الأحد، 9 يناير 2022

شخصيات: في صالون الحاج إبراهيم أولاد الطاهر

 

في صالون الحاج إبراهيم أولاد الطاهر


    للجلوس إلى طِوال الأعمار، وعِظام الأدوار. أصحاب العقول الكبيرة، والذاكرة القويَّة، والحكمة الراجحة متعةٌ لا تضاهيها من مُتَع الحياة متعة، ومن لـم يصدِّق فليجرِّب.

    تمتَّعتُ اليوم (09 جانفي 2022م) عصرا بجلسة مع المجاهد الفاضل: الحاج إبراهي
م بن عيسى أولاد الطاهر
(حفظه الله) في بيته العامر.

    وهو بصدق رجل موسوعي المعرفة، ثلاثيُّ الخضرمة، تجرَّع مظالم المستعمر الفرنسي وطنيًّا خلال الحركة الوطنية قبل الثورة، ثمَّ انتفض مجاهدا ضدَّ الاستعمار خلال الثورة التحريرية، ثمَّ مناضلا في الجهاد الأكبر في سبيل البناء الوطني.

    وهو اليوم ينكبُّ على القرطاس يكتبُ ويكتب ويكتب؛ يسابق الزمن لتوثيق ما خلُد في ذاكرته عن الوطن والثورة وبريان خاصَّة، متَّعني (حفظه الله) بقراءة بعض كتاباته، فوجدت فيها الأسلوب الأدبي السلس الممتع، والمعلومة التاريخية الحقيقية، كما شهدها أو شاهدها، وقد تأثَّرتُ واهتزَّت مشاعري وأنا أقرأ تلك الفقرات الممتعة التي تفيض بمشاعر -أحسست أنَّها صادقة- موجَّهة بصفة خاصَّة للشباب من أجيال الاستقلال، وكم هي جديرة أن تكون نصوصا في المقرَّرات المدرسية ليقرأها طلاَّب المدارس. وإنَّني أتمنَّى أن يقرأ الجيل الحاضر في كتب ستصدر قريبا إن شاء الله.

    وقد فاستفدتُ منه في هذا اللقاء وما قبله من لقاءات على قلَّتها، ما لا أجده في صحائفَ أو كتبٍ، من تاريخٍ، وذكرياتٍ، وتجاربَ، في مختلف الميادين الحياتية للإنسان.

    فهو رجلٌ في العقد التاسع من عمره، متَّعه الله بصحَّة جيِّدة، وذاكرة قويَّة، يحملُ بين جنبه قلبا شابًّا أكثر من الشباب، وصدرا واسعا يسع الأغرابَ كما الأقراب، وحديثا يأخذ الألباب، وعلما يملأ الوِطاب.

    وعشتُ معه أمسية مليئة بالتاريخ المحلِّي، والثوري الجزائري، والروح الوطنية، والمشاعر الايمانية؛ ومنه عرفتُ جمال الوحدة والاتحاد، والوسطية في المعاشرة، وقبول الرأي الآخر والاستفادة منه، والعمل التكاملي البنَّاء.

    لهذا أدعو شباب بلدتي بريان التقرُّب منه، ومزاحمتَه بالركب للاستفادة من علمه وتجاربه، وحكمته وحنكته، وتسجيل ما جعبته من تاريخ يخصُّ بلدتنا ووطننا، والتعلُّم منه في كثير من المجالات.

    وما زادني إعجابا بالرجل، ترحيبه بكلِّ وافدٍ عليه، وفتح قلبه بصدق له، وحبَّه الكبير الصادق لبلدته "بريان" وأهلها جميعا، ودفاعه عنها وعن تاريخها وتاريخ رجالها.

أمدَّ الله في أنفاسه، وحفظ له صحَّته، وبارك في عمره وأعماله. آمين 

بقلم: يوسف بن الواهج

هناك تعليق واحد: