مفدي زكريا
شاعر الثورة والوطنية
مفدي
زكريا:
شاعر
الثورة والوطنية في الجزائر بلا منازع.
آتاه الله
نِعَما على شكل مواهب، فجنَّدها وبذلها بسخاء من أجل وطنه الجزائر. فهو:
-
مثال الشجاعة مِن على المنابر بنظم الكلام.
-
مثال الشجاعة على صفحات الجرائد بمقارعة الأقلام.
-
مثال الشجاعة في الصفوف الأولى لكلِّ مسيرة بالعزَّة والإقدام.
-
مثال الشجاعة في الثبات على المبادئ والقيم، مهما قسَت عليه الأحكام.
v نُــــــتَابِـــع:
حياته
النضالية قبل الثورة المسلَّحة:
ذهبَ إلى
تونس مبكرا إلى الزيتونة ليكمل تكوينه، حصل فيها على تكوين عربي متين وتحت تأثير
عمِّه الشيخ صالح بن يحي أحد منشئي حزب الدستور القديم تصدَّر حركة سياسية سابقة
لأوانها شحذت فيه الشعور الوطني.
بما أنَّ
مفدي زكريا شخصية جبَّارة في مجال الحركات الاستقلالية بالمغرب العربي نشير إلى
بعض أعماله التي لها أثرها البليغ في وسط الشعب الجزائري خاصَّة، وفي المغرب
العربي عامَّة في إذكاء حماسه الوطني بعد رجوعه من تونس إلى الجزائر.
إنَّه عند
رجوعه إلى الجزائر أصبح منذ سنة 1925 أحد الأعضاء الأكثر نشاطا في جمعية الطلبة
المسلمين لإفريقيا الشمالية. وهو من الذين استهدفوا للخطر في معارضة حركة (الفتى
الجزائري) le jeune algérien في نزعتها
الاندماجية، ومن الذين احتجُّوا بعد ذلك بسنوات قلائل ضد الاحتفالات بالذكرى
المئوية لاحتلال الجزائر سنة 1930م.
كان مفدي
زكريا حينئذ أحد القرَّاء المتحمِّسين لجريدة "الأمَّة" المنشورة
في فرنسا من طرف نجم شمال أفريقيا، الذي أنشأه مصالي الحاج في سنة 1926 في أوساط
المهاجرين الجزائريين في فرنسا، وعندما استأنفت هذه النجمة لشمال أفريقيا حركتها
حوالي سنة 1933 وبدأت تتمركز في الجزائر كان الشيخ مفدي زكريا أحد الملازمين
الأوَّلين لها وصار أحد مسؤوليها في الجزائر.
وفي سنة 1936
كان مكافحا بجانب مصالي الحاج ونظم نشيد نجم شمال أفريقيا "فداء الجزائر
روحي ومالي ألا في سبيل الحرِّية" فكان هذا النشيد أكبر باعثٍ وأقوى حافز
للشباب في شمال أفريقيا كلِّه على إقباله على الحركات الاستقلالية وتأييده لها وقد
لقي من ذلك سجنا واستنطاقا وتعذيبا في الزنزانات والمحاكم العسكرية.
وكان مفدي
زكريا يشارك في كثير من الحفلات والمظاهرات التي ينظِّمها الحزب الجديد (حزب الشعب
الجزائري) الذي أسَّسه مصالي الحاج في مارس 1937 بعد حلِّ نجمة الشمال الافريقي
يشارك فيه في هيئة ترمز إلى الراية الوطنية: عباءة خضراء، وقميص أبيض، ورباط
عنق أحمر مطروز بنجمة وبهلال، وطربوش أحمر.
ولمكافحة
الفكرة الاندماجية للمؤتمر الإسلامي الجزائري والمشروع المشهور –بلوم-فيوليت- أصدر
في الجزائر جريدة الشعب باللغة العربية لحزب الشعب الجزائري التي صدر منها سوى
عديدين حقيقة.
ففي يوم 22
أوت 1937، ألقي القبض على مفدي زكريا وعوقب مع مصالي وثلاثة أعضاء آخرين من اللجنة
الرئاسية للحزب من أجل المسِّ بالسيادة الفرنسية وإعادة إنشاء حزب منحلٍّ، من أجل
ذلك اختاره حزب الشعب الجزائري كمرشَّح في الانتخابات الإقليمية لأكتوبر 1937 في
عمالة قسنطينة ولم يحصل إلاَّ على 32 صوتا من بين 5000 ناخب.
سعى في سجن
الحرَّاش مع إخوانه المعتقلين في تكوين وصدور صحيفة جديدة: (البرلمان الجزائري-لحزب
الشعب الجزائري) التي صدر عددها الأوَّل في ماي 1939، أطلق سراحه بعد ذلك
بقليل فواصل نشاطه النضالي ما يعتقل مرَّة أخرى من جانب السلطة الاستعمارية في
فيفري 1940 من أجل المسِّ بأمن الدولة الخارجي وحكم عليه بستَّة أشهر سجنا.
بعد خروجه من
السجن ساعد بنشاط في تحرير جريدتين سرِّيتين "الوطن" و "الحركة
الوطنية" صوت مخفي للشباب العدوِّ للأمبريالية.
وكذلك أصيب
بالقمع الشديد الذي عزمت عليه السلطة الاستعمارية بعد الحوادث الدموية في سطيف
وعمالة قسنطينة في الثامن من ماي 1945 فقبض عليه وجزَّ في السجن ثلاثة أشهر.
وبعد سراحه
واصل نشاطه السياسي ولشترك في "حركة انتصار الحرِّيات الديمقراطية M.T.L.D" التي أنشئت في مطلع سنة 1947 التي انبثقت منها اللجنة
المركزية وأعلنت الثورة المسلَّحة التحريرية في فاتح نوفمبر 1954.
كان مفدي
زكريا المرشَّح لانتخابات "المجلس الجزائري" الخرافي في مقاطعة
الواحات سنة 1947 ولكنَّه ككلِّ مرشَّحي هذا الحزب كان ضحيَّة للتدليسات
الانتخابية التي نظمها جهارا وعلى الصعيد الجزائري الوالي العام نيجلان Naegelen.
ولكنَّ
الأزمة الداخلية التي دسَّت لــــ "حركة انتصار الحرِّيات
الديمقراطية" في أوَّل الخمسينات أفضت به إلى التباعد عن الانقسامات
وألفت عنايته إلى بدء الشروع في المعركة من أجل استقلال تونس والمغرب. ..... يَــــــتبَع:
بقلم الأستاذ: حمو محمَّد عيسى النوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق