إِشَمْجْ نَ لْعَرْشْ

ولا بدَّ أن
يكونَ هذا الخادمُ، أعني إِشَمْجْ نَ لْعَرْشْ، يتَّصِفُ بمواصفات خاصَّة
تتوفَّرُ فيه، حتَّى ينالَ شرفَ الخدمةِ والاقترابِ لأعلى هيئةٍ دينيَّةٍ، وسلطةٍ
مسيِّرةٍ لنظامِ الحياةِ العامَّةِ للمجتمع المزابي، من هذه الصفات:
-
الاستقامة والصلاح.
-
احترام أعضاء حلقة العزَّابة.
-
السمع والطاعة والانقياد للهيئة.
-
القدرة على كتمان الأسرار.
-
تنفيذ أوامر حلقة العزَّابة.
-
التزام السمتِ الحسن في الملبسِ والمظهر.
وتكلِّفه الهيئة بكلِّ
عملٍ أو مهمَّة في تخصُّصه حسبَ ظروف البلدة والمجتمع، ومستجدَّات الأحداث، التي
تجري وتأتي بها الأيَّام.
فعلى سبيل
المثال، يكلَّف بــ:
-
إعلان افتتاح السوق بعد حضور أعضاء الحلقة، فينادي على الحاضرين: -"الله
يَلْعَنَكْ يَا ابْلِيسْ، مَنْ بَاعْ يَرْبَحْ أُو مَنْ شْرَا يَرْبَحْ أُو مَنْ
صَلَّى عْلَى النْبِي يَرْبَحْ"-
-
تبليغِ دعوات أو استدعاءات الحلقة إلى المعنيين.
-
ينادي في البلدة بينَ شوارعها صادحًـا بالقرارات التي تصدرها حلقة
العزَّابة، مستعملا في ذلك الطبل الذي يضربُ عليه ليلفتَ انتباه الناس.
-
يقوم بالإعلان الصوتي المرتفع في التجمعات الكبيرة عن بداية اللقاء
واختتامه، خاصَّة خلال التجمُّعات الكبيرة التي تقام في الفضاء الطلق، مثل الولائم
والوعدات العامة، والصدقات التي يقيمها العرش في مختلف المناسبات، كصرخات التويزة
وغيرها.
-
يحرسُ وينظِّف ويرتِّبُ ويَفرشُ مقرَّ اجتماع حلقة العزَّابة
"تَمْنَايْتْ" بشكلٍ دوريٍّ.
وفي هذا العصر، منذ
النصف الثاني من القرنِ الماضي، لم يعد هذا المنصبُ أو الوظيفة، أو هذا الشخص "إِشَمْجْ
نَ لْعَرْشْ" موجودا، خاصَّة بعدَ إلغاءِ نظامِ الرقِّ في العالم بقرار
من منظَّمة الأمم المتَّحدة، إضافة إلى دخول الجزائر عهد الاستقلال.
ورغم ذلك،
انتدبَ بعضُ الأشخاص حبًّـا وتقديرا واحتراما للهيئة الدينية
"العزَّابة" يقدِّمون استعداهم لخدمة الهيئة بكلِّ صدقٍ وإخلاصٍ، وذلك
للمكانة العظيمة التي يحملها المجتمع لرمز القيادة الروحية للمجتمع، وللدور الكبير
المؤثِّر الذي قامت ولا زالت تقوم به.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق