الجمعة، 22 أبريل 2022

شخصيات: الرجل المسجديُّ: سليمان بن عيسى بن إبراهيم ﭬـاجِي (حفظه الله)

                     الرجل المسجديُّ: سليمان بن عيسى بن إبراهيم ﭬـاجِي (حفظه الله)


    رجل مسجديٌّ، طيِّب القلبِ، واسع الصدرِ، دمث الأخلاقِ، ليِّن الجانب؛ يعمل في صمتٍ، لا يسعى إلى منصبٍ، ولا يستهويه ثناء.



    جنديٌّ مجهول، مجاهدٌ خفيٌّ، طالبٌ للعلم، خادمٌ للعلماء، رفيق للمشايخ الصلحاء، عاشق للمساجد، وخادمٌ لعمَّارها.

    أحترمه، وأكبره، وأغبِطه، على ما أجرى الله على يديه من خير: -"طُوبَى لِمن أجرَى الله الخير على يديهِ"- (حديث).

    هو الآن في الثالثة والستين من العمر، استلم المشعل تدريجيا من والده: "الحاج عيسى" (رحمه الله)  قبل وفاته بسنوات (ت: 2015م) وهو في مقتبل العمر، فقضى سنوات عمره قيِّما للمسجد القبلي الكبير، وراعيا للمساجد الأخرى في بلدتنا "بريان"، يرفعها ليُذكر فيها اسمه كما أمر وأراد الله تعالى في قوله: ﴿إإِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ﴾. بالتعاون والتنسيق مع القيِّمين على كلِّ مسجد من مساجد ومصلَّيات الأحياء.

    إضافة إلى رعاية المقابر، وحفظ شؤونها ومصالحها المختلفة، من تنظيف مرافقها، وصيانة أجهزتها، وترميم ما يجب ترميمه فيها؛ واستقبال موتى المسلمين فيها، ودعوة المكلَّفين بتغسيلهم وتجهيزهم من أعضاء حلقة العزَّابة، وما إلى ذلك من شؤون المسلم والمسلمة عند وفاته: -"من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرا وأجنه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن إلى يوم القيامة"- (رواه الحاكم). وذلك بالتعاون والتنسيق مع القائمين الرئيسيين عليها.

    وللمجاهد "سليمان ﭬـاجي" حفظه الله، أدوار عظيمة يعجز الانسان عن وصفها وتصويرها، في ميدان الأوقاف معرفة ورعاية ومحافظة، خاصة المرافقة الرئيسة والأساسية على الفريق الذي يقوم بجني التمور في موسم جنيها من أعضاء لجنة الأوقاف في حلقة العزابة، والفريق الشبابي المتطوِّع لهذه المهمَّة في كلِّ خريف من كلِّ سنة، هنا يتجنَّد الأخ سليمان ضمن الفريق بكلِّ ما أوتي من جهد، ووقت، ونفس، ووسائل: -"أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس"-. (حديث)

    ولا يمكن أن ننسى حضوره المتميِّز في أغلب المناسبات الاجتماعية العامَّة ومنها أو الخاصَّة، كالاحتفالات العلمية والثقافية، والأفراح، والأعراس، والمآتم، والأعياد العرفية كلِّها، حيثما أقيمت، في المساجد، أو المقابر، أو دور العشائر، أو المدارس، حتَّى في البيوت الخاصَّة؛ وذلك بتوفير ما يتوفَّر لديه من خدمات، كأجهزة الصوت وما يتَّصل بها من لواحق، أو وسائل أخرى تساهم في إنجاح البرنامج، وتشريف القائمين عليه: -"من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين"-. (حديث).

    فبكلِّ صدق وصراحة، طوبى لرجل على مثل هذه الأخلاق والصفات، وطوبة لقومٍ فيه أمثال هذا الرجل الكبير قَدرا ودَورا، الواسع قلبا وصدرا.

    أنَّا على يقينٍ أنَّك أخي "سليمان" لا ترضى بما أقول عنك اليوم، تواضعا منك، ونكرانا لذاتك، ولكن صدِّقني أخي أنَّ واجب الاعتراف بفضلك، ودورك، وكبير سعيك في حوائج الناس هي التي تدفعني إل ذلك، أخذا بقوله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ لعل الله القدير يزيدنا رجالا مثلك، وأخذا بقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: -"من لا يشكر الناسَ لا يشكر اللهَ"-.

يقلم: يوسف بن يحي الواهج








هناك 3 تعليقات: