الثلاثاء، 7 مايو 2024

كتابات أدبية: في اليوم الوطني للذاكرة "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" تدخل الذاكرة

 

في اليوم الوطني للذاكرة

"مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ"

تدخل الذاكرة

    في الساعة التي يعيش فيها الشعبُ الجزائريُّ "اليوم الوطن للذاكرة" الذي يصادف ويحيِي يوم 08 ماي 1945م، أجدني أعيش ضمن هذه الاحتفالية الشريفة الوطنية في بلدتي "بريان" العامرة وهي تضمُّ بين جدرانها، وشوارعها، وبيوتاتها، وفي أعالي عمرانها، "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" احتفالية مضاعفة.

    وحُقَّ لي أن يتضاعف احتفالي بهذا اليوم الوطني السعيد؛ فقد وُفِّقت القيادة في وطني عندما قرَّرت الاهتمام بالذاكرة التاريخية والحضارية للجزائر يوم 08 ماي 2020م، تخليدا لذكرى ضحايا مجازر الاستعمار الفرنسي الغاشم بمدن سطيف، وﭬـالمة، وخرَّاطة، وغيرها من المدن.

    وأسعد مرَّة أخرى بتأسيس "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" ببلدية بريان من ولاية غرداية في يوم 18 جويلية 2019م، بعد أيَّام قليلة من الذكرى الوطنية السابعة والخمسين للاستقلال واستعادة السيادة الوطنية.

وقد استطاعت "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" ببريان أن تساهم بكثير من الحرص والجهد في حفظ الذاكرة التاريخية للبلدة؛ كما استطاعت استنطاق ذاكرة العديد من صنَّاع التاريخ، والشاهدين على الأحداث في البلدة عبر تاريخها منذ القديم، وأغلبهم مقعدون في بيوتهم.

    وأخرجت من ظلِّ النسيان، ومن أعماق البيوت العديد من الأسماء من الأشخاص الذين كانت لهم بصمات مختلفة في المجتمع البرياني وفي خارجه، فقدَّمتهم للأجيال الحاضرة من الكهول والشباب ولمن يأتي بعدهم جيلا بعد جيلٍ؛ فأدَّت المؤسَّسة بذلك فرض كفاية عن المجتمع، إذ قدَّمتهم بطريقة مشرِّفة فيها الكثير من الاحترام المفعم بالتقدير والاعتراف بجميلهم.

    ويضاف إلى تلك الجهود والمجهودات التي يحفظها مقرُّ المؤسَّسة، من وثائق تاريخية، ومراسلات تحمل الكثير من التاريخ، وصور تاريخية ذات قيمة عالية، ومطبوعات مختلفة كالكتب التي ألفها أبناء البلدة، أو التي تحدَّثت عن البلدة، أو الرسائل الأكاديمية الجامعية ذات الصلة بالبلدة.

    هذه بعض إنجازات "مؤسَّسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ" ببريان وهي تستعدُّ للاحتفال بالذكرى الخامسة لتأسيها، والتي أصبحت أيقونة البلدة في مجالها، وقدوة ومثلا تسعى العديدُ من المدن والبلدات إلى تأسيس مثلها في مناطقها ومجتمعاتها. وهو ما ينبغي أن يكون في كلِّ منطقة من الوطن الجزائري الواسع.

    ولو فعل الجزائريون كلُّهم ذلك، لكان الكلُّ روافد تصبُّ في المجْمَع الوطني الجامع والحافظ للذاكرة الوطنية الجزائرية الخالدة.

    نأمل صادقين أن يتمَّ ذلك قريبا إن شاء الله.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

يوم 07 ماي 2024م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق