الأحد، 27 يناير 2019

كتابات أدبية: تقسيم رأس الخروف (بوزلُّوف)


    من تراثنا الجميل:
تقسيم رأس الخروف (بوزلُّوف)
أَزُونِي نَ تْمَجْنَا

    في زمنٍ جميلِ مضَى، -أيَّام كانت الأسرة تتحلَّق حول المائدة بانتظامٍ، مجلسً وزمانًا، عند كلِّ وجبة-  كان الأبُ أو ربُّ الأسرة هو من يقوم بتقسيم اللحم وما في مقامه من الطبق على أفراد الأسرة، فصادفَ يوما أن كانت الوجبة طاجين "بوزلُّوف" "تَمَجْنَا" رأس الخروف؛ وفي لحظة تقسيم قطع البوزلُّوف، طرق البابَ أحدُ معارف الأب، فخرج إليه وطال حديثهما، فناداه أهل البيت يستعجلونه عودته لتقسيم اللحم، فقام بذلكَ من موقعه عند باب البيت مناديا أمَّ المؤمنين قائلا:
-      سِيجُورْ غَلْ جِيرَانْ.

-      أشَلشُول إِيِّشَمْجْ، أَخَنْفُورْ إِتَيَّــا.
-      أَوَالْ أَلَـدَّاسَغْ.
    فهمت الأمُّ العبارات، ونفَّذت الأمر، وصديق الوالد لم يفهم ما كان يقوله الأب لأهلِ بيته.
    وكان الوالد يقوم بعمليَّة التقسيم بلغة رمزية، تفهمُــها الأمُّ ولا يفهمها الضيف حفاظا على سرِّية البيت وخصوصياته، وكان يريد أن يقول بــ:
-       سَغْدْ انَّم، سَغْدْ نْ يَلِّيم: (أُذنٌ لكِ أيَّتها الأم، والأذن الأخرى لابنتكِ).
-      سِيجُورْ غَلْ جِيرانْ: (الأرجل للجار).
-      أشَلشُول إِيِّشَمْجْ، أَخَنْفُورْ إِتَيَّــا: (الجمجمة للعبد، والأنف للأمَــة).
-      أَوَالْ أَلَـدَّاسَغْ: (اللسان ليِ حتَّى آتِي).
رواية عن الوالد رحمه الله.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق