الخميس، 14 يونيو 2018

اليومية الرمضانية 2018م: الخاتمة


الخاتمة

    أخي الفاضل، عزيزي القارئ:

    انتهى الشهر الفضيل أعاده الله علينا باليمن والخير والبركة، ولم ينته الحديث عن مشاركة المزابيين في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، ولن ينتهيَ ما دام في الكونِ بلدٌ اسمه الجزائر، وما دام في الجزائر جزائريون يجمعهم وطَنٌ وتاريخٌ ومصيرٌ واحد.
    وكلُّ ما كتبناه على صفحات هذه اليومية الرمضانية السادسة "بَنو مزاب بين الجبهةِ والمحراب" ما هو إلاَّ قطرة من بحر ما قدَّمه المزابيون لهذا البلد الكريم عبر العصور والقرون والعقود والسنوات، في كلِّ شبر من مساحة القطر الجزائري الكبير.
    نعم، قدَّموا للجزائر قوافل من الشهداء، وكتائب من المجاهدين المخلصين، وجنودا مترادفين لخدمتِها وبنائها وحمايتها ونصرتها؛ وفتحوا خزائنهم ومخازنهم تضامنا مع الشعب الجزائري كلِّه، وشمَّروا عن سواعدهم لبناء الوطن، وعمارته وتنميته من كلِّ الجوانب الحياتية والحضارية والإنسانية للبلاد والعباد، اقتصادا وعلما وفكرا وثقافة. ولا يزالون على نهجهم العطائي السخيِّ، وعلى مبدئهم الحضاري، ومسارهم البنائي الوطني، وهم يردِّدون دائما:
نموتُ نموتُ ويحي الوطن، ... نموتُ نموتُ ويحي الوطن.

    ونحنُ لــمَّا قدَّمنا ما قدَّمنا على هذه اليومية عن المزابيين وتضحيَّاتهم، لا نريد بذلك أن نحبطَ أعمالهم، أو نزكِّيهم على غيرهم من المجتمع الجزائري العظيم؛ إنَّما فعلتُ لنساهم في رفع الغبن والظلم المسلَّطينِ عليهم من طرف بعض الأطراف والأقلام، عن جهلٍ ربَّما، أو لحسدٍ على نعمٍ وهبها الله تعالى لهم.
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهَ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾
    أتمنَّى صادقا أن تكون الرسائل التي أردتُ توجيهها قد وصلت، والأهداف المرسومة من موضوع اليومية السادسة "بنو مزاب بين الجبهة والمحراب" قد تحقَّقت، فتتجنَّد أقلام الباحثين والأكاديميين والمثقَّفين من المزابيين وغير المزابيين لكتابة تاريخ الجزائر قديمه وحديثه بموضوعية وإنصاف لكلِّ الأطراف.
    ومن غريب الصدف، أنَّني في اليوم الذي كنتُ أحرِّر هذه الصفحة الختامية من اليومية، قمتُ بزيارة إحدى المكتبات الكبيرة في حجمها ومحتواها وشهرتها أبحث عن كتاب خاصٍّ بتاريخ الجزائر، فلم أجد إلاَّ كتابا واحدا يضمُّ تاريخ الجزائر ضمن تاريخ المغرب الكبير بصفة عامَّة.
    أعزَّائي القرَّاء: أتمنَّى صادقا أنَّك قد استمتعت واستفدت بما جاء في هذه الصفحات المتواضعة، لينالني منك خالص الدعاء أن يتقبَّل الله تعالى منِّي الجهد، ويجزل لي الأجر، والشكر لك موصول دائما على المتابعة والقراءة والملاحظة.
فإلى اللقاء إخواني الكرام في يومية رمضان القادم مع موضوع مفيد إن شاء الله تعالى
وعيدكم مباركٌ وسعيد، أعاده الله على جميع المسلمين بالخير والبركة
كلُّ عامٍ وأنتم بخير

بقلم: يوسف بن الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق