ضَّامَنْ نَ السوق

لهذا اهتمَّت
المؤسَّسات العرفية المسيِّرة والمشرفة على المجتمع المزابي بالسوقِ وشؤونه، لدوره
الحيويِّ في الحركة الاقتصادية للبلدة، وأهمِّيته الكبيرة للمواطن المزابي من كلِّ
الطبقات المعيشية والمستويات العمرية؛ فوضعتْ للسوقِ نظاما خاصًّا، تُشرفُ عليهِ
الهيئة الدينية العليا في البلدة ـــ حلقة العزَّابة ـــ بالتشريعات المترادفة
حسبَ الظروف والأحوال المتعاقبة، وبالحضور الدائم لأعضائها، وبالمرافقة اليومية
لكلِّ صغيرة وكبيرةٍ تجري في السوق، إنْ على مستوى القائمين بالبيعِ والشراء "إِدَلاَّلَنْ"،
أو على مستوى البضائع والسلَع والمنتجات التي تدخل إليه.

وعند اختياره
وترشيحه لهذا المنصب الهام، تُراعى فيه المواصفات التالية:
-
تقوى الله تعالى، والصلاح، والاستقامة، والورع.
-
القدرة على القراءة والكتابة والحساب.
-
الاجتهاد والنشاط والحزم، والجدِّية في العمل.
-
الثقافة الأساسية في فقه البيوع خصوصا.
أمَّا
المهامُّ التي يكلَّف بها، فهي تتمثَّل في:
-
يخبرُ أعضاء حلقة العزَّابة الموجودين، باستعداد السوق لانطلاق عملية البيع
والشراء.
-
يستقبلُ كلَّ شكايةٍ أو تظلُّمٍ من أيِّ شخصٍ دخل السوق، وعليه أن يعالج
المشكلة كما ينبغي أن تعالج.
-
يراقبُ القائمين على عمليَّة البيع والشراء ـــ إِدَلاَّلَنْ ـــ
خاصَّة عندما تُبلَّغ له شكاية من أحد المواطنين، فيعيد الحقوق إلى أصحابها.
-
له حقُّ الاطلاع على دفاتر القائمين على عمليَّات البيع والشراء ـــ إِدَلاَّلَنْ
ـــ عند التحقيق في تظلُّمات الناس.
-
يراقبُ نوعية جميع البضائع التي تدخل السوقَ بكلِّ أنواعها، في نوعيتها،
وفي شرعيتها الدينية.
-
يقفُ على احترام الأعراف السائدة في المجتمع المزابي، والأحكام والتشريعات
التي تصدرها حلقة العزَّابة من حين لآخر.
-
عليهِ أن يعود إلى حلقة العزَّابة عند كلِّ إشكال يعترضه حلال عمله.
-
يقدِّم إلى المكلَّفين على شؤون السوقِ من أعضاء الحلقة، تقريرا كاملا عن
مجريات عمليَّة البيع والشراء، والبضائع التي دخلت السوق، وعن الوافدين إليه، وعن
الدلاَّلين ـــ إِدَلاَّلَنْ ـــ.

وفي حالات
نادرة جدًّا، يعزَل لخطأٍ ارتكبه، يطعن في عدالته واصلاحه واستقامته.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق