عميد الحلاقة
العصرية في بريان
محمَّد أزﭬــاو

فخفتُ على رقبتي، وقلت في نفسي
عليَّ أن أشغله بالحديث والحوار، ربَّما أسلم لي وأفيد، فكان بيننا هذا الحوار
القصير:
- قلتُ: يا سيِّدي، محمَّد
أزﭬــاو، عرفتك منذ صغري حلاَّقا في هذه البلدة الطيِّبة ــ بريان ــ.
- قال: نعم، منذ سنة
1967م.
- قلتُ: أين تعلَّمت هذه
الحرفة؟
- قال: تعلَّمتها في
الجزائر العاصمة، خلال السنوات التي كنت أعمل فيها بمحل السيِّد: بلحاج بغُّوتي
(رحمه الله)، وكان يجاور المحلَّ حلاَّقٌ محترف، تعلَّمت الحرفة وكثير من أسرارها
الفنِّية الجمالية.
- قلتُ: أظنُّك الأبُ
الأوَّل للحلاقة العصريةِ في بريان، ربَّــما في المنطقة كلِّها.
- قال: بالنسبة لمدينة
بريان، نعم. أمَّا بالنسبة للمنطقة، ربَّما يكون ذلك.
- قلتُ: كما أنَّك المعلِّم
الأوَّل للحلاَّقين الشباب المتواجدين الآن.
- قال: نعم، وأحمد الله
على أن مدَّ الله في أنفاسي، حتَّى تمتَّعتُ بتلاميذي يتقنون الصنعة، ويحسنون خدمة
زبائنهم.
-
قلتُ: صحيح يا سيِّدي، إنَّك بكلِّ صدقٍ أحسنت
تعليمهم وتدريبهم، وهم الآن يعلِّمون الجيل الثاني من الحلاَّقين المهَرة، حتَّى
غدتْ مدينة بريان رائدة في هذه الصنعة الشريفة الجميلة، ولها سفراء في أكثر من
منطقة من الجزائر.
ومع
نهاية الحوار المفيد، كان الأستاذ: محمَّد أزﭬــاو. أستاذ الحلاَّقين في مدينة
بريان (حفظه الله) قد أنهى تجميلي بحلاقة صرتُ بها شابًّا يافعا. فدفعتُ له أجرته،
وتمنَّيت له بموفور الصحة وطول العمر.
ثمَّ
شكرتُه، وانصرفتُ بعد أن أخذتُ له هذه الصورة، واستأذنته في الكتابة عنه.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق