا ما أحوجنا في هذا الزمان إلى أمثاله.
حذفشكرا على مروركم.
ماشاء الله جزاكم الله خيرا
ردحذفوجزاكم خير الجزاء.
حذف