الجزء الثاني من المقدِّمة
v نُـــــتَـــابِــع:

وقد خصَّصتُ
محتوى اليوميَّة الرمضانية لمساهمات المزابيين في الثورة التحريرية، دون التطرُّق
إلى دورهم في الدفاع عن الجزائر في السنوات الأولى للاحتلال، ولا إلى أدوارهم
ومشاركاتهم في الثورات الشعبية المتعاقبة، والمساهمة الفعَّالة في الحركة الوطنية
خلال فترة الاستدمار الفرنسي؛ لأنَّ المجال الزمني والحيِّز المكاني لليوميَّةِ لا
يسمحان بذلك، وقد أعود –بإذن الله- إلى تلكَ الجوانب في يومياتٍ قادمة، أو من خلال
منصَّاتٍ أخرى.
ورغم ذلك
فإنَّ اليومية الرمضانية السادسة هذه، لا تسع موضوع مشاركة المزابيين في الثورة
التحريرية كاملا، بل يتطلَّبُ ذلك إلى مجلَّدات ومجلَّدات مترادفات حتَّى نفيَ
الموضوعَ حقَّه، ونُــنصِفَ الأمَّة والأجيال اللاحقة في تاريخها.
وهذا ما أدعو
إليه المؤرِّخين والمثقَّفين من المزابيين، ولا يجبُ أن ننتظر من الناس إنصافا إذا
لم ننصفْ أنفسنَا وأمجادَنا، فالأستاذ عبَّاس محمود العقَّاد يقول: -"غِناكَ
في نفسك، وقيمتُكَ من عملك، وبواعثكَ أحرى بالرعاية من غاياتك، ولا تنتظر من الناس
كثيرا"-.
وما أقدِّمه
أنا اليوم من خلال هذه اليوميَّة، ليسَ إلاَّ نزرا قليلا من تاريخٍ حافلٍ بالأبطال
والبطولات، أضعها نماذج وعيِّنات لما قدَّمه المزابيون أثناء الثورة التحريرية
لهذا الوطن الجميل، من زوايا مختلفة عديدة، كان لها الدور الكبير في إنجاح الثورة.
لأنَّ الثورة
ليست بحمل السلاح، وصعود الجبال فحسب، إنَّما الثورة:
01- بالسلاح يُقتنَى بالعلاقات، والاتصالات، والأموال.
02- بالسلاح يُهرَّب عبر الحدود، ويُنقلُ إلى قمم الجبال.
03- بالسلاح يجمَّعُ ويخزَّنُ للحاجة.
04- بالمؤونة تُقتنَى، وتجمَّع وتحمَّل تهريبا إلى المجاهدين
في جبهات القتال.
05- بتوفير وسائل وظروف نقل المجاهدين وإخفائهم عن أنظار
العدوِّ.
06- بتطبيبِ وتمريض وعلاج الجنود الجرحى والمرضى في الجبهات.
07- برجال ووسائل الاعلام وطباعة المناشير والجرائد،
مجنَّدين لتوزيعها.
08- بالتنظير للثورة في المحافل الداخلية والدولية والاقليمية،
بالشعر والأدب والفن.
09- بتوثيق وتأمين التواصل، ونقل البريد والمعلومات بين
قيادة الداخل والخارج للثورة.
10- بإعداد الرجال الأكفَّاء استعدادا لحمل لواء البناء
والتعمير لجزائر الاستقلال.
وفي هذه الجبهات
كلِّها، عملَ المزابيون خلال الثورة -داخل الوطن وخارجه- بصدقٍ وإخلاصٍ وإيمانٍ
عميقٍ بأنَّ الاستقلال آتٍ، آتٍ، آتٍ. كما سنرى من خلال صفحات هذه اليوميَّة
الرمضانية السادسة.
أتمنَّى للإخوة القرَّاء متابعة مفيدة وممتعة إن شاء
الله.
مع تحيَّات: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق