الأربعاء، 3 يناير 2024

من ثمرات الكتب: ابن دريد العالم المعلِّم

ابن دريد العالم المعلِّم



    جذبني اقتناء هذا الكتاب اسمُ مؤلِّفه: الأستاذ الدكتور "محمَّد بن قاسم ناصر بوحجام"، لحبِّي الصادق له، ولجمال أسلوبه وسلاسته وسلامته، ولاستفادتي الدائمة من كتاباته وجلساته بما يفيض حديثه مشافهة أو كتابة من علم غزير وراسخ ومفيد.

    ولـمَّا بدأت قراءة كتابه القيِّم: –"ابن دريد العلِم المعلِّم"- شدَّدتني الصفاحات الأولى منه إلى مواصلة القراءة، للغته الجميلة البسيطة السلسة، خاصَّة عندما شخصية متميِّزة بالتخصُّص الذي برز فيه، والذي أحبُّه وأعشقه "اللغة العربية الفصيحة". والشاعر الفحل القدير واسع العلم وراسخه في اللغة والشعر والأدب: "أبو بكر محمَّد بن الحسن ابن دريد الأزدي" (223/321ه)، الذي يقول عنه المؤلِّف في الصفحة الخامسة: -"علَم بارز من أعلام العربية، ورمز من رموزها الخالدة. هو متعدِّد النشاط العلمي والنتاج الأدبي، لغويٌّ وأديب، راويَّة وإخباري، معلِّم ومصنِّف ... له مكانة عالية ومنزلة رفيعة في نفوس الكبراء، الذين يعرفون للعلمِ قدرَه، وللفضل مكانته."-

    بربِّك أيُّها القارئ الكريم، ألا تتشوَّق إلى معرفة علَمٍ بهذا الوصف الجميل من الكاتب الأديب القدير، وبهذه الصفات الراقية المواهب المتميِّزة التي أكرم الله بها هذا العالِم الموسوعي الكبير؟!

    الذي وردت أخباره في أمَّهات الكتب، واحتفظت أشهرُ المكتبات العالمية على كتبه، واعتنى الكتَّاب واهتمُّوا بمؤلَّفاته شرحا، ودراسة، واختصارا، واستدراكا، ومعارضة.

    ومن أهمِّ مؤلَّفاته في اللغة وإنتاجه الشعري الذي وصل إلينا واعتمد عليه المؤلِّف في بحثه هذا:

-      كتاب جمهرة اللغة.

-      كتاب الملاحن.

-      ديوان شعر ابن دريد.

-      ديوان ابن دريد.

    إضافة إلى تجنُّده في ميدان التعليم حيث تخرَّج على يده تلاميذ جهابذة، كان لهم دور كبير في مسيرة الفكر الإسلامي، خاصَّة في الجانب اللغوي والأدبي بطرق وأساليب أثارت الاعجاب والتقدير.

    فعلا هو كتاب يشدُّ القارئ إلى تتبُّع فقراته وصفحاته وفصوله واحدا تلو الآخر لتكتمل شخصية "ابن دريد" عنده، ولن تكتمل عنده بنهاية قراءة صفحات الكتاب، بل سيزداد شوقا للقراءة أكثر فأكثر، وسيرغب فيتتبُّع المصادر والمراجع التي ذكرها المؤلِّف في ذيل الكتاب، ويرغب أكثر في الاطلاع على مؤلَّفات العالِم "ابن دريد" التي جاء ذكرها في الكتاب.

    ألا يدعوك ذلك أيُّها القارئ إلى معرفة هذه الطرق والأساليب المثيرة للأعجاب في ميدان التعليم، والاقتباس منها لزماننا هذا الذي هو في أشدِّ الحاجة لتقويم عملية التعليم، حتَّى ينشأ ويخرج للأمَّة الإسلامية علماءُ جهابذة، وشعراءُ فطاحل، وأدباءُ آراب، ولغويُّون متمكِّنون مثل بعض تلاميذه:

-      أبو الحسن المسعودي.

-      أبو الفرج الاصبهاني.

-      أبو علي إسماعيل القالي.

-      أبو سعيد السيرافي.

-      أبو عبد الله خالويه. ... وغيرهم.

    لكلِّ هذا وأكثر، أدعو كلَّ طالب جادٍّ مجدٍّ في طلب العلم الراسخ أن يقرأ هذا الكتاب، ويزيد في الإبحار والغوص في المعرفة بالاطِّلاع على مصادر ومراجع الكتاب، فلا شكَّ أنَّه سيزداد معرفةً بالعالِـم اللغوي الراسخ في علمه وتخصُّصه، وسيجني منها الكثير من العلم والمعرفة.


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

الجزائر: 02 جانفي 2024م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق