تَمَسْفَارْتْ
تَمَسْفَارْتْ،
أو الطبيب.

فكان الأمر
كذلك في المجتمع المزابي منذ القديم الساحق، حيثُ تكوَّنت فيه نخبة معتبرة من
النساء في كلِّ مدنِ وقرى الوادي، يَقمن بمهمَّة التطبيبِ في المجتمع النسويِّ
بكامله.
وتعالجُ تَمَسْفَارْتْ
الطبيبة العرفية كما يعالجُ "أَمَسْفَارْ" نفس الأمراضِ تقريبا،
غيرَ أنَّـها تتقنُ أكثر:
-
الأمراض الخاصَّة بالنساء.
-
أمراض الجهاز الهضمي.
-
المشاكل الصحِّية والنفسية للأطفال.
-
الكسور المختلفة للعظام.
-
الانزاق العضليُّ والغضروفي.
-
التواء المفاصل.
وغير ذلك من الأدواء
الكثيرة التي لن تحصيها هذه الورقات.
ومنهنَّ من
تقوم بتحضير خلطات أو خلطاتٍ من أعشابٍ طبِّية علاجية، لكثير من الأمراض وتوزِّعه
مجَّـانا، لكلِّ راغبٍ في المعالجة به؛ خاصَّة لعلاج الأمراض الموسمية التي تنتشر
بشكل سريع بين أفراد المجتمع، مثل الزكام، والسعال، والحساسية، والكدمات، وغيرها.
والطبيبة
العرفية "تَمَسْفَارْتْ" مثلها مثل الرجل الطبيب "أَمَسْفَارْ"
تقوم بمهمَّتها الانسانية النبيلة، مخلصةً عملها هذا لله تعالى، في كلِّ وقتٍ من
الليلِ والنهارِ، تطوُّعا وتكرُّما منها، لا تريدُ جزاء أو شكورا، ولا ترضى أن
تأخذ من المريضة أجرةً، ولو كانت من الميسورات ذاتِ الثراء الواسع، إلاَّ أن
تقدِّم لها إحداهنَّ مبلغ من المال نقدا، أو غرضا ومتاعا على سبيل الهديَّة، أو
الحسنة والصدقة.
فكلُّهنَّ "تِيمَسْفَارْ"
(كما عند الأطباء الرجال) يقمن يعملهنَّ هذا ابتغاء وجه الله تعالى، وخدمةً
لمجتمعهنَّ، معتقداتٍ ـــ ومعتقدِينَ ـــ أنَّ عملهنَّ ذلك من العمل الصالح الذي
لا ينقطع، فيضعُ الله تعالى أجره ميزانِ حسناتِ والدَيهنَّ، اعتقادا بصدق حديث
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: -"إِذا ماتَ ابنُ آدم انقطع عمله إلاَّ
من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له-".
دون أن يلت الله من أجور أعمالهنَّ شيئا كما
وعد الله تعالى الخيِّرين من عباده في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم
بإيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ
مِنْ شَيْءٍ﴾.

بقلم: يوسف
بن يحي الواهج
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف