دعوة لقراء كتاب

ولكنَّ العمل
الاجتماعي هذا، في هذه المجتمعات بقِيَ على نمطِهِ القديم، ولم يتطوَّر مع تطوُّر
الحياة، ولم يتغيَّر حسبَ تغيُّر الظروف والمواقع، ولمْ يتعصرن كما تعصرنتِ الحياة
من كلِّ جانب، ولم ترتقِ لا عموديًّا، ولا أفقيا كما ارتقت العلوم.
ويحضرني
أثناء قراءة صفحات الكتابِ، المجتمعُ الذي انتمى إليه، كما يحضرني أثناء ذلك
القائمون على العمل الاجتماعي فيه، فأحاولُ إسقاطَ ما جاء في الكتاب، وجدتُ البعدَ
كبيرٌ جدًّا بين واقعِ العمل الاجتماعي وما جاء في الكتاب، كبُعدِ الأرضِ عن
السماء، فأتساءل في نفسي لماذا هذا البعد الكبير.
رأيتُ
القائمين على العمل الاجتماعي يعملون بإخلاص أكيدٍ، على نمطٍ ورثوه كما ورثوا
المسؤولية أو المهمَّة ممَّن سبقهُم في الميدان؛ واندفاعهم المخلص في العمل طمعا
في الأجر والثواب، وانشغالهم به، منعهم عن القراءة، عن البحث، ولا يجدون الوقت للتفكير
في التطوير والتحسين، إلاَّ في حدود ضيِّقة جدًّا بجهود ضعيفة، أمَّا التفكير في
التغيير من العرفِ الموروث، إلى الأسلوب العلمي المطلوب، ففي ذلك العجز العظيم،
والقصور الأعظم.
لهذا
تمنَّيتُ بصدقٍ والله، لو يُفرضُ هذا الكتابُ ميثاقا أو دستورا، ومنهجا للعمل
الاجتماعي عندنا، فتوجبُ كلُّ مؤسَّسة عرفية أو جمعية قراءة هذا الكتاب القيِّم من
الدفَّة إلى الدفَّة، ولو تكون القراءة جماعية تضمُّ كلَّ أعضاء الجمعية، يكون
الفهم أوسع، والوقعُ أفضل، ثمَّ العمل به أكثر وأكبر وأجدى.
وأنا الآن،
لا أكشفُ عن تفاصيلِ الكتاب في هذه الورقة، إنَّما أدعُ الشوقَ إليها يدفع بكلِّ
النشطاء في الجمعيات الرسمية، والمؤسَّسات العرفية إلى مطالعته، وإنَّني متأكِّد
جدًّا أن يجدوا فيه ما يطوِّرهم أشخاصا منفردين، وفي مؤسَّسات مجتمعين.
قلتُ، لا
أكشف تفاصيل الكتاب في هذه لورقة، فقط اسمح لي عزيزي القارئ أن أنقل لكَ هذه
الفقرة من الكتاب، لعلَّها دعوة إلى اقتناء الكتاب وقراءته، قصدَ الاستفادة
والإفادة إن شاء الله: -"والصدق في العمل الاجتماعي هو الصفة الخلُقية
التي تجمع خصال الخيرِ كلِّها، وهو مطلبُ الأمَّة في هذا العصر، ولا ريب أننا نعني
به: الصدق في القول والصدق في العمل، ولا نقصره على جانب دون آخر."- صفحة: 21.
أتمنَّى
صادقا أن يجدَ النشطاء والخيِّرون من هذه الأمَّة، بضعَ دقائق لقراءة الكتاب بنيةِ
الاستفادة منه، وتطبيق ما يُصلح منه واقعَ البلاد والعباد.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق