السايح بن صالح الطالب باحمد
v المولد والنسب والنشأة:
له من الإخوة خمسة ذكور، وخمس إناث، وهو آخر العنقود في الأسرة الكريمة، التي نشأ فيها على الكفاف والعفاف، غناها الصلاح والاستقامة وعزَّة النفس، تعيش على ما يجود به الوالد التاجر في مدينة السوﭬـر بولاية تيارت، وهو الذي شجَّعه على مواصلة دراسته، وصهره السيِّد: يوسف بن باحمد زيطاني.
v مشوار الدراسة:
التحق بمدرسة الفتح القرآنية وهو في السادسة من عمره، لحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف، وما تيسَّر من علوم اللغة العربية والمعارف الشرعية من فقه وأخلاق وغير ذلك ممَّا يعلم من الدين بالضرورة.
علَّمه فيها الأساتذة الأفاضل:
· الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم.
· الشيخ إبراهيم بن باعلي لعساكر (الزعيم).
· الأستاذ محمَّد بن أمحمَّد أولاد داود (البرياني).
· الأستاذ محمَّد بن بالحاج ابن يامِّي (الدكتور).
· الأستاذ يوسف بن حمُّو ابن زايط.
· الأستاذ عمر بن عطيَّة مغازي.
وفي نفس
الوقت والعمر، كان يدرُس في المدرسة الرسمية الفرنسية آنذاك: مدرسة الذكور (école des garçons).
وعلَّمه فيها
أساتذة فرنسيِّين كلُّهم:
· Monsieur sinac.
· Monsieur antinie .
· Monsieur guirau.
· Monsieur piloie.
· Monsieur brise.
· Mademoiselle vilarem.
وفي بداية السنة الدراسية: 1958/1959م، انتقل إلى القرارة ضمن كوكبة فتيَّة من خيرة ونجباء طلاَّب مدرسة الفتح، وهم:
· السايح بن صالح الطالب باحمد.
· عيسى بن بكير دبُّوز.
· عيسى بن إبراهيم أولاد داود.
· إبراهيم بن عيسى سعودي.
· إبراهيم بن يحي ﭬـرﭬـر.
· محمَّد بن حمُّو أرشوم.
· عليّ بن سليمان حشَّاني.
· موسى بن قاسم عمر أيُّوب.
حيث ختم القرآن الكريم بمدرسة الحياة، على يد الأستاذين:
-
الشيخ سليمان كرشوش.
- والشيخ عمر بن قاسم لبسيس (رحمهما الله).
ثمَّ التحق بمعهد الحياة لمواصلة دراسته على يد الأساتذة الكرام:
-
الشيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشيخ
عدُّون).
-
الشيخ بكير بن عمر بيُّوض.
-
الشيخ محمَّد العايب (الشيخ الراعي).
-
الشيخ الناصر بن محمَّد مرموري.
-
الشيخ بكير بن محمَّد الشيخ بالحاج (باشعادل).
-
الشيخ محمَّد بن بابة الشيخ بالحاج (ابن الشيخ).
- الشيخ صالح بن إبراهيم باجو.
v المسار المهني:
- التعليم:
وفي سنة 1963م انقطع عن الدراسة مضطرًّا للذهاب إلى العمل لإعالة العائلة، رغم مناشدته من طرف الشيخ بيُّوض، وأستاذه الشيخ عدُّون مواصلة الدراسة وإعفائه من مصاريف الدراسة وتكاليف الحياة في الداخلية ويرشِّحا أحد المحسنين لكفالته مادِّيا.
وفي نفس السنة 1963م، التي تخرَّج فيها من معهد الحياة، عُيِّن في خريفها للتدريس في المدرسة الابتدائية الرسمية "الأمير عبد القادر" ببريان، إلى سنة 1966م، ومنها انتقل إلى مدينة عين صالح معلِّما بمدرسة البنات الابتدائية للسنة الدراسية 1966-1967م. ثمَّ عُيِّن في المدرسة الابتدائية (مدرسة الشيخ صالح بابكر حاليا) بحي بابا السعد غرداية من سنة 1967م إلى 1969م.
ثمَّ انتقل إلى مسقط رأسه، حيث درَّس في مدرسة الأمير عبد القادر من سنة 1969-1978؛ ثمَّ بمدرسة بابا السعد الجديدة سنتين 1978م إلى سنة 1980م، ومنها عاد إلى مدرسة الأمير عبد القادر ليدرِّس فيها سنة دراسية واحدة 1980-1981م.
من وملائه في التعليم، نذكر على سبيل المثال، الأساتذة:
· باعلي بن إبراهيم لعساكر (الزعيم).
· إبراهيم بن عيسى سعودي.
· عيسى بن يحي لطرش.
· محمَّد بن باحمد ابن يامِّي.
· إبراهيم بن اعمر مشَّاط.
· قنيَّع سعيد. .... وغيرهم كثير.
وقد عرفنا ممَّا ذكرنا آنفا، أنَّ الأستاذ السايح الطالب باحمد، أنَّه درَّس في عدَّة مناطق من الجزائر، أو في الجنوب خصوصا، فلا شكَّ أنَّ له تلاميذ في كلِّ منطقة، ولكنَّه اليوم لـم يتذكَّر أحدا منهم، لهذا نقتصر هنا على ذكر بعضهم على سبيل المثال من أبناء مسقط رأسه:
· سليمان بن عمر موسى المال.
· قاسم بن حمُّو بوكراع.
· يحي بن بسعيد الطالب باحمد.
· إبراهيم بن يوسف تربح.
· عبد الله بن إبراهيم لعساكر (الزعيم).
· عمر بن قاسم دبُّوز. .... وغيرهم كثير.
- في الإدارة:
وبعد ذلك عُيِّن مديرا لمدرسة: محمَّد بن عبد الرحمن الابتدائية بمدينة المنيعة، من سنة 1981 إلى سنة 1984م، ثمَّ وُظَّف في مديرية التربية لولاية غرداية سنة 1984-1985م، ثمَّ كاتبا لمفتِّش التعليم المتوسِّط، الأستاذ: الناصر بن بالحاج بعوشي سنة 1985-1986م.
ثمَّ عُيِّن مديرا بمدرسة كاف حمُّودة الخاصَّة بالذكور من سنة 1986م إلى سنة 1994، فمدرسة النخيل إلى آخر شهر ديسمبر 1998م، سنة أو يوم تقاعده بعد رباط وجهاد متواصل في ميدان التربية والتعليم.
v النشاط الاجتماعي والثقافي:
عندما سافر إلى القرارة سنة 1958/1959م لموصلة دراسته، كان يحمل معه
الموهبة والقدرة على الإنشاد الذي تعلَّمه وتدرَّب عليه على يد أساتذته:
· الأستاذ إبراهيم بن باعلي لعساكر (الزعيم).
· الأستاذ محمَّد بن أمحمَّد أولاد داود (البرياني).
· الأستاذ يوسف بن حمُّو ابن زايط.
بإجبارية الحضور في
كلِّ الأعراس التي تقام بالبلدة، لإحياء الجانب الأدبي منها، بإنشاد الابتهالات
الدينية، والمدائح الجميلة في حق النبيِّ الكريم عليه السلام، تحت إشراف وقيادة
أساتذتهم ومعلِّميهم أوليك.
إضافة إلى نشاطه الدائم
في فوج الكشَّافة الإسلامية، بقيادة أستاذه: عمر بن عطيَّة مغازي، حيث حفظ
وأتقن الأناشيد الوطنية الحماسية، وتدرَّب على الشجاعة الأدبية وسرعة البديهة على
خشبة المسرح، وفي الرحلات العديدة إلى مشارف البلدة مثل رحلة كشفية إلى سدِّ
السودان شمال البلدة، أو تلك الرحلة المشهودة إلى موقع لَمْشِيخِيتْ بناحية
الحنية جنوب البلدة، ضمَّت الكثير من الأنشطة الثقافية والترفيهية، حضرها جمهور
البلدة وأعيانها.
وبهذه
الموهبة الفنِّيَّة خاصَّة، كان دائما ضمن النخبة من التلاميذ الذين يحضِّرون مع
أساتذتهم البرامج الأدبية الثقافية الإنشادية، لاستقبال الشيخ بيُّوض رحمه الله،
ومن في مقامه من ضيوف البلدة ومشايخها وأعيانها.
وهذا ما جعله في معهد
الحياة ودار البعثات بالقرارة من الطلبة المبرَّزين فيه، ضمن نشاط الجمعيتين
الثقافيتين الصغرى ثمَّ الوسطى تبعا لمستواه الدراسي، بالإنشاد والتمثيل والتأليف
الفنِّي الترفيهي خصوصا، وتنشيط الإذاعة المحلِّية الخاصَّة بالطلبة الداخلين
المقيمين بالبعثة، للترويح عنهم بالفكاهة التربوية الهادفة.
وكان له حضور
ومشاركة فعَّالة في اللجنة الفنِّية لدار البعثات العلمية البيوضية، التي تحيي
المناسبات الدينية والمدرسية، والمناسبات الاجتماعية كالأعراس خصوصا، إذ كان لزاما
عليهم أن يحيوا حفل جميع الأعراس التي تقام في البلدة، كما كان ضمن النخبة
المختارة لإنشاد بعض الأناشيد الوطنية والمدائح الدينية في بيت الشيخ بيُّوض عند
استقباله ضيوفه وزوَّاره من خارج البلدة. وكانت هذه المجموعة الصوتية الفنِّية
تتكوَّن من الطلاَّب:
· محمَّد بن باحمد سعودي.
· باعلي بن إبراهيم لعساكر.
· عيسى بن بكير دبُّوز.
· محمَّد بن سليمان ﭬـراس.
· باحمد بن إبراهيم دبوز.
· أحمد بن حمُّو مصباح.
· عمر بن محمَّد بهون.
· سليمان بن الناصر حميد أوجانة. (ملاَّلي).
· محمَّد عيسى (التوري) ... وغيرهم.
شهد وحضر وشارك في
العديد من المناسبات التاريخية والدينية والاجتماعية، كاحتفالات استقبال البعثة
العلمية من أبناء بريان عند عودتهم إلى البلدة في آخر السنة الدراسية، وإحياء
الاحتفالات الخاصَّة بذكرى مولد النبيِّ الكريم عليه السلام، وحفل تدشين المسجد
العتيق بعد تجديده سنة 1960م، وحفلات تتويج العرُس.
وهو من
الأعضاء المؤسِّسين لـــــ: "جمعية الأمل الرستميِّ الثقافية"1
سنة 1975م، ولا يزال عضوا نشطا فعَّالا فيها إلى يومنا هذا.
له شِعر ملحون جميل محترم بمعانيه الهادفة، ومبانيه التعبيرية الراقية، ومواضيعه الاجتماعية المختلفة، تعالج بعض المظاهر الدخيلة على المجتمع؛ وهو في الغالب باللغة المزابية، والعربية الدارجة، وخليط منهما مع كلمات فرنسية يفرضها الموضوع.
1- جمعية البلابل الرستمية، هي جمعية ثقافية أدبية فنِّية،
تأسَّست في أفريل سنة 1975م، تجمع الطاقات والمواهب الأدبية والفنِّية والثقافية
من مدن مزاب ووارجلان؛ بمساع من المؤسِّسين الأوائل الأساتذة: عمر بن محمَّد فخار،
وجابر بن أيوب بليدي، وإبراهيم بن عمر كركاشة. قامت بنشاطات علمية وثقافية راقية
جدًّا، داخل الوطن وخارجه.
والأمر
المؤسف في هذا الأمر، أنَّ الأستاذ السايح لـم يكن يحتفظ بإنتاجه الأدبي مكتوبا
على قراطيس، فضاع كلُّه مع الأيَّام، بعد ما كان محفوظا في ذاكرته وذاكرة الشباب
المنشدين في عهده، اللهمَّ إلاَّ ما بقي نُتفا في ذاكرته هو، أو في ذاكرة زملائه
وأصدقائه المنشدين.
نتمنَّى أن
نتمكَّن من استحلابه يوما من ذاكرته، أو من ذاكرة من يحفظ هذا الانتاج.
وإلى جانب
نشاطه الفكري والثقافي في مجتمعه عموما، كان له في سنة 1973م دور كبير في إعادة
هيكلة إدارة عشيرته: آل عابو، رفقة كوكبة من شباب العشيرة وأعيانها، منهم:
· الشيخ عبد الله بن صالح الطالب باحمد. (المدير).
· عمر بن عيسى الطالب باحمد. (عمَّار).
· موسى بن بابا ابن علاَّل.
· محمَّد بن سليمان حسني.
· صالح بن إسماعيل بهدِّي.
· الحاج سليمان بن موسى الطالب باحمد.
فكان من نتائج هذه
الحركة الشبابية في العشيرة، أن تمكَّنت من شراء قطعة أرض واسعة، وتجنَّدوا مع
كامل أعضاء العشيرة لبنائها، إضافة إلى تنظيم اللقاءات الدورية العامَّة لأبناء
العشيرة، ومتابعة الطلبة الناجحين من أبنائهم، وسائر الخدمات الاجتماعية الخاصَّة
بكفالة اليتيم، وإصلاح ذات البين، ومساعدة المحتاجين والمرضى.
كما كان يقوم
بالخدمة الاجتماعية الخاصَّة بمرافقة وخدمة العرسان، فيما يسمَّى اصطلاحا
"التوزير-أوزَّر" خمسة عشر سنة كاملة، (من سنة 1966م إلى سنة 1981م)
بدون انقطاع، وزاد عليها بعد ذلك تحت إلحاح بعض أحبَّائه وأصدقائه في هذه الخدمة
النبيلة.
وبعد تقاعده من
التعليم، طلب منه الشيخ إبراهيم بن باعلي لعساكر ليطالع له، فلازمه يوميا من
العاشرة صباحا، إلى الواحدة ظهرا، من سنة 1999م إلى سنة 2010م، وقد كانت له فرصة
كبيرة استزاد خلالها العلم الكثير.
- يشتغل حاليا في الفلاحة، بمزرعة خاصَّة في استصلاح منطقة لروي، على المشارف الشرقية لمدينة بريان.
v النشاط الوطني والسياسي:
-
في سنة 1973م، انخرط للنضال في حزب جبهة التحرير الوطني، بعد كفاح وإصرار
في مواجهة الرفض الظالم من مسؤولي القسمة ببريان، ولم يتم الأمر له وللعديد من
زملائه في طلب الانخراط، إلا مراسلة رئاسة الجمهورية، وقيامها بالتحقيق في القضية.
-
في سنة 1975م، ارتقى إلى العضوية في مكتب القسمة.
-
في سنة 1977م، انسحب من النشاط الحزبي عزوفا عن المشاحنات التي تثار من حين
لآخر بين بعض الأعضاء فيه.
- في سنة 1989م، تخلَّى نهائيا عن العمل السياسي والنشاط الحزبي، عند بداية التعدُّد الحزبي، وظهور أحزاب جديدة، بقبَّعات وإيديولوجيات مختلفة.
v مواهبه وخصائصه:
-
يمتاز السايح (حفظه الله) بذاكرة حافظة حاضرة، جعلت منه المرجع الأوَّل في
البلدة بعد رحيل الشيخ الزعيم (رحمه الله).
-
يعتبر حاليا شاهدا على عصره في بلدته، بحضوره الدائم لأهمِّ الأحداث
الاجتماعية والوطنية والثقافية والسياسية وغيرها.
- منشد حافظ متمكِّن بكلمات وألحان كلِّ الأناشيد التي كانت تنشدها المجموعات الصوتية في الحركة الإصلاحية بوادي مزاب.
-
المصدر:
-
مقابلة أجريتُها معه مساء يوم الأربعاء 25 ربيع الأوَّل 1442ه، الموافق
ليوم 11 نوفمبر 2020م، ببريان.
-
مقابلة ثانية معه للتصويب والإثراء، يوم الأحد 07 ربيع الثاني 1442ه،
الموافق ليوم 22 نوفمبر 2020م، ببريان.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
بارك الله فيكم.
ردحذفبارك الله له و لكم و لقرنائه في العمر و الصحة و العقل آمين آمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا... و حفظ الله البلاد والعباد من كل سوء
ردحذف