الثلاثاء، 22 مايو 2018

اليومية الرمضانية 2018م: المدارس مصانع الوطنية في مزاب 3


 المدارس مصانع الوطنية في مزاب

    ثانيا: دار البعثات العلمية بالقرارة:

v  نُـــــتابِــــع:

ب‌-           ممَّا يكتبه طلبة معهد الحياة ودار الطلبة، قبيل الثورة التحريرية، في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وينشرونها في مجلَّة الشاب التي كان يصدرها معهد الحياة آنذاك، نورد منها على سبيل المثال هذه الكلمات التي كتبها الطالب: جهلان أحمد، في مقال تحت عنوان: "الدفاع عن الوطن"، صدر بالمجلة، عدد 13 الصادر بتاريخ 24 مارس سنة 1954م، أي قبل اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 54، ويقول فيه:
    -"أيُّها الشباب المخلص نحو وطنك المحبوب، أنظر إليه نظرة معان، أنتظر منك الجواب.
تجده حزينا كئيبا، منغمسا في الهموم والأكدار، تراه مضغة في أفواه السباع والنمر، تداعبه كالكرة بين لاعبيها، يداس تحت أرجلهم.
    هل لك قوَّة في إنقاذه من هذه المعركة الشديدة التي أصيب بها,
    قم وجرِّد سيفك، واسفك دماء المستعمرين الذين داسوا وطنك العزيز.
    أيُّها الشباب: هل لكم الغيرة على وطنكم المسكين المصاب بروح الذلِّ والهوان، ألم تعيشوا في تربة وطنكم لتسعوا مجاهدين في سبيله، وسبيل إعلاء كلمة الله والحق.
    هل منكم أبطال شجعان يكتسحون هذه الساحة الكبرى التي تعثوا في الأرض فسادا؟!
    قوموا وشمِّروا عن ساعديكم وكونوا صناديد الوطن، وارفعوا أعلامه وعلِّقوها في الثريَّا.
    وبهذا تنالوا رضاءه، وبغيتكم منه."-
بقلم: جهلان أحمد

    لاحظ أيُّها القارئ الكريم، كلمات هذا الشاب الطالب، كأنَّها نداء صريح إلى الثورة ضد المستعمر الغاشم، ولاحظ التوقيت الذي جاء فيه، شهر مارس الذي يسبق شهر الثورة نوفمبر؛ فإن دلَّ هذا على شيء، إنَّما يدلَّ على تشبُّع طلبة معهد الحياة، تلاميذ أستاذهم الشيخ بيوض (رحمه الله) وزملائه بالروح الوطنية، وحبِّه، واستعدادهم لبذل الرخيس والغالي في سبيله.
ت‌-          نداء الشاعر الأستاذ: صالح خبَّاشة إلى الطلبة الجزائريين، أيَّام كان طالبا في تونس ضمن البعثة العلمية المزابية سنوات الثورة التحريرية.

خُــــضْ فِــي الجَــــــزَائِـــرِ ثَـــــورَةً حَــــمرَاء

وَدَعِ المَـــدَارسَ والكـــــــــــــــــــــــتابَ وراء
ثـُــــــــرْ غَــــاضِـــبًــا فِــي وَجْـــهِ مَن سَــــلَب

البِــــلادَ حُــقُـوقَــها فَـــأَضَـامَـها وَأَسَـــــــاء
ثُـــــرْ للتَـــــحَـــرُّرِ وَالأُخُـــوَّةِ والمسَــاوات

الــتِي رَفَــــــــــــــــــــــــــــــــعُوا بِــهِــــــــــنَّ لِـــــــــــواء

    فمن هذه الدار، دار البعثات العلميَّة البيُّوضية، ومن هذا المعهد، معهد الحياة العامر، تخرَّج الكثير من الرجال الذين خدموا الجزائر من كلِّ مِنبر، ونصروها في كلِّ جبهة، فخلُدَت أسماؤهم في قوائم الشهداء الأبرار، والمجاهدين الأحرار، والمناضلين المسبِّلين الأخيار.
    منهم على سبيل المثال:
-      المؤرِّخ الكبير: محمَّد علي دبُّوز.
-      الأديب الكبير: محمَّد الأخضر السائحي.
-      ومفسِّر القرآن الكريم: إبراهيم سعيد (كعباش).

مع تحيَّات: يوسف بن يحي الواهج


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق