تدبَّر القرآن في "التفسير الميسَّر في بذور الرشد"
ساقتني مهمَّة نبيلة -إن شاء الله- إلى معهد
المناهج، وأثناء انتظاري اللقاء مع الدكتور محمَّد بابا عمي (حفظه الله)، وجدت
على الطاولة في قاعة الاستقبال نسخة من كتاب: "تفسير سورة الرحمن"
الميسَّر، من سلسلة بذور الرشد؛ فوضعت الكتاب بين يديَّ، وبدأت القراءة من الغلاف
إلى صفحة: 14، لحظة دخول الدكتور.
كما شوَّقتني للقراءة أكثر، تلك المقاصد التي تصدَّرت الكتاب، وزادت على الإثني عشر مقصدا، وكلُّها ترغِّب المسلم والقارئ العاشق للمطالعة، ومن يسعى إلى فهم القرآن الكريم عبر طرق قصيرة، وأساليب سهلة ميسَّره في مبانيها ومعانيها؛ خاصَّة من لـم يألف مطالعة المجلَّدات الطويلة في التفسير.
من هذه المقاصد، أذكر على سبيل المثال:
·
تحبيب
كتاب الله تعالى للناس بعامَّة، وللناشئة والشباب بخاصَّة.
·
عرض
التفسير في صورة غير منفِّرة لمن لم يألف مطالعة المجلَّدات.
·
الوصول
بكلام الله تعالى في حياتنا اليومية إلى حال التمثُّل والتناغم، بعيدا عن حال
التكلُّف والانفصام.
· تحريك مراحل تحويل المعلومة إلى سلوك، من خلال بذور الرشد: السؤال،
الافتراض، الرؤية الكونية، القاعدة الكلِّية، الصورة الادراكية، مخطَّط الفعل،
الفعل الحضاري.
وهي -كلُّها- مقاصد تدفع القارئ إلى التدبُّر
الحقيقي للقرآن الكريم، التدبُّر العلمي الذي يفقه من خلاله المسلم القرآني أهمِّية
إعمال العقل، والعلم في فهم الوحي الإلهي.
صدِّقني أخي الكريم، أنَّني بعد الصفحات
القليلة جدًّا التي قرأتها في استغلالا للحظات الانتظار، اتجهتُ مباشرة إلى
المكتبة "دار كتابك" الموجودة تحت مقر معهد المناهج، لأقتني من السلسلة
"بذور الرشد" كلَّ ما صدر منها حتَّى الآن، بنية صادقة عازمة على
قراءتها كاملة من الغلاف إلى الغلاف، وهي من سورة الرحمن إلى سورة نوح.
وإلى هذا -مطالعة هذه السلسة- أدعو كلَّ مثقَّف مسلم، يحاول فهم القرآن الكريم، واتخاذه منطلقا لفكره، وصبغة لفعله. إنَّه أحسنُ وأفيد، وأعمق، وأصدق تدبُّر للقرآن الكريم.
بقلم:
يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق