الثلاثاء، 22 مايو 2018

اليومية الرمضانية 2018م: المدارس مصانع الوطنية في مزاب 2


 المدارس مصانع الوطنية في مزاب

    ثانيا: دار البعثات العلمية بالقرارة:

v  نُــــــــتَابِـــع:
    إِنْ من تاريخ الإسلام الحافل، أو من تاريخ الجزائر، وبصفة خاصَّة من أبطال الحركة الوطنية الإصلاحية المناهضة للجهل والفقر والاستعمار، التي بدأت تهبُّ ريحها من المشرق العربي، منهم على سبيل المثال:
-       جمال الدين الأفغاني.
-       الشيخ محمَّد عبده.
-       الشيخ رشيد رضا.
-       شكيب أرسلان.
-       الشيخ أبو اليقظان.
-       عبد الكريم الخطابي... وغيرهم كثير.
    إضافة إلى إمامهم وأستاذهم وشيخهم الشيخ بيُّوض، الذي كان يواجه المستعمر بالكلمة المدوِّية، والمشاريع التربويَّة التكوينية لجيوش من الوطنيين المناضلين ضدَّه، فعاشوا أكثر من مرَّة محنَ سجنه ونفيه ووضعه في إقامة جبرية تحدُّ من نشاطه وحراكه.

    مع ما وفَّره من مصادر معلوماتٍ وأخبار تَرِدُ إلى المعهد والدار من مجلاَّت وكتب وجرائد، تأتي بالأخبار طازجة من المشرق وشمال أفريقيا، بفضل المناضلين هنا وهناك، كالشيخ أبي إسحاق في مصر، والشيخ أبي اليقظان، والشيخ محمَّد الثميني من تونس...
    فتشبَّع وارتوى الطلبة من هذه الروح، وظهر ذلك جليًّا فيما خلَّدته كتاباتهم وإبداعاتهم الفكرية والأدبية والفنِّية، على شكل بحوثٍ علميَّة، ومقالات أدبية، وقصائد شعرية، ومسرحيَّات تاريخية واجتماعية هادفة، وملاحم راقية ذات رسائل ومعاني عالية، صار بها أصحابها كتَّابا وشعراء ومؤلِّفين وضعوا بصماتهم في تاريخ الجزائر، وخلَّدت المعاجم والموسوعات أسماءهم.
    وبإطلالة عابرة في عناوين مضامين ما أنتجوه وكتبوه في تلكَ الفترة، نعرف حجم الروح الوطنيَّة، والغيرة على الوطن وحبِّه الذي كانت صدورهم تختزنه وقلوبهم تعتصره، وألسنتهم تنفثه في قوالب مختلفة في وجه المستعمر، والخائنِ، والذليل الخنوع.
    ولكن من المستحيل أن أعرض عليك عزيزي القارئ عُشُر ما يثبتُ قولي أو دعوايَ في وطنية ذلك الرعيل من طلاَّب دار البعثات، لضخامة ما تركوه وحفِظَته الصفحات والتسجيلات في خبايا أرشيف معهد الحياة ودار البعثات العلمية. وما طُبع منها قليل جدًّا جِدًّا جِدًّا.
    وأتمنَّى أن يسخِّر الله من الطلبة الجامعيين اليوم من يقوم بإخراج هذا التراث الضخم من دهاليز وسراديب البيوت والخزائن، في دراسات بحثية محقَّقة، ورسائل جامعية أكاديمية.
    فعلى سبيل المثال، أعرض هنا عيِّنة أوعيِّنات صغيرة لهذه الروح الوطنية الصادقة:
أ‌-      قول مفدي زكريَّاء وهو في مقتبل العمر، وقبل حوادث 08 ماي، وقبل اندلاع الثورة التحريرية:

وَطَـــــنِي بِـــــرُوحِي أَفـــتَـــدِيـــــكَ وَمُهـــــــجَـــــــتي

وَدَمِـــــي الشــــــــرِيــفِ مَـبـــــــــــــــــــــــــــــــرَّةً وَوَفَــــــــــــاءَ
عـَـــــــهــْدٌ عَــــــلَيَّ مَــــــدى الحـــيَــاةِ مُـــقـــــــدَّسٌ

يُـــــــذْكِـــي عُـــــــــــــــرُوقِي نَــــــخْـــــــــــوَةً وَإبَــــــــــــــــــــــاءَ
حَـــــــــــــــسْـــبِي فَــــخَــارًا فِي حَــــــــيَاتِـــي أنَّــــني

أَغْـــــــــــــــــــــدُو عَـــلى وَطَــــــــنِي الـــعَــــزِيــــزِ فِــــــدَاءَ

....... يَــــتـبَع:

مع تحيَّات: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق