الجمعة، 27 يونيو 2025

شخصيات: ياسين كروشي في الخالدين


ياسين كروشي في الخالدين


﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقةُ المَوْتِ وَإِنَّمًا تُوَفَّونَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ﴾

﴿إنَّا للهِ وَإنَّا إِلَيهِ رَاجعونَ﴾

في هذا المساء، من يوم الخميس 26 جوان 2025م، في ليلة الجمعة المباركة، تلقَّيت بكثير من الحزن والأسى نبأ وفاة الصديق العزيز الفاضل: ياسين بن باحمد كروشي. (رحمه الله).

المصاب جلل، والمصيبة عظيمة عليَّ وعل كلِّ من يعرف الرجل كما عرفته وخَبَرتُه، وفي وفاته المفاجئة صدمة، وحسرة، وعبرة.

فالصدمة: في رحيله المفاجئ الذي أفقدَنا
رجلا طيِّبا، وصديقا عزيزا، ومتعاملا شريفا
.

والحسرة: في فقده الذي سيجعلنا ويجعل البلدة تفتقده وتفتقد الدور الذي كان يقوم به.

والعبرة: في الموت الذي لا يهرب منه أحدٌ، شابًّا كان أو كهلا، صغيرا كان أو شيخا كبيرا، ذكرا كان أو أنثى.

والصديق "ياسين كروشي" بكلِّ صدق، عرفته كما عرفتُ نفسي.

  • تعاملت معه تاجرا، فوجدته نعم التاجر أمانة، ومعاملة، ورفقا بالناس، وتحرِّيا للحلال.

  • وتعاملتُ معه محاورا، فوجدته واسع المعرفة، مثقَّفا بثقافة أصيلة الجذور، متفتحة على المحيط.

  • وتعاملتُ معه مسلما، فوجدته ملتزما في دينه وفي قيمه وفي أخلاقه؛ مهتمًّا بأمور المسلمين.

  • وتعاملتُ معه مواطنا، فوجدته صالحا يحب وطنه، ويعشقه، يفتخر بمجده وتاريخه وتراثه وأصالته.

  • وتعاملتُ معه إنسانا، فوجدته واسع الصدر، باسم الثغر، طيب القلب، لا يحمل حقدا ولا غِلاًّ.

  • وتعاملت معه مجتمَعا، فوجدته خدوما مضحِّيا، يحب الخير لكلِّ الناس، له قلب يسع الناس جميعا.

وإنَّ رجل من هذه الطينة الخيِّرة، وعلى هذه الجبلَّة الطيِّبة، وعلى هذه الأخلاق الكريمة، وبهذه الصفات الراقية، لهو الخسارة الكبيرة للمجتمع، وإنَّه لعمري هو الفائز الأكبر عند الله تعالى إن شاء الله.

ولا شكَّ أن أغلب البريانيين إن لـم يكن كلُّهم، سيذكرونه بالخير كلَّما مرُّوا من أمام الزاوية المباركة التي كان يشتغل فيها، يقدِّم من خلالها خدماته الجليلة لكل فئات المجتمع، ابتداء من الطلبة والطالبات، والمعلمين والمعلِّمات، والمثقفين والمثقفات، والإداريين، وأصحاب البحوث، و...، و...، وغيرهم كثير وكثير.

والكلُّ يقول: "كان هنا ياسين "مرَّ وهذا الأثر".

عزيزي "ياسين" طوبى لك، نم قرير العين، فقد تركتَ بعدك أثرا طيبا، وذكرا حسنا، وولد صالحا يدعو لك، وأبشر بـــ: "تاجٍ من نور" ستلبه إياك كريمتك التي استظهرت القرآن الكريم في هذه الأيَّام بمدرسة الفتح القرآنية. وكم كنت أتمنَّى زيارتك في محلِّك الجديد لأبارك لك على ابنتك حافظة القرآن بامتياز حسب شهادة معلِّمها، ولكن الله تعالى آثرك إلى جواره، حيث تجد "تاج النور" ينتظرك.

عزيزي "ياسين"، أسأل الله تعالى مخلصا أن يتغمَّدك برحماته الواسعة، وأن يسكنك فسيح جنَّاته، ويغفر لك ذنوبك، ويبدلك دارا خيرا من دار الدنيا، ويلهما وأهلك وأبناءك الصبر والسلوان. آمين، آمين، آمين.


بقلم صديقك الداعي لك بالخير:

يوسف بن يحي الواهج.

بريان: 26 جوان 2025م


هناك 6 تعليقات:

  1. شكرا بارك الله فيك أستاذنا الفاضل عن هذه شهادتكم في ابن خالتنا ياسين بن باحمد كروشي والله لخسارة كبيرة للعائلة والى ال بريان كافة الكل يذكره بالخير صح ليه انا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ربي يحفظكم شيخنا ولا اراكم الله اي مكروه وبارك في لنفسكم

    ردحذف
  2. رحمه الله

    ردحذف
  3. الحمد لله ،عرك أثرا طيبا والكل يشهد له وذهب إلى ربه الذي يحبه أكثر منّا.إنا لله وإنا اليه راجعون

    ردحذف
  4. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رحمك الله صديقنا ياسين وأسكنك فسيح جناته مع أوليائك الذين أنعمت الله عليهم من النبيئين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

    ردحذف
  5. انا لله وانا اليه لراجعون رحمك الله واسكنك فسيح جناته يارب

    ردحذف