الثلاثاء، 12 مارس 2024

شؤون اجتماعية: من ذكرياتي الرمضانية

 

من ذكرياتي الرمضانية

    في كلِّ رمضان من كلِّ سنة، تمرُّ بين ناظريَّ ذكريات جميلة جدًّا، من زمنٍ جميلٍ جدًّا، لـم ولن تمحيها الأيَّـام والسنون، وهي ذكريات تذكِّرني بأيَّام الطفولة، وزمالة المدرسة، ورفقة الحيِّ، وصداقة الأتراب.

    ومن أولى الذكريات الرمضانية هذه، وأنا تلميذٌ بمدرسة الفتح القرآن
ية إذ يجمعني معلمنا في قسم القرآن الكريم: "الشيخ بكير بن محمَّد ارشوم" (رحمه الله) مع نخبة من زملائي الطلبة ونحن آنذاك على أبواب ختم القرآن الكريم، وأذكر منهم الزملاء الأفاضل، مع الاعتذار لمن نسيت اسمه:

-      داود بن عيسى بورﭬـيبة.

-      محمَّد بن إبراهيم الداغور.

-      إبراهيم بن محمَّد كاسي موسى.

-       الناصر بن امحمَّد حريزي. ... وغيرهم.

    فوضعَنا في برنامج يوميٍّ نقوم فيه بعقد مجلس لتلاوة القرآن الكريم بالمسجد العتيق (تَمَجِّيدَا نْ وَمَانْ) في نهار رمضان، رغبة منه ألاَّ تنقطع التلاوة في المسجد ليلا ونهارا، كما هو العُرف في كلِّ مساجد وادي مزاب على مرِّ العقود والسنين. كأنَّه رحمه يريد أن ينآى بنفسه وبجيله من سراة الأمَّة أن تموت السنَنُ على يديه.

    وكان لتلك الأيَّام طعم خاصّ مازالت لذَّته في النفس قائمة، ولذلك الشهر فضل كبير على رسوخ القرآن في ذاكرتنا، ولتلك النخبة من التلاميذ لحمة وصداقة ومحبَّة تتجدَّد في كلِّ لقاء.

    وأنا أتذكَّر هذه الذكرى، وأكتب هذه الأسطر عنها، أتساءل، هل مثل الشيخ بكير أرشوم موجود بين أساتذة ومعلِّمي ومشايخ اليوم فيوجِّهون تلاميذهم لعمارة المساجد؟؟؟ هل مساجدنا اليوم تشهد تلاوة القرآن الكريم أربعا وعشرين ساعة (24سا) على أربعٍ وعشرين ساعة (24)، وسبعة أيَّام على سبعة أيَّام (7/7) كامل شهر رمضان؟؟؟

رحم الله شيخنا ومعلِّمنا الشيخ بكير بن محمَّد ارشوم، وجزاه عنَّـا خير الجزاء. آمين.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق