قصَّة لقب: أرشوم
"أرشوم" لقبٌ لعائلة كبيرة في مدينة بريان، من عشيرة آل بنَّاصر العريقة، لها أدوار عظيمة وحضور كبير متميِّز في البلدة. وقد جاء هذا اللقب إلى "آل
أرشوم" ابتداء من الجدِّ الأوَّل: "بهون" حيث كان الرجل
فلاَّحا يعشق الأرض في بستانه على مشارف البلدة ناحية "أزَّرﭬِـي".
وكان عند المساء من كلِّ يوم أثناء عودته إلى
البيت، يحمل معه التمر في مرحلة "الكمري" من مراحل نموِّه، وهو
لا يزال أخضر اللون يتساقط من النخلة تلقائيا، وهو رطبٌ يمكن أكله للذَّته ومذاقه
الحلو، ويسمَّى باللغة المزابية "تُورْشِيمْتْ" جمع "تُورْشِيمِينْ"،
وبالعربية الدارجة المحلِّية "أَرْشُومْ".
وفي طريق عودة السيِّد: بهون (رحمه الله)
يتصدَّق بتلك التمرات "الكَمرِي" أو "تُورْشِيمِينْ"
على الأطفال الصغار، فيَسعَدون ويفرحون بتلك التمرات اللذيذة، ومع الأيَّام تعوَّد
الأطفال على تلك الاكرامية الجميلة، وأصبحوا ينتظرونه كلَّ مساء على السكة ليمنحهم
من كيسه المعطاء.
فما أن يرونه من بعيد حتَّى يسرعوا إليه
مبتهجين وهم ينادونه:
-
جاء أرشوم، ... جاء أرشوم، ...
ليكرمهم بما تعوَّدوا
عليه.
فغدت الكلمة "أَرْشُومْ" عالقة به، وعلقت بالتبع بأبنائه حتَّى صارت لقبا للعائلة، يتوارثه الآباء والأبناء والأحفاد عبر الأجيال إلى يومنا هذا.
ملاحظة:
-
تمرة "الكمري" أو "أَرْشُومْ"، هي بالفعل لذيذة تؤكل
من طرف الكبار كما الصغار.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق