الأحد، 27 مايو 2018

اليومية الرمضانية 2018م: الشيخ بيُّوض استراتيجية واستشراف


الشيخ بيُّوض استراتيجية واستشراف

v  نُـــتَــابِـــع:

3-    منصَّة البعثات العلميَّة: إلى جانب معهد الحياة الذي أسَّسه الشيخ بيُّوض سنة 1925م، أسَّس إلى جانبه دار البعثات العلميَّة -فيما يسمَّى الآن: الداخلية- تأوي الطلبة القادمين من الجهات المختلفة من الوطن، وقد يتبادر إلى الذهن أنَّ الدار مأوى مناميٌّ للطلاَّب، ومكانا لراحتهم بعد الدراسة، ولكنَّ الشيخ وضعَ للطلبة نظاما تكوينيا تربويا تدريبيا عل كثير من الأمور الحياتية اليومية، والجوانب الثقافية والفكرية والعلمية، صقلت مواهبهم وبرَّزتها، فتكوَّن كلٌّ منهم فيما يُسِّر له.
وذلك إعدادا لهم ليوم عظيم، وتحضيرا لمرحلة بل قُل مراحل كثيرة قادمة على الجزائر، أهمُّها النضال من أجل تحرير الوطن الغالي، ثمَّ مرحلة البناء والتشييد، وما في المرحلتين من عملٍ ميدانيٍّ دؤوب، وجهادٍ أكبر توعويٍّ وتعبويٍّ دائم.
وهذا ما جعل الشيخ بيُّوض يوجِّه الناجحين من طلاَّبه في بعثات علميَّة إلى تونس الشقيقة، كمرحلة تعليمية تكوينية ثانية، بعد المرحلة الأولى بالقرارة، ومن تونس توجَّهت بعثات إلى القاهرة، ودمشق، وبغداد، وأخرى إلى روما، وباريس، وجنيف، وغيرها من مراكز العلم والتكوين.

فكان من أفرادها المجاهد المكافح في جبهات القتال، والأديب الشاعر على منابر ومنصَّات المؤتمرات ينظِّر للثورة والتحرير والوطن، والشيخ الفقيه الداعي إلى نيل الشهادة من أجل الوطن، والطبيب والممرِّض الذي يداوي ويطبِّب مرضى وجرحى الجبهات القتالية، والتاجر والصناعي المموِّل والمموِّن لأفراد جيش التحرير، والإداري والسياسي المحنَّك في العمل الدبلوماسي والحقوقي عبر المنظَّمات الدولية والحكومات العالمية.
والكلُّ يعمل من أجلِ الدين الوطن، كما يعمل أفراد الأوركسترا في سمفونية فنِّية، أو كما تعمل أزرار البيانو الكبير لصياغة لحنٍ جميل، وعمل فنِّيٍّ جليل.
فهذه البعثات هي منصَّة من منصَّات العمل الجهاديِّ الاستراتيجي للشيخ بيُّوض رحمه الله.
    وهذا الأستاذ محمَّد علي دبُّوز (رحمه الله) يقول عن معهد الحياة، وطلاَّب البعثات العلمية، في الجزء الثالث من كتاب: نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، صفحة: 182:

.... يَـــتـبَع:

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق