قصة الابريق
تَانْفُوسْتْ نْ لَبْرِيكْ

والقصَّة هي:
أنَّ السيِّد الحاج عمر نْ بكَّر، وهو التاجر الكبير في الأواني المنزلية في شارع
باب عزُّون بالجزائر العاصمة، وكان كثير الأسفار إلى الخارج، خاصَّة إلى اليابان
التي منها يستورد أغلب بضاعته، إضافة إلى دول أخرى، وكانت الصلاة والطهارة لها
أوَّل ما يشغل باله، وكان ككلِّ المزابيين يستعمل لوضوئه الابريق (لبريك).
ولكنَّ
الابريق الذي كان يستعمله المزابيون (وهو منهم طبعا) من صنع تقليدي من فخار أو
البلاستيك، كبير الحجم منفوخ الوسط، فكان يسبِّب للسيِّد الحاج عمر نْ بُكَّر
الكثير من الحرج والاشكال عند وضعه في حقائب سفره.
فكان الابريق
(لبريك) همَّه الشاغل من أجل طهارته وصلاته، حتَّى اهتدى في إحدى سفريَّاته
إلى اليابان في الستِّينيات من القرن الماضي، إلى شكل جديد عمليٍّ يحلُّ له
المشكلة، فرسم الشكل على ورق وقدَّمه إلى مدير أحد المصانع التي يتعامل معها،
فأشغله المدير بجولة في مرافق المصنع وآلاته ومخازنه، وبعد انتهاء الجولة هذه، وهو
جالس في مكتب الاستقبال، قدَّم له المدير اريقا (لَبْرِيك) بلاستيكيا على
الشكل الذي رسمه له السيِّد الحاج عمر بن بكير الحاج مسعود (عمر نْ بكَّر)
وهو الشكل الذي نراه في الصورة بالأزرق.
هذه هي قصَّة
الابريق (لَبْرِيكْ)، تَانْفُوسْتْ نْ لَبْرِيكْ، رحم الله آباءنا
ومشائخنا، وجزاهم عنَّا كلَّ خير وفضل.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق