الخميس، 24 أكتوبر 2024

شخصيات: الحاج إبراهيم بن أحمدكولَّه

 

الحاج إبراهيم  بن أحمدكولَّه


    الاسم: الحاج إبراهيم بن الحاج أحمد بن إبراهيم بن صالح كولَّه.

    أمُّه السيِّدة الفاضلة: نانَّة بنت باحمد بن الحاج قاسم موسلمال.

    ولد خلال عام 1932م، بحيّ بربورة العتيق، وسط مدينة بريان، ولاية غرداية.

    نشأ وتربَّى وترعرع بين البيت في القصر (أغرم) والبستان بناحية باللُّوح، حيث كان والده
"الحاج أحمد" يملك بسانا في حي اعمارة؛ وبين هذا وذاك شبَّ "إبراهيم" في كنف وأحضان أمِّه الصالحة الملتزمة بحرص شديد بنهج وعقيدة وسيَر أهل الحقِّ والاستقامة، وتحت رعاية والده العالم المعلِّم، العضو في حلقة العزَّابة، فنشأ "إبراهيم" صالحا متديِّنا على المحجَّة البيضاء، متخلِّقا بأخلاق القرآن الكريم، ملتزما بقيم وأخلاق مجتمعه المسلم.

    تلقَّى دروسه الأولى بالمحضرة (الكتَّاب) على يد: "الشيخ إسماعيل فخَّار" (رحمه الله)، وعنده حفظ القرآن الكريم واستظهره كاملا بحفظ جيِّدٍ راسخ، وتلقَّى دروسه عند والده "الحاج أحمد كولَّه" بين البيت أو في البستان رفقة بعض فتيان البلدة من أترابه.

    ثمَّ انتقل إلى بني يزجن (آت يزجن) للدراسة والاستزادة من العلم، فدرس عند: "الشيخ محمَّد بابانو" و"الشيخ الحاج أحمد بكَّاي" إضافة إلى والده: "الحاج أحمد كولَّة" الذي كان يدرِّس في نفس المدرسة مع الحاج بكَّاي في بني يزجن.

    رجع بعد فترةٍ قصيرة إلى مسقط رأسه بريان، فاشتغل بالفلاحة في بستان والده بناحية "باسَّة"، ولكن مشكل المياه ونقصها جعل الفلاحة صعبة جدًّا ولا يفي مردودها بتلبية احتياجات الأسرة.

    فاضطرَّ إلى السفر إلى الجزائر العاصمة وهو ابن عشر سنين، للاشتغال في التجارة كأغلب شباب البلدة آنئذٍ؛ فكانت بداية عمله هناك في حيِّ "أوَّل ماي" في محلّ السيِّدين: "موسى بن محمَّد بوكراع"، و"باسعيد بن صالح بوكراع" لمدَّة أربع سنوات، انتقل إلى محلِّ السيِّد: "بكير بن صالح ...." بشارعٍ يربط "حيَّ بلكور" "بحيِّ القبَّة"، وكان يذكر بخيرٍ رئيس العمل في هذا المحل "صالح" ويدعو له بالرحمة وحسن الجزاء، حيث علَّمه اللغة الفرنسية ومكَّنه من كتابٍ يملكه ليستعين به في تعلُّم اللغة الفرنسية، وبفضله يقول الحاج إبراهيم تعلَّم اللغة الفرنسية قراءة ومخاطبة وكتابة، وكان ذلك خلال فترة عمله في ذلك المحل والتي لـم تتجاوز العامين.

   ثمَّ انتقل إلى حي "باب الواد" للعمل في أحد محلاَّتها التجارية، ولكن لـم يلبث فيها طويلا، ثمَّ في "مدينة الحرَّاش" عند السيِّد: "صالح بن لولو العطفاوي" وفيه رابط حوالي أربع سنوات.

    وأثناء إقامته في مسقط رأسه ببريان بعد عودته من الحرَّاش، طلبه السيِّد "الحاج حمُّودة بن محمَّد بودي" رحمه الله ليشتغل معه في "حيِّ باب الواد" وكان رفيقه في العمل هناك السيِّد: "باحمد أزﭬـاو"، وقد قضى في محلِّ الحاج حمُّودة بودي إثني عشر (12) عاما كاملا.

    وفي المحلِّ كان الحاج إبراهيم هو المسؤول الأوَّل، أعطى له صاحب المحلِّ توكيلات الإمضاء في البنك، فكان يتولَّى القيام بكلِّ الأعمال التجارية والمالية مع البنك، أو مع المورِّدين، أو مع الزبائن، وفيه عاش سنوات "الثورة التحريرية الجزائرية 1954/1962م"، وشهد أحداث وويلات "المنظَّمة المسلَّحة السرِّية" (OAS)، ومتاعب حظر التجوُّل المتكرِّر في حيِّ باب الواد.

    ومن باب الواد استقلَّ بتجارته الخاصَّة، حيث اكترى محلَّ السيِّد: "الحاج سليمان بن الحاج علي ابن عبد الله" (رحمه الله) "بحيّ بلكور"، ولـم يطل بقاءه في ذلك المحلِّ لصعوبة العمل في ذلك الحي، وتعرُّض محلِّه للسرقة أكثر من مرَّة، فتخلَّى عن المحلِّ مُكرها رغم محاولة صاحبه "الحاج سليمان ابن عبد الله" أن يبقيه في المحل.

    بعد ذلك انتقل إلى المرادية للعمل مع أخيه في "حيِّ المرادية".

    وفي سنة 1970م، أو 72 (لم يتذكر التاريخ بالضبط)، اتصل به "الشيخ الحاج أحمد بن موسى قلُّو" و"الشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد" و"الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلِّي" رحمهم الله، وأخبره أنَّ أعضاء حلقة العزَّابة يريدون لقاءه.

    وعند اللقاء، طلبوا منه أن ينضمَّ إلى الحلقة ليكون مثلهم أحد أعضائها، ويحمل حمل المسؤولية الدينية والاجتماعية معهم في الأمَّة؛ فأجابهم أنَّه ليس مقيما في البلدة، ويسافر إلى عمله بالعاصمة؛ فأجابوه أنَّه مقيم هنا في بريان عندما يكون في بريان، ومقيم في العاصمة عندما يكون هناك، وكُــلِّف بالأذان حينها.

    وفي سنة 1986م، ترك التجارة بالعاصمة، واستقرَّ في مسقط رأسه ببريان حيث فتح تجارة أخرى في الشارع التجاري الرئيسي ببريان (شارع طالب أحمد حاليا) بجانب الحاسي (البئر) الموجودة فيه.

    وفي هذه الفترة اقتنى درَّاجة نارية، يختصر بها المسافات بين البيت، والمتجر، والبستان، والمسجد.

    وابتداء من سنة 1988م، تولَّى مهمَّة الأذان بصفة رسمية خليفةً للمؤذِّن الفاضل: "الحاج عمر بن باسعيد أبو الصدِّيق" رحمه الله.

    كان من عمَّار المسجد، وروَّاد مجالس التلاوة، في الجزائر العاصمة بالمسجد العتيق لإباضية الجزائر، ومسجد بريان مسقطِ رأسه؛ كما كان يحضر جلسات "مجلس عمِّي سعيد" رفقة ممثِّلي عزَّابة بريان إلى جانب "الحاج محمَّد بن موسى كاسي موسى" و"الحاج أحمد بن عمر أوراغ" (رحمهما الله).

    قام "الحاج إبراهيم كولَّة" رحمه الله، بمهامِّه المنوطة به كاملة، إن في تجاراته، أو في أسفاره، أو كأحد أعضاء حلقة العزَّابة، أو مؤذِّنا؛ سواء كان ذلك في العاصمة، أو في مسقط رأسه بالعاصمة.

سلام عليك أبانا "الحاج إبراهيم كولَّة" يوم وُلِدت، ويوم ارتقيت، ويوم تبعثُ حيَّا

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

الجزائر: يوم 24 أكتوبر 2024م

تنزيلا من تسجيل موسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ

يوم: 06 لأفريل 2024م ببيته العامر في بريان

 

    *ملاحظة: قد تحتاج هذه الترجمة إلى ضبط من قبل أبنائه، فقد كان التسجيل في هذه السنة 2024م، وقد بلغ رحمه الله من الكِبَر عتيَّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق