كتابات أدبية: صورة اليوم: صخور أكد بربورة العجيبة

 

صورة اليوم: صخور أكد بربورة العجيبة

    صخور كبيرة ضخمة جدًّا، تراكمت فوق بعضها دون رابط أسمنتي أو معدني يربطها ببعضها، تجنَّدت وصمدت لتحمل فوقها أعرق حيٍّ سكنيٍّ في بلدتي بريان العامرة.

    وأنا أقوم بتصويرها اليوم، سألتها وسألت نفسي:

-       ترى؟ هل كنتِ أيَّتها الصخور تدركين أنَّك كنتِ تحملين مشايخ، وعلماء، وحفَّاظ كتاب الله، وطلاَّب

العلمِ، وعمَّار المسجد، وأمَّهات مسلمات صالحيات قانتات مسبِّحات؟؟

-       أيَّتها الصخور، قد كان فوقك الشيخ العالم عبد الرحمن بن عمر بكلِّي، وكانت تُعقد فوقكِ ندوة البكري

الفقية بمن يؤمُّها من العلماء والمشايخ والطلاَّب؟

-       أيَّتها الصخور، هل أدركتِ أنَّه كان فوقك إمامٌ حافظٌ لكتاب الله، مقرئ يعمر مساجد الله آناء الليل وأطراف النهار، الإمام الشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد (رحمه الله).

-       أيَّتها الصخور، هل عرفتِ أنَّ زعيم الإصلاح الشيخ بيُّوض، وأسد الوادي الحاج داود حوَّاش، وزعيم مزاب الشيخ عبد الحميد أبو القاسم، والقائد أوراغ، والقائد عمر بودي مرُّوا يوما أو أياما عليك.

-       أيَّتها الصخور، لا شكَّ أنَّك قد شهدتٍ وشاهدتِ الكرم الاحتفالي النظيف بضيوف البلدة الكرام، يحضرون الجلسات العلمية، والولائم السخيَّة، والحفلات البريئة الجميلة.

-       أيَّتها الصخور، لا شكَّ أنَّ صدى مجالس التلاوة للقرآن الكريم في السجد، والمدرسة الأم، وفي كلِّ بيت،

بشكلٍ يوميٍّ عند السحر، وبين المغربين، وفي كامل أيَّام الشهر الفضيل (رمضان) من كل عام.

-       أيَّتها الصخور الشاهدة بصدق على حضارة عمران، وطهارة وجدان، وفصاحة لسان، ووعي شبَّان، أخبري هذه الأجيال بما عرفتِ، وبمن حملتِ، وما شهدت وشاهدتِ، لعلَّهم يحفظون فضل الأوائل، ويقدِّرون عظمة ما حملتِ، فبعرفون أنَّ ثباتك كان من ثباتهم، ولأجل ثباتهم.

-       أيَّتها الصخور الجميلة، تشرَّفت بالعلم يوم رفعته فوق هاماتك، وتقدَّستِ بالقرآن الذي حفظْتِ أهله،

وسمعتِ مجالسه، فإنِّي والله لا أجد لك ندًّا إلا الصخور التي فوق جبل أحد.

فتيهي شرفا وافتخارا، واثبتي، فقد كان عليك عالم، وحافظ وطلاَّب، ولا يزالون عليك إن شاء الله.

-       أيَّتها الصخور الرائعة، عرفتكِ منذ تفتَّحت عينيَّ، وكنتُ أخافكِ لـمَّا كنتُ صبيًّا، وكنتُ أُعجب بكِ يوم كنت فتيًّا، ولـمَّا وعيتُ، وأدركتُ، ولـمَّا فقهتُ وزن الأشياء أحببتكِ وقدَّستكِ، ولا أزال.

 

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

بريان: 17 ديسمبر 2022م