مفدي زكريا
شاعر الثورة والوطنية
مفدي
زكريا:
شاعر
الثورة والوطنية في الجزائر بلا منازع.
آتاه الله
نِعَما على شكل مواهب، فجنَّدها وبذلها بسخاء من أجل وطنه الجزائر. فهو:
-
مثال الشجاعة مِن على المنابر بنظم الكلام.
-
مثال الشجاعة على صفحات الجرائد بمقارعة الأقلام.
-
مثال الشجاعة في الصفوف الأولى لكلِّ مسيرة بالعزَّة والإقدام.
- مثال الشجاعة في الثبات على المبادئ والقيم، مهما قسَت
عليه الأحكام.
"وبعد، إنَّني أوجِّه إليكم داخل هذا رسالة أرسلها لي والدي سليمان
بن يحي ـــــ عفا الله عنه ـــــ كتبها ــــــ ولا شك ـــــ تحت تأثير بعض
المغرضين، سماسرة الفتنة والفساد، ولستُ أدري لماذا هذا التحامل والتداخل في حياتي
العامة، التي أرى أن أكون فيها حرًّا، لا يتصرَّف أحدٌ في أفكاري؟ ولأجل هذه
الحرية، حرية الرجولة نحن نكابد ونجاهد.
إنَّ أبي يريدني أن أكون عضوا أشلَّ في المعترك الحيوي، وأنا لا أريد هذه الحياة،
ولم أخلق لها، وإنَّما خلقت لأن ادافع عن بلادي، وأشترك في صفِّ الجهاد والعمل في هذه
الحياة، والسعي لخير بني جنسي، وللإسلام عموما، ولم أخلق لأعيش عيشة الخمود
والاستكانة والموت. وإنني لا أتأخر عن الجهاد ولو كانت الارض كلها ضدي، وعوض أن
يعينني بدعائه الصالح، ويأمرني بالصبر والجهاد، فهو يهدِّدني، ويتوعَّدني، ويريد
أن ألبس لباس الحداد.
إنَّه لم يجدني يوما من الأيام ملتبسا بجريمة، أو منتهكا لحرمة، أو متعدِّيا على
حدٍّ من حدود الله، وإنَّما ذنبي الوحيد هو أنَّني حيٌّ، متيقِّظ، ناهض، ولست
جامدا، خامدا، جبانا.
أرجوكم أن تفهموه ـــــــ حفظكم الله ــــــ حقيقة أعمالي، وإذا أراد أن يبقى على
أفكاره، فاتركوه، فإنِّي سأقطع كلَّ علاقة بميزاب، سواء كانت عائلية أو غير
عائلية، وسأسيح في أرض الله مجاهدا عن بلادي ووطني، والله يعلم خائنة الأعين، وما
تخفي الصدور.
وإنَّني أترقَّب جوابكم ـــــ حفظكم الله ـــــ، لأنظر لنفسي أيَّ طريق أسلك، فلست
أنا أوَّل ضحية من ضحايا جنايات الآباء على الأبناء، وعند الله تجتمع
الخصوم." (مدوَّنة نور
القلم)
عندما
عزمتُ على الكتابة عن هذه القامة الوطنية الكبيرة، والقمَّة الثورية العاصمة،
والعملاق الأدبي الصامد، صَغُرت نفسي، وتكسَّر يراعي، وتقاعسَ بياني؛ فالتجأتُ إلى
رفيق دربه، وزميله في ميدان الشرف، الأستاذ: حمُّو محمَّد عيسى النوري (رحمه الله)
لأنقل منه هذه الشهادة عن المجاهد الشاعر، البطل مفدي زكريا، فهي شهادة شاهدٍ
صادقٍ أمينٍ، ثبَّتها في الجزء الثاني من كتابه القيِّم: "دور الميزابيين في تاريخ الجزائر"، صفحات: 100-104، فقال:
-"الشيخ
مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية وشاعر المغرب العربي الكبير ويكنَّى بابن تومرت،
ولد في بني يزقن بميزاب وتوفي بتونس ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمسقط رأسه ببني
يزقن بميزاب. .... يَــتــبَع
بقلم: يوسف
بن يحي الواهج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق