الخميس، 11 يوليو 2024


الحاج محمَّد بن باحمد أولاد داود في الخالدين

من قلوب البشر إلى الرفيق الأعلى

 

    الطيِّبون يرحلون في صمتٍ، يترادفون وراء بعضهم، ويرتقون واحدا تلو آخر، كأنَّهم يتسابقون شوقا إلى ما قدَّموا من خيرٍ.

    فاليوم الأربعاء 05 محرَّم 1446ه، الموافق ليوم: 10 جويلية 2024م، يرحل من بلدتنا المكلومة -برحيل الخيِّرين- طيِّبٌ آخر هو الرجل الفاضل: "الحاج محمَّد بن باحمد أولاد داود" بعد عمرٍ باركه الله تعالى بالخيريَّة والطيبة اللتين كانتا تسكنانه فطرة وطَبعا وسجيَّة.

    واليوم ارتقى من بيننا رجل صنع لنفسه اسما لامعا، ولبدته نجما ساطعا، وبهما أصبحت الجزائر قطبا بين الدول الصناعية في العالم.

    أي نعم، إنَّه القطب أو المركَّب الصناعي "شركة F A B S" لصناعة الأدوات المكتبية، والتي تأسَّست على يديه في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الماضي سنة 1982م، ثمَّتدرَّجت في الانتشار والنجاح من موقع انطلاقها بمدينة بريان، إلى مدن ومناطق عدَّة عبر التراب الوطني، ولا تزال تحمل في جوانحها روح التطوُّر والنجاح والانتشار؛ فنسأل اللهَ تعالى التوفيق لمن يأتي بعد المرحوم في المحافظة على المؤسَّسة وتطويرها.

    وقد فتح المرحوم بهذه الشركة وهذه المؤسَّسة الرائدة حسابا جاريا في بنك الله تعالى الذي تتضاعف فوائده أضعافا مضاعفة، ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٌ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

    فهو رحمه الله القدوة والمثل الأعلى لأبنائنا وشباب الأمَّة بأخلاقه، وإرادته، ومثابرته، وصبره، وتواضعه، وخيريَّته، وإحسانه. فليتَ شباب اليوم وهم في بداية حياتهم العمليَّة يأخذون من نهجه أسباب النجاح، ومنهج التميُّز.

    رحم الله الفقيد "الحاج محمَّد أولاد داود"؛ اليوم تودِّعه البلدةُ وهي تبكيه بحرقة ودموع صادقة، فَقِدت فيه الظهرَ المتين والسنَد الصلبَ للأمَّة ومشاريعها الخيرية، ابتداء من المسجد جامع الصفِّ والكلمة، إلى جمعية الفتح راعية التعليم الديني، والجمعيات الخيرية والثقافية، وغير ذلك من المؤسَّسات العاملة لخير الأمَّة وصلاح المجتمع، وإعلاء كلمة الدين، ورفع راية الإسلام.

    فاليوم، ارتقت روح "الحاج محمَّد بن باحمد أولاد داود" إلى بارئه، ليلقى عند الرحمن الرحيم الجزاء الأوفى.

رحمك الله أبَ الخير "الحاج محمَّد" يوم ولدتَ، ويوم ارتقيتَ، ويوم تُبعث حيًّا

نسأل الله العليَّ القدير أن يرزق بلدتنا ومجتمعنا من يخلفك في الخير. آمين.

 

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

بريان: 11 جوان 2024م

هناك تعليقان (2):

  1. ربي اترحم

    ردحذف
  2. تصحيح الشهر هو جويلية ليس بجوان.ملاحظة أي خطأ يذل على اهتمام القراء.

    ردحذف