الاثنين، 18 سبتمبر 2017

كتابات أدبية: الأم المثالية

الأم  المثالية

    كلنا يحلم بالمرأة المثالية والأم المثالية، مثل حُلمنا وحلم الناس بالمدينة الفاضلة، والكلُّ يظنُّ أن الحلم لن يتحقَّق، وكلُّ الناس يعتقدون ونحن منهم أنَّ المثالية مطلب مستحيل المنال لم ولن يتحقَّق على وجه الأرض.
    ولكن لمَّا قرأت عن طريق الصدفة في أحد المواقع العنكبوتية هذه القصَّة عن الأمِّ التي حقَّقت في أَوْ مَعَ أبنائها ما يجعلها فريدةَ جنسها من النساء والأمهات على السواء، وحُقَّ لها لقب الأمِّ المثالية عن جدارة.
    لهذا أسرعت إلى نقله ونشره في محيطنا، ليعرفَ الآباء والأمهات مدى القدرة والقوَّة التي مدَّ الله تعالى بها أمهاتنا في صناعة مستقبل الأمَّة، إن أحسنوا وأحسنَّ استعمال وتوجيه هذه القدرة والقوَّة، فاقرؤوا  هذه الحكاية، واعملوا جاهدين مخلصين أن تكون أمَّهاتنا ونساؤنا مثل هذه السيِّدة بارك الله فيها.                 
                                                                             يوسف بن يحي الواهج.

هكذا فلتكن الأمهات1

    يقول أحد معلِّمي القرآن الكريم بأحد المساجد: جاءني ولد صغير يريد التسجيل في الحلقة.
    فقلت له: هل تحفظ شيئاً من القرآن؟.
    فقال: نعم.
    فقلت له: اقرأ من جزء عمَّ. فقرأ.
    فقلت: هل تحفظ سورة تبارك؟.
    فقال: نعم. وقَرَأ.
    فتعجَّبت من حفظه مع صغر سنه.
    فسألته عن سورة النحل؟ فإذا به يحفظها، فزاد عجبي. فأردت أن أعطيه من السور الطوال.
    فقلت: هل تحفظ البقرة؟ فأجابني بنعم. وإذا به يقرأ ولا يخطئ.
    فقلت: يا بني هل تحفظ القرآن ؟؟؟.
   فقال: نعم.
    فطلبت منه أن يأتي غداً ويُحضر وليَّ أمره، وأنا في غاية التعجُّب!. كيف يمكن أن يكون ذلك الأب؟؟. فكانت المفاجأة الكبرى حينما حضر الأب ورأيته وليس في مظهره ما يدل على التزامه بالسنَّة.
    فبادرني قائلاً: أعلم أنك متعجِّب من أنَّني والده، ولكن سأقطع حيرتك، إنَّ وراء هذا الولد امرأة بألف رجل، وأبشِّرك أن لديَّ في البيت ثلاثة أبناء كلّهم حفظة للقرآن، وأنَّ ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات تحفظ جزء عمَّ.
    فتعجَّبت وقلت: كيف ذلك؟.
    فقال لي: إن أمَّهم عندما يبدأ الطفل منهم الكلام، تبدأ معهم تحفيظ القرآن وتشجعهم على ذلك؛ فالذي يحفظ منهم أوَّلاً هو من يختار وجبة العشاء في تلك الليلة، ومن يراجع أوَّلاً هو من يختار أين نذهب في عطلة الأسبوع، ومن يختم أوَّلاً هو من يختار أين نسافر في الإجازة؛ وعلى هذه الحالة تزرع بينهم روح التنافس في الحفظ والمراجعة.
    نعم هذه هي المرأة الصالحة التي إذا صَلُحت صَلُح بيتُها، وهي التي أوصى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم باختيارها زوجة من دون النساء، وترْك ذات المال والجمال والحسَب، فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ قال: (تُنكح المرأة لأربع لمالها، وحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) رواه مسلم.
    فهنيئاً لهذه الأمّ حيث أمَّنت مستقبل أطفالها بأن يأتي القرآن شفيعاً لهم يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: إقرأ ورتِّل كما كنت ترتِّل في دار الدنيا فإنَّ منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) رواه إبن حبان .
    فتخيَّلي أيَّتها الأمّ وأنت أيُّها الأب، تلك الأمَّ الغالية وهي واقفة بفخر يوم المحشر تنظر إلى أبنائها وهم يرتقون أمامها، وإذا بهم قد ارتفعوا إلى أعلى منزلة، ثم جيء بتاج الوقار ورُفع على رأسها، الياقوتة فيه خير من الدنيا و ما فيها. 
    أمَّا نحن فلنرى ماذا سيفعل أبناؤنا إذا قيل لهم اقرؤوا؟؟؟.
    إلى أي المراتب سَيَصِلون؟؟؟.
    وهل ستوضع فوق رؤوسنا التيجان؟؟؟.
    يمكن لنا أن نتدارك الأمر إن شئنا، فقط علينا أن نعزم ثمَّ نبدأ.
   فابدأ أخي الفاضل، وابدئي أختي الفاضلة (أعزَّكما الله)، ببرنامج هادف مع أبنائكما وبناتكما، ولتكن هذه الأحرف والآيات في ميزانكما، صفقة لن تندما معها أبداً، وشهادة لكما يوم الحساب، يوم يؤتى بقارئ القرآن شفيعاً لأهله يوم القيامة، يوم ارتقاء حفظة القرآن الكريم والارتفاع بهم إلى أعلى منزلة عند الله تعالى. آمين


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق