الجمعة، 11 مارس 2016

من على المنابر

مؤسَّساتنا سرُّ بقائنا
حضارة، مقوِّمات، ميزان 
                                                       
مركَّب القطب، الخميس: 10 مارس 2016م

    ضيف الشهر

    دأبت "جمعية الشيخ أطفيَّش" العتيدة في سنَّة حميدة، أن تنظِّم لقاء شهريا بمدرَّج مركَّب القطب "الشيخ أطفيَّش" بالعالية، ينشِّطه شيخٌ أو دكتورٌ أو أستاذٌ ذو كفاءةٍ في ميدان تخصُّصه ونشاطه الميداني، يقدم من إحدى مدن مزاب بالتناوب، حول موضوع مفيد للمجتمع.
    وكان الدور هذا الشهر لمدينة بريان العامرة، حيث مثَّلها الأستاذ: الحاج محمَّد بن موسى أولاد داود (حفظه الله)، عضو مجلس باعبد الرحمن الكرثي، وأحد أعيان ووجهاء مدينة بريان، بمداخلة عنوانها: مؤسَّساتنا سرُّ يقاء مجتمعنا".
    افتتح اللقاء بعد صلاة المغرب جماعة، بتلاوة مباركة لقصار سور القرآن الكريم، حضره جمع غفير من عمَّار المسجد، أمَّنوا جميعا بعد التلاوة على الدعاء الخالص الذي صدح به أحد المشائخ الحاضرين. تقبَّل الله من الجميع.
    نشَّط اللقاء الدكتور: سعيد بهون علي، بتقديم الموضوع، وتعريف الأستاذ الضيف للحاضرين، بقراءة السيرة الذاتية الخاصَّة به؛ وطلب منه أن يطلع الحاضرين على مختلف الأنشطة والاهتمامات الكثيرة التي يقوم بها ميدانيا، إلاَّ أنَّه لم يستجب لذلك تواضعا منه.
    فدخل في موضوع محاضرته مباشرة، قدَّم في مقدِّمتها اقتراحين جميلين:

-       أوَّلهما: أن يقدِّم ضيفُ الشهر حصادا لنشاط مدينته في تلك السنة، حتَّى يطَّلع المقيمون بالعاصمة على مختلف الأنشطة بوادي مزاب.
-       ثانيهما: أن ينظَّم مثلُ هذا البرنامج في مزاب، يتعرَّفُ الجمهور هناك على أنشطة وأعمال وإنجازات الجماعات بالجزائر العاصمة.
    ثمَّ واصلَ الموضوع بمقدِّمة مصوَّرة عن التبذير في العالم، عرض فيها نماذج لهذه الآفة في الجزائر، وبعض الدول العربية والعالمية، في جوانب مختلفة من الحياة.
    ثمَّ قال: إنَّ مجتمعنا في منأى عن ذلك والحمد لله، فما السرُّ في ذلك؟ أجاب:
-      عقيدة صحيحة.
-      مؤسَّسات قائمة.
-      رعيَّة مستجابة.
    ثمَّ تساءل، أين نحن من مقوِّمات مجتمعنا.
    وذكر بعضَ السلبيات التي ينبغي أن تزول من المجتمع، في العقيدة، والتعليم، والمجتمع، والأخلاق، وقارن بين الماضي والحاضر في تلك الجوانب، وركَّز بصفةٍ خاصَّة على الميزة الأساسية التي يوسَم بها المزابيون، وهي: الأمانة. وتمنَّى من المثقَّفين والكتَّاب أن يولوا هذا الجانب الوضيء من شخصيتنا بعض الاهتمام، فيؤلِّفوا كتابا أو كتبا تحفظ القصص الكثيرة للمزابيين في الأمانة، يكون مرجعا مشرفا للمجتمع، ومثَلا ومُقتدى للأجيال الحاضرة واللاحقة.
    وصل الوقت المحدَّد للمداخلة إلى نهايته، فتوقَّف الأستاذ عن الحديث، وأعلن أنَّ الموضوع لم ينته بعد، ولا يمكن تجاوز الوقت المحدَّد له، إلاَّ إذا أذن الجمهور، وسمح المنشِّط، فجاء الردُّ مباشرة من الحاضرين يطلب مواصلة الموضوع.
    فكانت الفقرة الثالثة من المداخلة عن الحصاد، تحدَّث فيها أوَّلا عن المنغِّصات، بدأها بحوادث المرور، ومخلَّفات الفتنة، وتوقَّف عند الموقوفين القابعين في السجن إلى يومنا هذا، وطلب الالتفات إليهم ولو بمراسلتهم ورفع معنويَّاتهم وتخفيف الوحشة عليهم.
    كما تحدَّث عن التنمية البشرية وبعض الانجازات القيِّمة التي قام بها بعض الاطارات البريانية، فذكر الدكتور: داود بورﭬـبة وتألُّقه في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنوَّرة، والدكتور الجديد: حمو فخَّار، وحيودودو عبد الرحمن، وزينب بنت توفيق عمِّي سعيد، ونانة بن صالح طالب باحمد، .....
   وفي الجانب الثقافي، ذكر مساهمة البريانيين في إنجاز: موسوعة قاموس الشريعة، ، وصدور كتاب: مقتطفات من مذكِّرات الشيخ عبد الرحمن بكلِّي، وكتاب: الاباضية أمَّة حضارة وتاريخ، ....
    واستعرض بعض الأنشطة التي قامت بها ندوة الاربعاء ( ندوة البكري)، واستقبالها لبعض الشخصيات والوفود، وافتتاح المركَّب العلمي "الشيخ عبد الرحمن بكلِّي البكري".
    ومع ضيق الوقت، استعرض على عجل الفقرة الباقية من مداخلته، وهي عن الجانب العمراني ببريان، ذكر فيها بناء صومعة حي كاف حمُّودة، وتدشين مساجد جديدة بحي الشيخ عامر، ....
    كان الموضوع مهمًّا جدًّا، تابَــــعَه الحاضرون باهتمام كبير، ممَّا جعل المنشِّط يطلب باسمهم من الضيف أن يعود إلى المدرج يوما مَّا، ليكمل الموضوع، ويفيد الحاضرين في مواضيع أخرى كثيرة.
    وفي الختام شكر المنشِّطُ الضيفَ على تلبية الدعوة، وعلى الموضوع الغنيِّ بما يفيد المجتمع، ويوضِّح الكثير من الحقائق، ويقدِّم معلومات جديدة غزيرة عن الحاضر.
    وقبل دعاء الختام، قدَّمت جمعية الشيخ اطفيَّش شهادة تقدير وعرفان للضيف الكريم.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

هناك تعليق واحد:

  1. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، اللهم نسألك الوحدة والثبات والفوز يوم الممات.

    ردحذف