الأستاذ: علي بن عيسى بطوله*
المتعلِّم المعلِّم العامل
عرفته منذ أن كنتُ تلميذا في ابتدائية الأمير عبد القادر ببريان ولاية غرداية، عندما كان مرافقنا مع بعض المعلِّمين على متن حافلةِ تنقلنا إلى غرداية لإجراء امتحانات نهاية المستوى الابتدائي "شهادة التعليم الابتدائي"، في تلك الرحلة اكتشفتُ الأستاذ: علي بن عيسى بوطوله (حفظه الله)؛ واكتشفتُ فيه النشاط والحيويَّة، والروح الخفيفة، والنكتة الظريفة. إنَّه
المعلِّم: علي بن عيسى بن باحمد بن عمر بطولة، ولدَ بمدينة بريان في: 21
جانفي 1953م. وفيها نشأ وترعرع، وتربَّى في أحضان أسرة كريمة، محافظة متواضعة،
محسنة لجيرانها، خيِّرة سبَّاقة إليه، سلم الناسُ من لسانها ويدها.
تدرَّج في
تعلُّمه ودراسته ابتداء من حفظ ما تيسَّر من القرآن الكريم في المحضرة، على يد
الشيخين الفاضلين:
-
إبراهيم بن باعلي لعساكر (الزعيم).
- صالح بن محمَّد فاره. (رحمهما الله).
ثمَّ التحق بحلقة
الشيخ: الحاج أحمد بن سليمان كولَّه (رحمه الله) حيث واصل فيها حفظ القرآن
ومبادئ علم الميراث.
ومنها انتقل
إلى مدرسة الفتح، للاستزادة من العلم، فتتلمذ على أساتذتها ومعلِّميها، منهم:
-
الحاج داود بن حمَّو موسلمال.
-
بابهون بن سليمان كاسي وصالح. (رحمهما الله).
إضافة إلى الدراسة
الرسمية في مدرستي الأمير عبد القادر، ومدرسة النخيل (école de jardin) فأخذ علوم
اللغة الفرنسية والعربية للمستوى الابتدائي، واللغة الإنجليزية في المتوسِّط، وذلك
على يد معلِّمين جزائريين، وأجانب فرنسيِّين خاصَّة، منهم على سبيل المثال:
-
عيسى بن سليمان سعودي. (شفاه الله)
-
سي اليامين (من الأغواط). (جزاه
الله)
-
بكير بن باحمد أبو الصدِّيق. (رحمه الله)
-
Monsieur Roche. (جزاه الله)
-
Monsieur Estria. (جزاه الله)
ويذكر أنَّ التعليم في
بريان كان يتوقَّف في المستوى الابتدائي فقط، وشهادة التخرُّج كانت تقام فقط في
غرداية، وكذلك الأمر كان في زماننا نحن مواليد 1960م.
كما يذكر
الأستاذ عليّ بطولة، أنَّ مستوى التعليم المتوسِّط ببريان بدأ بطبقته، وشهادة
التخرُّج منه B.E.G كما كانت
تسمَّى آنذاك كانت تُجرى امتحانات التخرُّج منها في غرداية أيضا.
v العمل:
بدأ معترَك
حياته بمهنة الأنبياء والرسلِ، أشرفِ عملٍ عرفه الانسان؛ بدأ بالتعليم سنة 1971م
بمدرسة الأمير عبد القادر، فدرَّس فيها لتلاميذ السنة الأولى والثالثة والرابعة
اللغة العربية والفرنسية، وكان زملاؤه فيها من المعلِّمين، الأساتذة:
-
عمر بن إبراهيم لعساكر (الزعيم).
-
محمَّد بن عيسى عمر أيُّوب.
-
يحي بن إبراهيم لعساكر. (رحمهم
الله)
وقام بمهمَّته الشريفة
هذه تحت إدارة ثلاثة مديرين، هم:
-
Monsieur Lorontie. (جزاه الله)
-
بكير بن باحمد أبو الصديق. (رحمه
الله)
-
سليمان بوكراع. (حفظه الله). (حفظه الله)
وفي سنة
1974م، لـمَّا عاد من تكوين تلقَّاه بمدينة الأصنام (الشلف حاليا) خرج منه بشهادة:
"مدرِّب في رياضة المصارعة الاغريقية الرومانية"، قلت: لـمَّا عاد
من هذا التكوين وجد أمر نقله إلى مدرسة أخرى خارج البلدة، فلم يجد بدًّا من
الانقطاع عن التعليم نهائيا.
وكان يقوم بتدريب هذه الرياضة وتعليمها للشبيبة في دار عشيرة أي بنورة والعطف القديمة، رفقة المناضل: قاسم بن إبراهيم باسليمان (لمنوّر).
فاتَّجه إلى
شركة سوناطراك بمدينة حاسي الرمل، واشتغل فيها من سنة: 1974م إلى سنة 1979م.
وعاد إلى مسقط رأسه بريان حيث أسَّس "مؤسَّسة مختصَّة في كل أشغال الحفر".
فحفر الكثير من الآبار، والدهاليز، والقنوات، مع التخصُّص في تركيب مضخَّات الماء
في الآبار، وكان ذلك من سنة 1979م إلى سنة 2020م.
v النشاط الخيري والثقافي:
الكشافة والثقافة:
كان له حضور ونشاط فعَّالين
في "الكشَّافة الإسلامية الجزائرية، فوج الفتح" بداية من سنة
1963م، إلى سنة 1974م، تدرَّج خلالها في كلِّ المراحل والمراتب الكشفية، من شبلٍ،
فكشَّافٍ، إلى جوَّال ثمَّ قائدٍ، حتَّى أصبح قائدًا عامًّا لأفواج كشَّافة مدينة
بريان.
وقد تلقَّى
تدريباته وتكويناته الكشفية على يد القائدين المتميِّزين:
-
محمَّد بن باحمد سعودي.
-
محمَّد بن سليمان ﭬـرَّس. (رحمهما الله).
كما انخرط في "الجمعية الثقافية الفن
الأصيل" للإنشاد، عضوا نشطًا داعما للنشاط الثقافي في بلدته العامرة
بريان.
العمل الخيري العلاج البديل:
وأهمُّ ما تميَّز
واشتهر به الأستاذ علي بطولة، موهبة علاج بعض الأمراض والإصابات، أخذ مبادئها
من والدته الكريمة (رحمها الله)، والتي كانت تقوم بها داخل المجتمع النسويِّ حصرا،
فتكفَّل هو بالمجتمع الرجالي خصِّيصا، بعدما أخذ أسرار المهنة من أمِّه، وزاد
عليها ممَّا علَّمته إيَّاه الرياضة التي كان يحمل شهادة فيها.
فكان يعالج ولا يزال (حفظه الله):
-
جبر الكسور.
-
دواران المفاصل.
-
وتقطُّع العضلات.
-
وانفتاح القفص الصدري.
-
وانحراف الصرَّة. ...إلخ
وهو يقوم بهذه العملية
حيثُ كان، وفي أيِّ وقتٍ كان، ولأيِّ شخصٍ كان، للرجال دون النسوان، إلاَّ عند
الضرورة القاهرة. شعاره في ذلك أو مبدؤه: "إغاثة الملهوف". ولا
يريد من وراء ذلك جزاء أو شكورا، ألاَّ دعواتٍ صادقة خالصة.
حفظ الله الأستاذ عليًّا ومدَّ في أنفاسه، وبارك في عمره وأعماله، حتَّى ينقل ما وهبه الله من حكمة في علاج تلك الإصابات لأولاده وبناته، وقد فعل في بعضها مشكورا، ولا شكَّ أن ذلك سيكون له صدقة جارية كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: -"إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له"-.
إضافة إلى ذلك، كان من الشباب النشيط الذي وهب نفسه لمرافقة العرُس أثناء
وقبل وبعد زفافهم، لتوعيتهم وتعليمهم واجباتهم الشرعية والاجتماعية الزوجية.
ولا ننسى عمارته الدائمة للمساجد ومجالس تلاوة القرآن، خاصَّة بالمسجد
القبلي، فطوبى له شهادة المسلمين فيه، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
-"إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجدَ فاشهدوا له بالإيمان"-.
وفي الأخير، أختم بمكرمة فيه، لا نجدها في غيره من الرجال إلاَّ نادرا،
إنَّـها مساعدته والدته الكريمة في نسج بعض المنسوجات التقليدية، خاصَّة نسج حنابل
المرﭬُـوم.
حفظك الله أستاذنا عمي علي بطوله.
*المصدر: مقابلة مع
الأستاذ: علي بن عيسى بطولة، ببريان، يوم: 30 ماي 2022م.
نسأل الله تعالى أن يجعل أعماله في ميزان حسناته ويتقبّل منه تضحياته.
ردحذفحقّا لقد عُرِف عليه تواضعه ومساعدته لأي شخص كان ولن يردّك ابدا.
شخص جادٌّ في عمله، حريص في مواعيده، متقن لحرفته .... حفظه الله ورعاه..
.
تعبيق الأخ: Youcef Aghlan
رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه
ردحذف