مصطفى بن قاسم عمر أيُّوب*
"سيِّد القوم خادمهم"
"عاشقُ
النخلة وخادمها". صدقَ والله الأستاذ: نور الدين زيطاني الذي قال فيه:
دِيجَـــمْ
يَتْــهَـــلاَّ شَــكَــالْ
أَتَـــــــــــــــــــزْدَايْــتْ
نَ دْلاَلْ
دِيـــمَـا تَــــلِّـــيدْ
لْ بَــــــــالْ
شَـــــمِّي دْ
مَـــــــــــامَّــــــــاسْ
شَـــــــمِّي
دْ بَــــــــــابَـــــــــــاسْ
أَتَــــــــــــــــــزْدَايْـــتْ
نَ دْلاَلْ
رجلٌ في
بلدتي، كلَّما التقيتُ به، أو رمقته عيني يحضرني قول رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم: -"إن لله عبادًا اختصَّهم بقضاء حوائج الناس، حبَّبهم إلى الخير،
وحبَّب الخيرَ إليهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة"-.
وقوله: -"سيِّد القومِ
خادمهم"-.
وقوله عليه السلام: -"فَلا يَغْرِسُ
الْمُسْلِمُ غَرْسًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، ولا دَابَّةٌ، ولا طَيْرٌ،
إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"-.
وقول الشاعر طرفة بن العبد:
"إذا القومُ قالوا مَن فَتًى؟ خِلتُ أنّني *** عُنِيتُ
فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ"
إنَّه السيِّد الفاضل: مصطفى بن قاسم بن الناصر بن قاسم عمر أيُّوب (حفظه الله)، خادمُ قومه، رمز التضحية في مجتمعه، أمين الوقف في بلدته، البارُّ والمحافظ على عمَّتنا النخلة.
وضع نفسه، وجهده، في خدمة أوقاف المسجد في بلدتنا العامرة الآمنة "بريان" منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً، عندما ناداه وكيل أوقاف المسجد: الشيخ إبراهيم بن باعلي لعساكر
"الزعيم" (رحمه الله) إلى اجتماع في بيته، ضمَّ لجنة الأوقاف من حلقة العزَّابة الموقَّرة، والرجال المختصين أصحاب الخبرة في خدمة النخلة بصفة خاصَّة، فحضر اللقاء التاريخي هذا الذي انعقد في بداية التسعينيات من القرن العشرين الماضي، المشايخ والأساتذة، والسادة الأفاضل:-
الشيخ إبراهيم بن باعلي لعساكر. (الزعيم).
-
الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم.
-
الشيخ الحاج أحمد بن عمر أوراغ. القائد أوراغ).
-
الشيخ يوسف بن صالح تربح.
-
الحاج إبراهيم بن أحمد كولّه.
- الحاج قاسم بن إسماعيل بهدِّي.
-
الحاج عمر بن باسعيد أبو الصدِّيق.
-
الأستاذ أمحمَّد بن إبراهيم ابن عبد الله.
-
الحاج عمر بن حمُّو أرشوم. (الطالب).
-
الحاج الناصر بن ....... بوكراع.
-
الأستاذ عبد الله بن الشيخ
صالح الطالب باحمد.
-
الأستاذ أيوب بن عمر أبو الصديق.
-
الأستاذ الحاج داود بن حمُّو موسلمال.
-
الأستاذ عمَّار بن قاسم الطالب باحمد.
-
الحاج سليمان بن ..... دادي عدُّون.
-
بنوح بن ..... دادي عدُّون.
-
محمَّد بن عليّ بوكراع1.
وكان هذا اللقاء هو الأوَّل بعد عودة أوقاف
المسجد من النخيل من تأميمات الثورة الزراعية، بعد عشرين سنة أو تزيد، وانعقد
خصِّيصا لتنظيم تسيير هذه الأوقاف المتمثِّلة في النخيل المثمرة خاصَّة، وتأسيس
فريقٍ خاصٍّ يلتزم برعاية نخيل المسجد في كلِّ مراحل الرعاية، وتنظيم عمليَّات
جنيِ ثماره في الخريف من كلِّ سنة وتوصيله إلى خابيات (إِيــــبُــوجَـا)
المسجد.
ولـمَّا طلب وكيل الأوقاف الشيخ الزعيم من
كبير الفلاَّحين: بنوح بن ..... دادِّي عدُّون الوعد بالقيام بهذه المهمَّة، أجابه
قائلا:
-
إذا ضَمِنتَ لي هذا يا شيخ. وأشار بسبَّابته إلى الأخ مصطفى عمر أيُّوب.
فكان مصطفى المشهور بكنية "شَكَالْ"2
ضمن فريق خدمة ورعاية نخيل الوقف المسجدي منذ ذلك اللقاء، إلى أن صار اليوم كبير
من بقي منهم على قيد الحياة، وعميد الفريق كلِّه بعد أن انضمَّ إلى الفريق أعضاء
جدد، أمثال:
-
الحاج سليمان بن عمر موسلمال.
-
الحاج إسماعيل بن ..... بوكراع.
-
الحاج إسماعيل بن عمر كاسي وصالح. ... وغيرهم.
وهو حاليا، الحافظ الجيِّد لمواقع هذه
البساتين، وما فيها من النخلات الوقفية، وقد تكون نخلة واحدة أو نخلتين في إحدى
البساتين، كما يحفظ الأسماء الحقيقية القديمة للنواحي والسواقي والبساتين كلَّها.
v فمن هو مصطفى بن قاسم عمر أيُّوب؟
إنَّه الفاضل الخدوم، والسيِّد المتواضع:
مصطفى بن قاسم بن الناصر بن قاسم عمر أيُّوب، من عشيرة "آل النشاشبة
وأولاد يونس" في مدينة بريان، ولاية غرداية، الجزائر3.
أمُّه السيِّدة الفاضلة: نانَّـه بنت عيسى
دبُّــوز.
وُلد في يوم: الأحد 05 ربيع الأوَّل 1390ه،
الموافق ليوم: 10 ماي 1970م، بمدينة بريان، ورأى النور أوَّل ما رآه في بيت والديه
بشارع آل بودي، وفيه نشأ وتربَّى وترعرع ضمن أترابه وجيرانه.
تلقَّى تعليمه الابتدائي في "مدرسة
الفتح القرآنية" الحرَّة، ومدرسة "الأمير عبد القادر" الابتدائية
الرسمية، ثمَّ بمدرسة "بابا السعد"، لستِّ سنوات دراسية لا تزيد، ابتداء
من سنة 1976م، إلى سنة 1982م؛ وفيهما نال نصيبا من القرآن الكريم، والحديث
النبويِّ الشريف، ومبادئ اللغة العربية، والفقه الإسلامي، وبعض التاريخ
والجغرافيا، والحساب والرياضيات، وغير ذلك من المناهج المقرَّرة آنذاك.
ثمَّ اتجه إلى ميدان الشغل والعمل، فكانت
البداية بالعاصمة، ولـم يطل مقامه فيها أكثر من شهر، لصعوبة تأقلمه في جوِّ الحياة
بالعاصمة، فعاد إلى مسقط رأسه ليشتغل في حرفة الترصيص تحت رعاية شقيقه
"الناصر"، ثمَّ في حرفة البناء مع شقيقه الثاني "يوسف".
فورشات البناء القائمة لتشييد مسجد حيِّ "المداغ" تحت إشراف مقاول
المسجد: السيِّد الحاج عمر بن حمُّو أرشوم (الطالب)، ثمَّ استقر به المقام في الفلاحة
وخدمة النخلة.
-
محمَّد بن داود أولاد عليّ.
-
محمَّد بن عمر بن باعلي موسلمال.
-
الناصر بن موسى موسلمال.
وقبل أن أضع يراعي من بين أناملي، أهمس في أذن صديقي العزيز "مصطفى عمر أيوب" أن يحرص بجدٍّ على تكوين خلائف من الشباب، في ميدان النخلة وخدمتها، من الفسيلة وطريقة فصلها عن أمِّها، إلى طريقة نقلها وغرسها في مكان آخر، وموعد أو زمن ذلك، مع نقل الخبرة إلى الشباب في رعاية النخلة بشكل عام من اختيار التربة للغرس، والطريقة المثلى لريِّها، وتلقيحها، وتأبيرها، وجني ثمارها، ثمَّ تخزينها، كما يفعل أوائلنا للاستفادة منها قوتا يوميا، ومؤونه للعام كلِّه.
فمشكلة النخلة والمجتمع اليوم، هي ندرة
الخبرة في هذا المجال، ومن سنة إلى أخرى يفقد المجتمع الخبراء والأساتذة
المعلِّـمين المتمكنين في رعاية النخلة ومتابعة مشاكلها وإشكالاتها.
وما أحوج مجتمعنا، وأسرنا، وبيوتنا إلى هذه
النخلة وثمارها في هذا الزمن الصعب أكثر من أيِّ زمن آخر، وأصبحت الحاجة إلى التمر
واقعا يعيشه المجتمع بعد موجة الغلاء التي عرفتها الأسواق، والنوعية الرديئة
للمواد الغذائية الوافدة من هنا وهناك، إضافة إلى أضرار بعضها على صحَّة الانسان.
حفظك الله أخي مصطفى، وحفظ كلَّ من هو في مثل
نشاطك القيِّم، وجزاك عن كلِّ مساهماتك الخيِّرة الكثيرة في مختلف الميادين
والمجالات المختلفة. آمين.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
بــــــريان: 11 مارس 2023م
*المصدر: مقابلة
مع الأخ: مصطفى عمر أيُّوب، بريان، يوم 09 مارس 2023.
1- المصدر نفسه.
2- هو راضٍ بهذه الكنية، وقد استأذنته في ذكرها هنا.
3- الصور المرفقة من أرشيف الأخ: سليمان بن نور الدين
ابن الناصر.
تبارك الرحمان ربي يوفقه للمزيد ربي اديقبل سالجميع
ردحذف