ضرس العقل

فسألتُها قائلا: ما بك أستاذة؟.
أجابت قائلة: ضرس العقل، قلَبت أحوالي
وأرهقتني، وأنا أفكِّر في الاستنجاد بجرَّاح الأسنان لاقتلاعها.
فقلت لها: تقتلعينها! وهي جديدة
عندك لم تستعمليها بعد؟؟
وبمنطقك هذا يا أستاذة، لو تحكَّم الطفال
الصغار في أمورهم في مرحلة نموِّ الأسنان لديهم، لأصبح البشر كلُّهم بدون أسنان،
ونحن كبارا نشهد آلامهم في تلك الظروف.
ثمَّ أضفتُ قائلا: إنَّها يا أستاذة ضرس
العقل، دليل بلوغ عقلكِ مرحلة من النمو تجعلك إنسانة راجحة العقل، كاملة الحواس
الادراكية، ومن آثارها الأولى أن:
-
تدركي قيمة العقل في الانسان.
-
أن تكون الضرس عزيزة وغالية لدك، فلا يسهل عليك التفريط
فيها.
-
أن تدركي حكمة الله عندما أخَّر ظهورها إلى تلك السنِّ،
فتعلمي وتستشعري المعاناة والآلام التي يئنُّ الطفل الصغير تحتها عندما تشقُّ
الأسنان فكَّيه.
فليس من العقل ولا من الحكمة أن تستأصليها، وهي
نعمة خَلقية منحها الله لك، بل الواجب عليك شكر النعمة بالمحافظة عليها واستغلالها "إنَّ
الله يحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده"
أدام الله لكِ نعمه كاملة، ونفعكِ بها،
وزادكِ منها، ووفَّقك لاستغلالها فيما يقرِّبكِ إليه ويرفع من شأنكِ عنده.
كما أرجو أن تكوني قد شُفيتِ من آلامها دون
استئصالها.
بقلم:
يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق