الجمعة، 12 فبراير 2016

كتابات أدبية

الذكرى السادسة والثلاثون لختم تفسير القرآن

   بعد عراكٍ مع النفس الأمَّارة، قرَّرتُ السفرَ من بريان إلى القرارة، مساء اليوم: 12 فيفري 2016م، لحضور فعاليات الذكرى السادسة والعشرين لختم العلامة، الشيخ بيوض ابراهيم بن عمر (رحمه الله) تفسير القرآن الكريم، الذي نظَّمته جمعية: "جيل المستقبل الثقافية"، وهو من ثلاث محاضرات:
-      الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض، ورسالة الإصلاح، للدكتور: مولود عويمر.
-      البعثات العلمية المزابية إلى تونس ودورها السياسي والفكري في الحياة التونسية، للأستاذ: عزَّام عوادي عبد القادر.
-       الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض والجزائر، للشيخ نور الدين مشوط.

    وقد تمكَّنتُ من حضور النصف الثاني من المحاضرة الأولى، للدكتور: مولود عويمر، التي ألقاها بدار عشيرة البلات حيث وجدته بصدد الحديث عن استمرارية المشروع الاصلاحي للشيخ بيوض، المتمثلة في بقاء المدارس الاصلاحية الحرة، ومعهد الحياة إلى يومنا هذا، مقارنة بمشاريع إصلاحية أخرى في الجزائر والعالم العربي، فذكر على سبيل المثال، مشروع الشيخ رشيد رضا، ومجلة ومعهد المنار الذين توقَّفا بعد وفاته، ومدرسة الحديث لجمعية علماء المسلمين الجزائريين بتلمسان، وغيرهما في تونس والمغرب.

    وتمنَّى أن يتواصل نمو الرسالة الاصلاحية للشيخ بيوض، فتشهد الجزائر جامعة الحياة، بعد معهد الحياة، وما ذلك على المجتمع الذي ساند الشيخ بيوض بعزيز.
    ثمَّ أشار إلى القيم التي تميَّز بها الشيخ بيوض، حتَّى عُرف بها، وأصبحت جزءا من شخصيته، فذكر:
-       تفتُّحه على ثقافات العالم الخارجي، على الجزائر الواسعة، وعلى العالم العربي والاسلامي، وحتى العالم الغربي.
-       فتح مدارسه ومعهده لكلِّ الطلبة من خارج المنطقة، ومن خارج الجزائر.
-       انتماؤه للوطن الواحد، الجزائر الشاملة الواحدة الموحَّدة.
-       اعتزازه بخصوصياته المزابية، واحترامه لخصوصيات غيره.
-       المحافظة على الأصالة، مع التفتُّح على المعاصرة.

    وبعد صلاة المغرب، تمتَّعت بنادي داخلية الحياة، بالمحاضرة الثانية، وهي للأستاذ: عزَّام عوَّادي عبد القادر، عن البعثات العلمية المزابية إلى تونس، ركَّز فيها على البعثتين الأوليين اللتين كانتا الانطلاقة والنواة الأولى للبعثات المزابية التي جاءت بعدهما.
    وقبل ذلك ذكر سبب وبداية اهتمامه بالموضوع، ليجيب عن تساؤل أغلب المزابيين عن سبب اهتمامه هذا، على أنَّه الرجل السوفي، والموضوع يخصُّ المزابيين، وطلب من الحاضرين أن يبلغوا الاخوة المزابين، الاجابة عن هذا التساؤل الذي يتردَّد عليه باستمرار.
    فقال أنَّ سبب اهتمامه بالموضوع، هو اقتناؤه لكتاب: تاريخ بني مزاب، للأستاذ الحاج سعيد يوسف بن بكير، سنة 2012م عندما زار مدينة بني يزجن، وبعده قرأ كتب الرحلات الحجازية، للدكتور: محمد بن بهون الحاج امحمَّد، وفي رحلة القطب، وجد على بعض هوامشه ذكر أسماء لشخصيات مزابية، كان لها أدوار أساسية تأسيسية قيادية وتمويلية كبيرة في الحزب الدستوري الحر بتونس، فتساءل كيف تمكَّن هؤلاء المزابيون من القيام بهذه الأدوار القيادية ببلد غير بلدهم الأصلي. ثم استرسل في الحديث عن اهتمامه بالمزابيين وعلاقتهم بتونس، مؤصِّلا ذلك إلى الجذور التاريخية للموضوع.
    ثمَّ توقَّف كما أشار في البداية، عند انطلاق البعثات العلمية، من المدرسة الصدِّيقية بتبسَّة، التي كانت تمثِّل الصورة الحيَّة الخالدة للإخاء والتعاون والتعايش بين المزابيين والتبسِّيين، أو بين الإباضيين والمالكيين، حيث أسَّسوا معا مدرسة عصرية للتعليم العربي والديني بطريقة عصرية حديثة.
    كانت المداخلة قيِّمة جدًّا بموضوعها، وما جاء فيها من إفادات وإضافات ومعلومات تاريخية جديدة على الحاضرين، حتَّى قال عنها رئيس حلقة العزَّابة، فضيلة الشيخ الحاج بكير باشعادل أنَّها موفَّقة إلى أبعد الحدود، وأنَّ استفاد منها كثيرا، خاصة في جانبها من البعثات الأولى في عهد الشيخ أبي اليقظان (رحمه الله).
    كانت الأمسية فعلا مباركة، شكرت الله تعالى أن أمدّني بالقوة حتَّى تغلَّبتُ على النفس الأمارة، وحضرت هاتين الجلستين العلميتين الرائعتين، ومع ذلك أتأسَّف  عن عدم حضور المحاضرة الثالثة على أهمِّيتها.
    والشكر موصول، لجمعية جيل المستقبل الثقافية، على البرنامج الثريِّ، وإحياء الذكرى الخالدة، للشيخ الخالد.


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق