مرجعية الوطنية في مزاب
v نُـــــــتابـع:

ومن البر
والوفاء لهذه الجمعيات أن نذكرها هنا توثيقا لها ولدورها في تاريخ الجزائر، وإفادة
وتعريفا بها للقرَّاء الكرام، والأجيال الحاضرة واللاحقة، وهي:
-
جمعية الاستقامة، بمدينة ﭬـالمة.
-
جمعية الفتح، بمدينة بريان.
-
جمعية الإصلاح، بمدينة غرداية.
-
جمعية النهضة، بمدينة العطف.
-
جمعية الحياة، بمدينة القرارة.
-
جمعية النور، بمدينة بنورة.
-
جمعية النصر، بمدينة مليكة العليا.
-
جمعية الجابرية، بمدينة بني يزجن.
فخرَّجت
الشباب المتعلِّم الذي انخرط في الحركة الوطنية بكلِّ صدقٍ وإخلاصٍ، مزوَّدا
بالعلم والمعرفة والاستقامة والصلاح، واعتلى المنابر وصدح بحق الجزائر في الحرِّية
والاستقلال في كلِّ حاضرة وبادية، ووقف على كلِّ منصَّة تقصف المستعمر المحتل
بأيِّ لغة ووسيلة كانت.
ومن هذه
المدارس التابعة لهذه الجمعيات تخرَّج الرعيل الأوَّل في الحركة الوطنيَّة التي
حرَّكت أو حضَّرت الشعب الجزائري للثورة التحريرية، منهم على سبيل المثال:
-
مفدي زكريَّاء.
-
وغرَّافة إبراهيم.
-
ورمضان حمُّود.
-
سليمان بن الحاج داود بن يوسف.
-
وبوجناح الفرقد.
-
الشيخ عبد الرحمان بن عمر بكلِّي...... وغيرهم كثير.
فهذا
الأستاذ: إبراهيم بن بابا بوعروة (الشيخ بابا تامر) يقول عن تلك الفترة ورجالها
وجذور أو أصول الوطنية فيهم:
-"إذا
أراد كاتب دراسة ثورة من الثورات، ولا سيما الثورة الجزائرية المباركة، فعليه أن
يعود إلى الوراء ليربط بين الماضي والحاضر، وإذا كان هذا البحث يختصُّ بمنطقة
ولاية غرداية يجب عليه الرجوع إلى جذورها كجذور النخلة أصلها ثابت وفرعها في
السماء.
ولذلك يجدر
بنا أن ندلي هنا بما كتبه الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله عند زيارة
قام بها إلى تونس سنة 1921، ونشرته جريدةُ النجاح الجزائرية، عدد 44، تاريخ
19/09/1921. تحت عنوان: "نهضة جزائرية بالحاضرة التونسية" وهذا
نصُّها:
"إنَّ
الشعور الوطني، إذا أفعم لا بدَّ أن تظهر ثمراته في الأعمال حتَّى تبلغ الأمم غاية
الكمال، فهو كالماء تحت الجبال لا بدَّ أن ينبعث فتشَّق له الحجارة وتتفجَّر منه
الأنهار.
وها هم أولاء
إخواننا المزابيون سرى فيهم شعور صحيح، فولعوا بالتقدُّم فأخذوا يتمسَّكون بأسبابه
بجدٍّ واجتهاد، وأخذوا في طريق التجارة حتَّى ملكوا أزمَّتها وصاروا العضو القويَّ
الإسلامي بالجزائر فيها، وهاهم اليوم يسعون في طلب العلم، ويرحلون من أجلهن وأخلق
بهم أن ينالوا ما يريدون.
حللتُ بتونس
فاستدعتني جماعتهم -يعني إخوانه الميزابيين- إلى الحضور عنجهم في دارهم ليلا،
فلمَّــا فرغنا من العشاء خرجت إلى صحن الدار شبيبتهم المتعلِّمة بالمدارس
التونسية على الأسلوب الحديث الذي يجمع بين العلوم الدينية والدنيوية، واللغة
العربية والفرنسوية، مع حفظ القرآن الكريم، فاصطفُّوا بنظام، وشنَّفوا أسماع
الحاضرين بالأناشيد الوطنية
والمدرسة، وتحاوروا بالمناظرة السيفية
والقلمية، كلُّ ذلك باللهجة الفصحى والألسن الذلقة، والجأش الثابت، فرأينا
منهم أهلَّة توشكُ أن تكون أقمارا، وغروسا طيبة توشكُ أن تُجنَى ثمارا."-
فكانت فعلا أقمارا أضاءت الجزائر، وثمار
جنتها الجزائر الحبيبة.
فكانوا
القدوة الحسنة والمثل الأعلى لمن تخرَّج بعدهم في مخابر التكوين، المتمثِّلة في
دار البعثات العلميَّة التربويَّة التدريبية التي أسَّسها الشيخ إبراهيم بن عمر
بيُّوض رحمه الله بالقرارة.
مع تحيَّات: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق