الخميس، 31 مايو 2018

اليومية الرمضانية 2018م: مفدي زكريا شاعر الثورة والوطنية


مفدي زكريا
شاعر الثورة والوطنية

    مفدي زكريا:
    شاعر الثورة والوطنية في الجزائر بلا منازع.
    آتاه الله نِعَما على شكل مواهب، فجنَّدها وبذلها بسخاء من أجل وطنه الجزائر. فهو:
-      مثال الشجاعة مِن على المنابر بنظم الكلام.
-      مثال الشجاعة على صفحات الجرائد بمقارعة الأقلام.
-      مثال الشجاعة في الصفوف الأولى لكلِّ مسيرة بالعزَّة والإقدام.
-      مثال الشجاعة في الثبات على المبادئ والقيم، مهما قسَت عليه الأحكام.

v  نُــــــتابِـــع:

    نضاله في حرب التحرير والنشيد الوطني "قسما":

    استقبل بحماس اندلاع المعركة المسلَّحة في الجزائر في فاتح نوفمبر 1954 ففي سنة 1955التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني. وإرضاء لطلب عبان رمضان أحد الزعماء التاريخيين، ألَّف نشيد الثورة الجزائرية: "قسما" في مستهلِّ سنة 1956 الذي أصبح النشيد الوطني الرسمي في الاستقلال.
    فقبضت عليه السلطة الاستعمارية في أبريل 1956بتهمة المسِّ بأمن الدولة الخارجي والمشاركة مع عصابة المجرمين، وحبس في سجن بربروس في الجزائر ثمَّ في معتقل برواﭬـية، وقاسى التعذيب الأليم، وصودرت أمواله وعطِّلت تجارته وعاد في حالته الاقتصادية إلى الصفر. أطلق سراحه بعد ذلك بثلاث سنوات.
    مساومته في معتقل برواﭬـية ومؤامرة فصل الصحراء عن الشمال:

    إنَّ وجود الشيخ مفدي زكريا فوق أرض الوطن وخارجه يقلق مضاجع السلطات الاستعمارية في فرنسا والجزائر لما يبديه من النشاط السياسي في المجالين المدني والعسكري، فكان صوته من السجن في أناشيده الوطنية وقصائده الحماسية أنفذ في القلوب من السلاح الذري في الكيان البشري.

    كانت فرنسا تحيك مؤامرة مع بعض الأذناب الخونة من أبناء الوطن ترمي إلى فصل الصحراء عن الشمال، فاتخذت لذلك كلَّ الوسائل والامكانيات المادِّية والمعنوية لشراء الضمائر حتَّى يتسنَّى لها أن تقضي على الثورة بسلاح تجزئة الوطن وتباعد الأشقَّاء بسموم التفرقة العنصرية والإقليمية ثمَّ تصبح الأجزاء المفكَّكة أخيرا فاكهة ناضجة باردة فوق المائدة والسكين فوقها فترجع بحصَّة الأسد بالتمكن من جميعها إلى الأبد.
    قرَّرت فرنسا أن تساوم فب سجن برواﭬـية مفدي زكريا الشخصية القويَّة والقريحة الوقَّادة وأن تنتدبه لتنفيذ المؤامرة بسرعة خاطفة بعدما أحكمت حلقاتها وعقدها مع بعض عملائها في الجنوب والشمال.
    وكان في سجن برواﭬـية لجنة لجبهة التحرير وكان من أعضائها ترسل من السجن توجيهاتها الصارمة في أصوات تردِّد صداها كتائب المجاهدين في قلل الجبال والضمائر الحرَّة في سفوح التلال.
    إنَّهم بعد المفاوضة في الموضوع الخطير وبحثه من جميع الوجوه، استقرَّ رأيهم أن يقبل المساومة ويعد الحكَّام المستعمرين بالوعود المعسولة ويطمئنهم بالإنجاز السريع وقالوا له: أنجُ بنفسك.
    ذلك سبب خروجه من سجن برواﭬـية ونجاته من مقصلة الإعدام، فكان خروجه ثعبانا لسحر السحرة وخذلانا للكفرة الفجرة، وذلك في فيفري سنة 1959 ثمَّ انتقل لإثر ذلك خفية إلى المغرب بعد اتخاذ تدابير قاهرة من إخوانه بوهران وبالعباس.
    نجاته إلى المغرب:
    لـمَّا خرج مفدي زكريا من سجن برواﭬـية أخذت فرنسا تترسَّم مواقع أقدامه وتتسقَّط أخباره وتنقُّلاته راجية أن يقوم بما أمر به ووعدها بإنجازه وهو حرٌّ طليق، فلم تكن لتنطلي عليه سوء نواياها، فذهب إلى وهران فاختفى مدَّة شهر عند صديقه الطفيَّش محمَّد بن إبراهيم التاجر بها والمسؤول عن التجار الميزابيين بها. فيما يخصُّ أوامر الثورة وواجباتها، كما اختفى شهرا آخر عند ﭬـلاع الضروس أحمد بن بالحاج بوهران، وكان البوليس السرِّي يلاحقه ولا يفتأ يبحث عنه في كلِّ مكان، ثمَّ ذهب إلى بالعباس فاختفى عند ﭬـلاع الضروس بكير مدَّة واستعدَّ للذهاب إلى المغرب واتخذ له ﭬـلاع الضروس بكير التدابير اللازمة للنجاة به.
    ففي يوم 13 مارس 1959 اتفق مع الحبيب بوترفاس وهو مسؤول مدني خطير، عمله نقل الخضروات من المغرب في الصناديق في شاحنة خاصَّة له وينقل داخل الصناديق ملفَّات ومصالح الثورة، وذلك هدفه من هذا العمل فهيَّأ السيِّد ﭬـلاع الضروس بكير لهذه الغاية ألواحا وصناديق وفراشا ليختبئ فيها مفدي زكريا وبلغت كلفة ذلك مائة وعشرة آلاف فرنك من كيسه الخاص، فنجا به بوترفاس بأعجوبة وعبر الحدود سالما إلى المغرب.
    ثمَّ إنَّ قوات العدو علمت بما يقوم به بوترفاس من نشاط وتهريب الثوار فأحاطت بمنزله لإلقاء القبض عليه وهو بالمغرب، فأخبره ﭬـلاع الضروس بكير بالحادث وأمره بالبقاء في المغرب وأن يتخذ الإجراءات ليلحق به عائلته وأولاده، فتمَّ الأمر وخاب العدوُّ وذلك يوم 26 أبريل 1959، ثمَّ انتقل مفدي زكريا من المغرب إلى تونس وهناك شارك بنشاط في الصفحات الثقافية لجريدة جبهة التحرير الوطني "المجاهد" إلى سنة 1962."-     ..... يَـــــتبَع:

بقلم الأستاذ: حمو محمَّد عيسى النوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق