هكذا فليكن الآباء


وهذا التقرير يبيِّن لنا كيف يكتسبُ
الطلاَّب مهاراتٍ مختلفة، وكيف يتدرَّبون على صقل مواهبهم وإتقان ما يتعلَّمون.

فذكَّرني هذا التقرير باستفزاز
أحد الخيِّرين في غرداية بمناسبة الاحتفال بالمولد النبويِّ الشريف المنشدين والشعراء
أمامه في الحفل لتأليف أحسن قصيدة أو نشيد في مدح خير البريَّة عليهم السلام،
فجاءت نتيجة ذلك رائعةُ الشاعر: الشيخ صالح بن إبراهيم باجو (رحمه الله) –"يَلُّـولَدْ
سِيدْنَـا محمَّد"- وكانت جائزته ساعة يد جميلة، وهي هدية قيِّمة في الأربعينيات
من القرن الماضي.
وإليكم ما كتبه الدكتور: صالح
الخرفي (رحمه الله).
بقلم: يوسف بن يحي
الواهج.
-"شاءت أريحيّة عمّنا المفضال
الواهج الحاج يحيى بن حمو هذه الأريحيّة التي لا تفارقه في أي زمان ولا مكان أن
تغتنم كل فرصة سنحت في سبيل التشجيع والتحريض في سبيل العلم.

فانتدب للرهان الكاتب هذا، وﭬـرﭬـر عيسى، وما هي إلاَّ
فينة من الزمن حتَّى أتيا والورقتان في أيديهما. وقد شكِّلت لجنة للتحكيم واختيار
القصيدة التي تستحق الجائزة، فدخلت اللجنة البيتَ والشاعران ينتظران النتيجة بفارغ
الصبر. وبعد أخذ ورد بين أعضاء اللجنة، خرجت فتقدَّم بالكلمة: كعباش وقرأ
القصيدتين، ثمَّ بيَّن القصيدة التي رجحت، وما سبب تقهقر الأخرى، وكان النصر
والحمد لله حليف هذا اليراع الذي يسرد عليكم القصَّة وها هو ما كتبه يراعكم هذا.
إِن رُمتَ جَلسَـة نَشــــوةٍ فَعَــــليكَ
بالـــــ
|
|
لُـــوزِ اللـــــــــذيــذ
وَرشــــفَـــة الكِــــــــــــــــيــسـان
|
مَــا هــــوَّنَ الــنــكــبات
مِـــثـل الإبــتِــــــــسـا
|
|
مِ مَـــــع الأَتَــــــــــــاي
وَرنَّـــــــــــــــــةِ الألحـــــــــــــــان
|
مَا دُمت تَـرتَـع
فِي سَخاء (الواهِـــج)
|
|
المــِـــفــضالِ
هَـــاتِ فَـــمالَــــه مِــن ثَـــــــــــاني
|
عَـــجَــبا تَحـار عَلى
نَـــفاذ التَـاي حِين
|
|
الــعِـــــــرق يَــنــــــــبض
فِي الأبِ المـــــتَـــفاني
|
هَــاتِ الأتَـايَ لَــــقد
تَــشكى بِـــالعَـــيــا
|
|
فِــــــــكـــري وبِـــالإنهــــــــــاكِ
كــلُّ جـــــنــاني
|
هَــــل كَـــان إلاَّ كـــــــــــالمـــُــــــدامِ
أَحــــــــلَّـــه
|
|
الــــرحمــــانُ صـــــرفًــــــا
لِلـــــولِـــــــيــد الــعَــــاني
|
إنْ كَــانَ ثمَّــة
نَـشــوة فَــبخَمرَة (الكيـ
|
|
سان) ثُمَّ بَــــــــــــــــــشــاشَـــــة الإخــــــــــــوان
|
إِنَّ الأتَـاي بلـــــيـلــة
الجُــمـعا كــقَـطــرة
|
|
ديمـــــــةٍ هطَـــلت عَــــــــــــــــلى
ظـــــــــــــــــــمآن
|
لَـولا الأتَـاي
لَما عَـلت رنَّات (كَــعْـ
|
|
بَـــــــــاش) فَــكــانَـت مُـتــــــــــــعَــة الآذان
|
لَــــولاَ الأتَــاي لــمَــا
أتَــاكُم بِــالــقـــصــــ
|
|
ـــيـــدة شاعـــــــــر
محـــــــــــكومَــــةِ الأوزان
|
لَولاَ الأتَاي لما جَرى ذِكــر
(القمرا
|
|
يَـــــا) ولاَ جَــــــــادت
بِـــــذاكَ يَــــــــــدان
|
هَـــذا قصِـــيدي فَـــاقــبــلُــــوه
بِـــما بِــــه
|
|
شِـــــــــــعــر ولِــــــــيــد
دقـائِـــــــــــق وثَـــــــــــــوان
|
هذه هي الأبيات التي كانت حليفة الفوز
والنجاح، فاللهم بارك في أمثالها.

وحدّة الانتباه في السيد الهُمَام لم تجعله
يغفل دخولنا بدونهما، وقد خرجنا من دكانه بهما. وقد أعانته في ذلك فطنته وانتباهه
الوقَّــاد. فهمس في أذن كاتب هذه السطور في جلسة من الجلسات بذلك. فلم يجد الشاعر
إلاَّ أن أرجأه الجواب. وبعد ساعة أجابه بهذه الأبيات ارتجالا.
هَذا بَــعوض كـيف
أنجـو مِـنه حِـين
|
|
أَزوره بِــــــــالجـــــــــــــــــــــبَّـــة
الــبَــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــضــاء
|
فَكــــرتُ لَـدغَــــتـه
بِــــباب الـــــدار ثُـــمَّ
|
|
نَـــــــــزعــــتُــهــا
فَـــــدخلـتُ بِــــــــــــــالـــزرقـــــــــــــــاء
|
خَوفا لعـلَّ
يَــظنـني كالماء صَـفاءً حـ
|
|
يثُ مــــــــــــــــــــــأواهُ
فَـــيـنـــــــــــتـــج دائِـــــــــــــــــــــــي
|
فَـإذا بجَــبَّـــتكم
بِجـــانِب جَـبَّـــتـي الــــز
|
|
رقَــــــــــــــــا
ذكـــــــــــــــــــاءُ مـنــــــــــــــيرة الأضــــــواء
|
دَع عَنك لَومي
فِي الدخُول بِدونِها
|
|
مَـــــا احــــــــــتــاجَ
فِـــــــيكَ الجُـــودُ للإبــداء
|
كَالشَمسِ جُـودك
هل لَـهــا وهي
|
|
العَـــليَّـــة ما
يُــسمَّى فِي الـورَى بِغِـــطاء
|
إِن كَان في نَـزعي
لَها نَــقص فَـقــد
|
|
تَـمَّــــــمــتــه
بِـــــــــــــــ (القوت) للأبــــــــــــــــنَــــاء
|
وكَــــــذاك نَعهدُ
إن أخَـلَّ الفـردُ بِـــا
|
|
الأشــــــــــيـاءِ
فَمِــنـكَ تـمامُ ذا الأشـــياء
|
قَـد يُـستحب بجـانِـب
العُظماء نقص
|
|
يَعـــــــــتـــلـــون
بِــــــــه ذرى الأجــــــــــــــــــــــــــــــواء
|
وَكـــفى بهــــــذا
الـقَـــدرِ، إنَّـــك بِالزيــا
|
|
دَة قَــــــــد
تَــفــــيـض كمَــوجَــــــة الــدأماء
|
هكذا فليكن الآباء!
هكذا فلتكن نظرة
الفرد إلى العلم وذويه!
هكذا فلتكن وضاعة
المال أمام الفرص المنتجة.
الاثنين 5 شعبان1373ه/ 20 أفريل 195
خرفي صالح بن صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق