متاعب الشباب في الخطبة
نشأ في
أسرةِ دينٍ وخلُقٍ وعلمِ

وككلِّ شابٍّ
في سنِّه، باتَ يحلمُ بعروسةٍ لأحلامه، وشريكةٍ لحياته، ونواةٍ لأسرته، وأمٍّ
لأولاده، وأنيسةٍ لحياته، ورفيقةٍ لدربه؛ فألحَّ أكثر من مرَّةٍ على والديه أن
يخطبا له فتاةً يجسِّد ويحقِّق معها أحلامه.
ففرح وسعد
الوالدان لطلب ولدهما، وهو الأمنيةُ التي يعيشان من أجلها، ويحلمان بها منذ أن كان
وليدا صغيرا يحبو ويلهو في برح البيت.
فاستنفر
الأمر الأسرة كلَّها، وجفا النومُ الوالدين بحثا عن الفتاة الكفء لابنهما، تسعده
وتبني معه أسرة صالحة، حتَّى تمكَّنا من تحديد قائمة من الفتيات المرشَّحات للقيام
بدور الزوجة الصالحة لابنهما.
وبعد موافقة
الشابِّ تقدَّم الوالدان إلى أسر الفتيات، الواحدة تلو الأخرى، ولكن الردَّ كان
دائما بالرفض، لأسباب وأعذار واهية غير منطقية ولا مبرَّرة.
ويعلمُ الله
كم فرح الوالدان وابنُهما، عندما أبدت أسرة الفتاة الأخيرة من القائمة المختارة موافقتَها
على طلب يدِ ابنتهم.
وعند
لقاء الشابِّ مع العروسة رفقة والدتِه، ليؤدَمَ بينهما كما قال رسول الله صلَّى
الله عليه وسلَّم كانت الفتاة أكثرَ جرأة من الشابِّ في طرح أسئلتها عليه. تسأله
عن عمره؟ وعن ترتيبه بين أشقَّائه؟ وعدد أخواته؟ وعن المستوى المادِّي له وأسرته؟
وعن أملاكهم العقَّارية داخل البلدة وخارجها؟ ...
هنا
أدرك الشابُّ ووالداه أنَّ ميزان القبول عند فتيات الألفية الثالثة، هو الميزانُ
المادِّي تحديدا، ولا وجود اليوم لميزان من ترضون دينه وخُلُقهُ فزوِّجوه.
فقال
الوالد لولده: تخيَّر يا ولدي لنُــطفِكَ من تشاء من بنات المسلمين، من
شرقِ الجزائر، أو من غربها، أو شمالها، أو من جنوبها، لنخطبها لك بكلِّ سرور ورضى.
أيَّتها الشابَّات: اتقين الله تعالى في
الشباب.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق