الأستاذ الذاكرة القائد: إبراهيم بن باحمد أوراغ
v - النسب والمولد والنشأة:
هو إبراهيم بن باحمد بن
عمر بن سليمان بن عمر بن باحمد أوراغ؛ أمُّه السيِّدة الفاضلة: مامَّه بنت عمر بن
عفَّاري فاره، من عشيرة آل بلفع. ولد يوم 28 جوان 1951م، بمدينة بريان، ولاية
غرداية.
نشأ في أحضان الأسرة الكبيرة الكريمة، تضمُّ الجدَّين والأبوين والإخوة والأعمام، والأبناء والأحفاد، زمام الأمور فيها بيد الكبار، الجدُّ والجدَّة بصفة خاصَّة، والكلُّ ينقاد لأوامرهما الحكيمة وإن كانت ثقيلة، ولنصائحهما وهي بلا شكٍّ صادقة، ولتوجيهاتهما الرشيدة، وينعم الجميع ويحظى بدعواتهما الخالصة.
وهي أسرة مسلمة صالحة، ملتزمة في حياتها اليومية بالتعاليم الدينية الشرعية، والقيم والمثل الاجتماعية، والأعراف والتقاليد التي تحفظ للمجتمع أصالته وترابطه، وعلى كلِّ هذا نشأ وتربَّى وترعرع الأستاذ إبراهيم أوراغ.
v - دراسته وأساتذته وزملاؤه:
تلقَّى تعليمه الابتدائي بمدرسة الفتح القرآنية في القرآن الكريم، ومبادي الفقه والسنَّة النبويَّة الشريفة، واللغة العربية، على يد الأساتذة:
-
محمَّد بن أمحمَّد أولاد داود. (البرياني)
-
محمَّد بن بالحاج ابن يامِّي. (دكتور).
-
إبراهيم بن باعلي لعساكر. (الزعيم).
-
محمَّد بن موسى كاسي موسى.
-
عيسى بن سليمان سعودي.
-
عمر بن عطية مغازي.
- بابهون بن سليمان كاسي وصالح. ... وغيرهم.
-
عبد الوهَّاب بن الشيخ عبد الرحمن بكلِّي.
-
Monsieur Roche.
-
Monsieur Istreya.
ومن زملائه ورفاقه في
دراسته خلال المرحلة الابتدائية، السادة الأفاضل:
-
الحاج عيسى بن يامِّي ابن يامِّي.
-
سليمان بن إبراهيم لعساكر. (الزعيم).
-
صالح بن عمر أولاد داود. (غاول).
-
صالح بن إبراهيم عبُّود.
-
صالح بن باعلي ابن يامِّي.
-
إبراهيم بن عمر مشَّاط.
-
عبد القادر بن محمَّد زرﭬــاط. ... وغيرهم.
وفي سنة
1966م، عاد إلى مسقط رأسه بريان ليواصل حفظ القرآن الكريم، فختمه على يد الأستاذ:
إبراهيم بن باعلي لعساكر، ثمَّ استظهره على يد الشيخين الفاضلين:
-
الشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد.
-
الشيخ أحمد بن موسى قلُّــو.
وبعد ذلك مباشرة، سافر
إلى القرارة ليلتحق بمعهد الحياة، ويواصل دراسته المتوسِّطة والثانوية، فدرس فيه
التفسير، والفقه ومختلف العلوم الشرعية، واللغة العربية وعلومها، والتاريخ
والجغرافيا، والعلوم الطبيعية والرياضيات، والأدب والانشاد، على يد الأساتذة
والمشايخ:
-
إبراهيم بن عمر بيُّوض.
-
سعيد بن بالحاج شريفي. (الشيخ عدُّون).
-
الناصر بن محمَّد مرموري.
-
بكير بن محمَّد الشيخ بالحاج. (باشعادل). ... وغيرهم.
وكان له نشاط ثقافي تربويٌّ تكوينيٌّ واسع في الجمعيات الثقافية، التي تنتظم في معهد الحياة، وفي دار البعثات العلمية على مدار السنة الدراسية، بهدف تدريب الطلاَّب على الكثير من المهارات العلمية والأدبية والشجاعة الأدبية، وتفتيق مواهبهم في التأليف والخطابة والالقاء والانشاد والتمثيل، وغير ذلك.
v - مساره المهني التعليم:
اقتصر عمله المهني في التعليم، هذه المهنة التي تشرَّف بها بعدما أتمَّ سنوات الدراسة كاملة في معهد الحياة، فالتحق بعد تخرُّجه سنة 1972م، بمدرسة الفتح معلِّمـًا، وتدرَّج مع تقدُّمه في التدريس من سنة إلى أخرى، ومرحلة إلى مرحلة أخرى، من معلِّم لتلاميذ القسم الرابع ابتدائي، إلى معلِّم للقرآن الكريم، ثمَّ عُيِّن مديرا للأقسام الخاصَّة بتحفيظ القرآن الكريم "المصلَّى" سنة 2008/2009م، ثمَّ مديرا لفرع مدرسة الفتح القديمة، فمديرا عامًّا لمدراس الفتح القرآنية.
وتفرَّغ بعد تقاعده معلِّما لتحفيظ القرآن الكريم لطالبات قسم الاستظهار بمدرسة الفتح.
كان معلِّما محبًّا لمهنته، مخلصا فيها، صادقا في أدائها، منسجما مع زملائه من طاقم المدرسة، فجمعته بهم صداقة ومحبَّة وتعاون تعدَّى المجال الدراسي المدرسي إلى مجال الحياة الخاصَّة اليومية، فتعاونوا على تذليل الكثير من المتاعب، والتغلُّب على العقبات المختلفة، يجمع بينهم شعار جميل: الإخلاص، التضحية، الصفاء.
v - نشاطه السياسي:
انخرط مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني، وترشَّح من صفوفه للانتخابات البلدية لعهدتين، فكان عضوا في المجلس الشعبي البلدي، عهدة 1979/1984م، وعهدة 1985/1989م.
وعضو في الاتِّحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، فرع بريان؛ وعضو في المكتب البلدي للسياحة، ومسؤول على فرع الكشَّافة لدى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية (U.N.J.A)، وعضو في جمعية الفتح، راعية التعليم الديني في بريان.
وفي هذا الميدان السياسي، عبر الحزب الواحد، ومنظَّمة الشبيبة، وفرع الكشَّافة، كان له نضال وكفاح ورباط، من أجل الوطن عقيدة وحبًّا فيه، فقد حفظ منذ صغره أنَّ: –"حبَّ الوطنِ من الإيمان"-، ودفاعا عن حقوق المواطن في بلدته وحيِّه، لأنَّه تعلَّم وحفظ ووعى أنَّ: -"مَن لـم يهتمَّ بأمور المسلمين ليس منهم"-، فساهم في دفع الظلم والكثير من المكائد التي تحاك ضدَّ دين الله تعالى، والمجتمع المحافظ الطاهر النقيِّ، وأبعد الشرَّ والسوء عن قيَم ومُـثل وأصالة المجتمع الملتزم المتعلِّق بعاداته وتقاليده، لأنَّه الابن الأصيل في مجتمعه ووطنه، وهي التي نشأ عليها، ورضعها منذ صغره.
v - نشاطه الكشفي:
-
عمر بن عطيَّة مغازي.
-
عبد الله بن صالح الطالب باحمد.
-
محمَّد بن سليمان ﭬـرَّاس.
-
باعلي بن عمر بعوشي.
-
محمَّد بن باحمد سعودي. ... وغيرهم.
وتدرَّج في المراتب الكشفية حتَّى أصبح قائدا للفوج سنة .....، فكان خير خلَف لخير سلَف، وحافظ على خطِّ ومنهج ومرجعية الكشَّافة الإسلامية الجزائرية عندما تأسَّست، وسار بها إلى تحقيق الأهداف التربوية التي رُسمت لها.
v - نشاطة الاجتماعي والثقافي:
وهبه الله تعالى حنجرة
ذهبية، ونفَسا طويلا، وقدرة كبيرة على التحكُّم في الايقاعات والمقامات الفنِّية،
فجعلت منه هذه النعم أيقونة الانشاد في بلدته، وفي القرارة ايَّام الدراسة، وحيثما
حلَّ وارتحل.
تعلَّمه ابتداء على يد قارئ ومجوِّد القرآن الكريم، والمنشد المتميِّز في بريان الأستاذ: إبراهيم بن باعلي لعساكر، في مدرسة الفتح أيام دراسته الابتدائيَّة فيها، فكان عندما انتقل إلى معهد الحياة المنشد الذي أعجب به أستاذه في الأدب والإنشاد، الأستاذ: صالح بن إبراهيم باجو، بمشاركته الأولى بنشيد: يا من يحنُّ إليك فؤادي، فاهتمَّ به وأضفى عليه رعاية خاصَّة ازداد بها تمكُّنا وإتقانا للإنشاد وحسن الأداء.
فاتخذ من الانشاد منبرا للدعوة والارشاد، وسخَّر نفسه وصوته وحنجرته للتربية والإصلاح، مع تلاميذه في المدرسة، ومجتمعه في البلدة وخارجِها، وبفضله وعلى يده تكوَّنت النواة الأولى للمجموعة الصوتية الإنشادية لمدرسة الفتح "وحدة الفتح" احتفالا بزواج أحد أعضاء فوج الفتح للكشَّافة، وأعجب بها وبأدائها أهلُ الحلِّ والعقد، فطلبوا منه المشاركة الدائمة في أعراس البلدة ضمن احتفالات الليلة الثانية، وهي (وحدة الفتح) التي أصبحت فيما بعد تحمل اسم "مجموعة ألحان الفتح الصوتية" النشطة إلى يومنا هذا.
إضافة إلى موهبته في التمثيل المسرحي ابتداء بفترة دراسته في القرارة، ثم في مسقط رأسه ببريان، بمسرحية "مشرق النور" على سبيل المثال.
وكان من المتردِّدين الدائمين لــــــ: "ندوة البكري الفقهية" (ندوة الأربعاء) يستزيد منها علما وفقها، وقد كان من المحظوظين في ذلك، إذ كان يأخذ العلم من العالم الجليل: الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلِّي (البكري)، ومن يحضر مجلسه من المشايخ الأجلاَّء، أمثال:-
الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم.
-
الشيخ حمُّو بن عمر فخَّار.
-
الشيخ أحمد بن عمر أوبكَّة. رحمهم الله.
وله في العشيرة منذ
شبابه نشاط وحضور، ضمن النخبة الشبَّانية المتفانية في خدمة الصالح العامِّ
للعشيرة، يتعلَّم من أعيانها العمل الاجتماعي، والتضحية الصادقة، ويتجنَّد مع
شبابها لخدمة العاجز والفقير والمحتاج.
ومع السنوات
ومرافقة الكبار تكوَّن وتدرَّج في المهام والمسؤوليات إلى أن وضعت العشيرة أثقالها
على عاتقه وعاتق أمثاله من المجاهدين المخلصين اجتماعيا وتربويا لـمَّا عيِّن في
إدارتها.
فهو اليوم أحد أعيان عشيرته آل بلفع، يقوم بمهامِّه مع زملائه فيها بحبٍّ وصدق وإخلاص وتفانٍ، تضحية لا يريد منها جزاء ولا شكورا.
v - مميِّزاته:
يتميَّز الأستاذ إبراهيم بن باحمد أوراغ، بالصلاح والاستقامة، وعمارة المسجد، وورود مجالس تلاوة القرآن الكريم بالحضور الدائم، وخدمته ورعاية شؤونه، وحبِّ العلم والعلماء وخدمتهم، والبرِّ بوالديه وخدمتهما، والإخلاص في أعماله ومهامِّه ومسؤولياته.
كما يتميَّز بذاكرة قويَّة حافظة لتاريخ البلدة والمجتمع، سواء لما شهده وشاهده وعاشه، أو لـما سمعه وبلغه ووعاه من والده الذي كان من أعيان البلدة والحركة الإصلاحية بجنوب الجزائر، وما حفظه من رفاق والده المشايخ والعلماء من أبناء البلدة ووادي مزاب، خاصَّة وأنَّه كان ذا حظوة وثقة لدى والده ومشايخ وأعيان المجتمع، والضيوف الكبار الوافدين إلى المنطقة، فكان خادمهم وراعيهم الأوَّل والحاضر الدائم لجلساتهم ولقاءاتهم.وقد أسدى للأمَّة والمجتمع خدمة جليلة، عندما حرص على توثيق أهمِّ وأجمل المناسبات والأحداث التي مرَّت بها المنطقة بالصور الفتوغرافية الجميلة، إضافة إلى محافظته على ما تركه والده الكريم (رحمه الله) من وثائق ورسائل هامَّة تصبُّ في عمق تاريخ الحركة الإصلاحية والمجتمع المزابي والاباضية والوطن الجزائري عموما.
-
المصدر: مقابلة مع الأستاذ: إبراهيم بن باحمد أوراغ، أجراها يوسف بن يحي الواهج،
في الجزائر العاصمة، أيَّام: 05 إلى 08 جانفي 2021م.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق