مرجعية الوطنية في مزاب

فتوالت بعدهم
الأفواج تلوَ الأفواج، تترادف صفوفا وكتائب في الساحات المختلفة لمواجهة المستعمر،
أو لخدمة ومساندة ومرافقة وحدات الجيوش في الجبهات.
وقد حدَّدناها
على سبيل المثال هنا في ثلاث مدارس، هي:
01- الجمعيات الإصلاحية التعليمية.
02- دار البعثات العلميو بالقرارة.
03- البعثات العلمية المزابية بتونس.
فمن الواجب
والوفاء أن نوجز فقرات عن هذه المدارس والمرجعيات، اعترافا بفضلها على هذا الوطن
العزيز، وتعريفا بها لهذا الجيل والأجيال القادمة، وتوثيقا لها ولتاريخها في سجلِّ
المجد الذهبي للجزائر ومزاب والإسلام.
فنبدأ حسب
ترتيبها التاريخي:
أوَّلا:
الجمعيات الإصلاحية التعليمية:
قبل الحديث
عن هذه الجمعيات، ينبغي أن نشير ولو بشكل خاطف إلى المرجعية التي اعتمدها مؤسِّسو
هذه الجمعيات، حتَّى تكون بهذه الروح الوطنيَّة المقاوِمة العالية العصيَّة التي
أنشأت عليها أبناءها وبناتها وكافَّة خرِّيجيها.
إنَّها
مرجعية قطبِ الأئمَّة، الشيخِ أمحمَّد بن يوسف أطفيَّش رحمه الله، وهو تلميذ مشايخ
توارثوا الوطنيَّة وحبَّ الوطن أبًا عن جدٍّ، وشيخا عن شيخٍ، وأشربوها دينا وعقيدة
وخلُقًا.
ولا أقول
ابتداء من الشيخ بحيُّو بن موسى الذي ساهمَ بمجموعة من الفدائيين المزابيين في دحر
الحملة الاسبانية على الجزائر أوائل القرن السادس عشر الميلادي، إنَّما هو حلقة من
حلقات الانتصار للوطن وحماية الأرض التي قام بها المزابيون هنا وهناك من ربوع
الجزائر، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، فورثتها أجيالهم من بعدهم، إلى جيل الشيخ
أطفيَّش، وهو الذي أدرك دخول الفرنسيِّين إلى الجنوب الجزائري، فكان من أشدِّ
الرافضين والمعارضين لدخولهم المنطقة تحتَ أيِّ صفةٍ كانت، صفةِ الحماية، أو صفةِ
الاحتلال، أو صفةِ الاستعمار بل الإستدمار.
فقاوم الدخيل
بمختلف الوسائل التي أتيحت له آنذاك، كمهاجمته من على المنابر في المساجد، وزرع
كراهيته ووجوب مقاومته دينا وشرعا ووطنية في نفوس تلاميذه، وقاطع مجالسه
واحتفالاته، فعرَّضه ذلك إلى السجن أكثر من مرَّة، وإلى تحديد مناطق نشاطه، وفرض
الإقامة الجبرية عليه، وما إلى ذلك... ومنعه من السفر حتَّى إلى القرى المزابية المجاورة
كبريان والقرارة.
فكان الشيخ
أطفيَّش رحمه الله الأب الروحيَّ والأستاذ المعلَّمَ لـــ:
-
رائد الصحافة في الجزائر الشيخ أبي اليقظان إبراهيم.
-
والشيخ أبي إسحاق أطفيَّش الذي نفته فرنسا إلى مصر.
-
والشيخ صالح بن يحي أحد مؤسِّسي حزب الدستور التونسي.
-
والشيخ محمَّد الثميني صاحبِ مكتبة الاستقامة التي من أكبر مورِّدي كتب
وجرائد الحركة الوطنية الإصلاحية من المشرق؛ وغيرهم كثير رحمهم الله جميعا.
........يَــتبَـع
مع تحيَّات: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق