الثلاثاء، 3 أبريل 2018

شؤون إجتماعية: الحالمون بالأبوَّة والأمومة


الحالمون بالأبوَّة والأمومة


قال الله تعالى: ﴿المَالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُنْيَا
    لا أتحدَّث هنا عن نعمة الانجاب، والسعادة التي يضفيها الأطفال من الذكور والاناث على الآباء والأمَّهات، والأسرة كاملة، فالأطفال فعلا كما وصفهم الله تعالى: زينة الحياة الدنيا.
    وإنَّما أخصِّص حديثي الآن عن الفئة الرابعة من الفئات التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، إذ قال: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.
    ففي هذه الآية الكريمة نجد أربع فئات من الناس:
1-             يهبُ لمن يشاء إناثا.
2-             يهبُ لمن يشاء الذكور.
3-             يزوِّجهم ذكرانا وإناثا.
4-             يجعل من يشاء عقيما.
    فعن الفئة الرابعة (بجعل من يشاء عقيما) أتحدَّث، هذه الفئة من المجتمع التي تعاني في صمتٍ من مشكل هو في واقعه كبيرٌ جدًّا على أصحابه، وتشعُّبُ جوانبه زاد من كِبَرِ حجمه، ومن وقع آلامه؛ وهذا ما أوجبَ على المجتمع التعاطف مع هذه الفئة، والوقوف إلى جنبها، والتخفيف من آلامها النفسية والاجتماعية والمادِّية.
فإنَّهم يعانون من مشكلة هي في المجتمع طابوها لا يجرؤ أحدٌ على الحديث عنها بصراحة، كما لا يجرؤ أصحابها على الشكوى والتعبير عمَّا يتحمَّلونه، ولا حتَّى من قول: آآآهٍ، بصوت عالٍ.

    إنَّهم الذين تأخَّر إنجابهم الأطفال بعد سنوات -وإن قلَّت- من زواجهم، أو الذين انعدمت أمامهم فرص الانجاب بعد تأكُّدهم من ذلكَ طبِّيا، لأسباب مختلفة، مثل:
-      ضعفُ الخصوبة.
-      انسداد القناة في الرحم.
-      تشوُّه خلقي في الجهاز التناسلي.
-       متاعب نفسية لدى أحد الزوجين. ... إلى غير ذلك من الأسباب.
    فنجدهم إضافة إلى الحيرة التي تملأ أعماقهم من حرمان الخِلفة، يعانون من:
-      نظرة المجتمع التي تراهم أشخاصا غير كاملين.
-      إحراجهم بالسؤال المتكرِّر دائما عن الخلفة والأولاد والأسباب.
-      التكلفة المادِّية المرتفعة جدًّا في أغلب الأحيان.
-      بطء العلاج، وتأخُّر ظهور النتائج، وضعف نسبة النجاح.
-      غياب التغطية الاجتماعية لتكاليف العلاج من طرف صندوق الضمان الاجتماعي.
-      ندرة أو قلَّة المراكز المتخصِّصة للتشخيص والعلاج والمتابعة.
-      غياب التوجيه إعلاميا واجتماعيا لهذه الفئة.
-      ضغط الأسرة المتكرِّر على الزوجين.
-      التخوُّف من الإفصاح عن المشكلة للمحيط. ...
    إلى غير ذلك من المعاناة التي لا يمكن أن يحصيها عدٌّ، أو يصوِّرها وصفٌ.
   فهل يمكن للمجتمع والدولة أن تسعى إلى التخفيف عن هذه الفئة المقهورة نفسيا واجتماعيا، وإن كانت صامتة لا تفصح عن معاناتها؟، كأن:
-      تسنَّ الدولة قانونا يمكِّن الفئة من التغطية الطبية.
-      توفِّر الدولة مراكز متخصِّصة لعلاج هذه الإشكالات.
-      توزَّع هذه المراكز بين الجهات المختلفة من الوطن بشكل توازني.
-      تأسيس جمعيات خيرية توفِّر خدمات توجيهية ومادِّية للمحتاجين.
-      إضافة انشغالات هذه الفئة ضمن الانشغالات الاجتماعية التي تعالجها.
    هذه مجرَّد أفكار واقتراحات أطرحها للمناقشة والإثراء على المجتمع بكلِّ أطيافه، لعلَّنا نفيد بها شريحة لا يستهان بها من المجتمع الجزائري.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق