الجمعة، 2 أبريل 2021

شخصيات: قصَّة لقب وكنية: باسليمان و"لمنوَّر"

                                                    قصَّة لقب وكنية: باسليمان و"لمنوَّر"

    من الألقاب المعروفة والمشهورة ببلدتنا بريان: لقب "باسليمان"، والعائلة في الأصل وافدة قديما من مدينة العطف (تَجْنِينْتْ) من عشيرة "آل حريز"، وهي تحمل لق
ب "عبد العزيز"، أمَّا سبب تغيير اللقب من عبد العزيز إلى باسليمان، هو:

    -"إنَّ بطلا من أبناء هذه العائلة يسمَّى "سليمان" تصدَّى بشجاعة وبسالة للدفاع عن البلدة بريان، في غارة شنَّها الأعداء، استشهد فيها ونكَّل الأعداء بجثَّته وقطَّعوها إلى أربعة عشر قطعة. ومن ذلك التاريخ صار سليمان البطل الشهيد يحمل باء التشريف في الألقاب عند المزابيين، فصار اسمه "باسليمان" مثل بامحمَّد، وباعيسى، ...

    فصار الاسم الشريف "باسليمان" لقبا بحمله أبناؤه وبناته وأحفاده وحفيداته إلى يومنا هذا"1.

    أمَّـا الكنية التي يحملها فخذٌ أو قسم من عائلة باسليمان: "لَمْـنَوَّر"، فقد أُطلقت بداية على الجدِّ الفاضل: الشيخ سليمان بن إبراهيم باسليمان، كان معلِّما للقرآن الكريم في بريان من تلاميذه المرحوم صالح بن محمَّد فارة، وانتقل إلى الجلفة حيث تولَّى شؤون أحد المساجد فيها، وتحفيظ القرآن الكريم لأطفال المدينة.

    وكان يقوم كلَّ صباح قبل صلاة الصبح بزمنٍ بإشعال أضواء المسجد التي كانت آنذاك عبارة عن شموعٍ أو فوانيس تقليدية (أَضُّو نْ كَارْبِــيـلْ) ليدخل المصلُّون المسجد مضيئا.

    وفي يوم من الأيَّام، أخذه نوم عميق منعه عن الحضور في الوقت المعتاد، ولـمَّا حضر المصلون وجدوا المسجد مظلما لا نور فيه، فتنادوا يبحثون عنه باحات وأرجاء المسجد، فجاءهم مسرعا يسلِّم ويصبِّح ويعتذر عن تأخُّره، فقالوا له:

-      أين أنت يا شيخ لَمنوَّر وينك؟ لـم تنوِّر لنا المسجد اليوم.

    فراحت كلمة "لَمِنَوَّرْ" كنيةَ له ولأولاده وأحفاده إلى يومنا هذا.

    وقد كان الشيخ رحمه الله قبل انتقاله إلى مدينة الجلفة، معلِّما للقرآن الكريم في الكتَّاب بمسقط رأسه بريان، يتميَّز بالجدِّ والحزمِ والعزمِ، يتوجَّه قبل الأذان الأوَّل من الفجر صباحَ كلِّ يومٍ إلى المسجد، وفي طريقه يدقُّ أبواب البيوت ليوقظ أهلها البالغين لصلاة الصبح جماعة في المسجد، وليستيقظ صغارها ليتوجَّهوا إلى الكتَّاب لحفظ القرآن الكريم، وعلى يديه تخرَّج العديد من الحفَّاظ المميَّزين لكتاب الله، منهم على سبيل المثال:

-      الشيخ صالح بن محمَّد فاره.

-      الحافظ باسعيد بن إسماعيل بوكراع. ... وغيرهم.

رحم الله الشيخ سليمان باسليمان، دفين الجلفة


1-  Yacinoce Basly، تعليق في الفيسبوك، على الرابط التالي:

https://www.facebook.com/youcef.louahedj/

    الصورة للشهيد: إبراهيم بن سليمان باسليمان، وهو من عائلة العلَم متَرجمنا.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق