باعتراف فرنسا: مزاب بؤرة ثورية
من صور دعم المزابيين لقضايا المسلمين، ورأي المستعمر في الفرنسي في المزابيين، الذي يصرِّح به الحاكم العام في الجزائر، أنَّ ميزاب بؤرة ثورية يخاف المستعمر تنقل العدوى الثورية منها إلى المناطق الأخرى، وهذا ما سنقرأه في الفقرة التالية. والشكر موصول
للدكتور ناصر بالحاج (حفظه الله) على أخرجه لنا من معلومات غزيرة عن مواجهة
الجزائريين للاستعمار الفرنسي الغاشم، بمختلف الوسائل والطرق، وعبر السنوات
والعقود من العهد الاستعمار الغاشم.
وكمثال لذلك، استقيت هذه الفقرة من كتابه القيِّم، الموسوم: "الجزائريُّون والحرب العالمية الأولى 1914-1918 التجنيد، الإسلام، والدعاية". فلابد من شكره جزيل الشكر على جهوده القيِّمة وما أكثرها في إخراج المخزون التاريخي من خزائن الأرشيف هناك وهناك. جزاه الله عن الجزائر والجزائريين خير الجزاء.
-"بالنسبة لسكَّان وادي ميزاب فقد قدَّموا للسناتور العثماني سليمان
باشا الباروني أموالا معتبرة سنة 1914، وكان الباروني قد تلقَّى الدعم المالي
العسكري من طرف سكَّان وادي سوف أيضا كما سبق ذكره. لكن علاقة الباروني بميزاب كانت
أكثر ارتباطا، حيث زار المنطقة في جوان 11914
لحضور جنازة أستاذه الشيخ أمحمَّد بن يوسف اطفيش، وقد علَّق على ذلك الحاكم العام
في الجزائر قائلا: "(...)" كانت باقي مناطق الجنوب تدين بولائها لنا
بشكل واضح (...) بفضل فرق القوم المحلِّية التي تعمل على ضمان الأمن الداخلي لتلك
البلاد. ولكن ليس هذا حال غرداية التي صيَّرها الميزابيُّون بؤرا للعناصر الثائرة
والخطيرة، ومصدرا للأخبار السيِّئة فقط. فرغم عدم قدرتهم على مواجهتنا مباشرة بالسلاح
إلاَّ أنَّهم يشكِّلون خطرا مباشرا علينا. لذلك لا بدَّ من فرض رقابة وقيود صارمة
وقاسية جدًّا تجاه هذه العناصر المعادية لنا بهذه المنطقة للحدِّ من تنقُّل العدوى
الثورية إلى المناطق المجاورة. وربَّما قد تنامت هذه الروح المعادية لنا بعد زيارة
السناتور التركي سليمان الباروني في جوان 1914، الذي ترك في الميزابيين آثارا
بليغة جدًّا"2
1- المشهور أنَّ زيارة سليمان باشا الباروني إلى مزاب كانت
في شهر أفريل 1914م، وليس في جوان. وللتعزية في وفاة شيخه قطب الأئمَّة الشيخ
اطفيَّش، وليس لحضور جنازته.
2- بالحاج ناصر، "الجزائريُّون والحرب العالمية الأولى 1914-1918 التجنيد، الإسلام، والدعاية".
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق