الأحد، 30 يوليو 2017

شؤون إجتماعية: آسر - المرسول

آسر

    آسر، أو الرسول، المرسول.
    هو ذلك الشخص الذي تتوسَّط به العائلة لخطبة عروسة لابنها الشاب، وهو رجل يحمل من الصفات الفاضلة ما يجعله رسولا مقبولا لدى العائلات المقصودة لخطبة ابنتهم.
    ويكون المرسول في الغالب كبيرا العائلة قدرا ومكانة، يحظى باحترام كبير في العائلة، أو في العشيرة، أو غي البلدة بكاملها، فيُطمع ألاَّ تُردَّ كلمته، ولا يُرفضَ طلبه.
    وكم يجدُ نفسَه محظوظا أيُّ شخصٍ يحتاج إلى هذه الخدمة، عندما يجد من مجتمعه آسَرْ (رسولا) في عائلته في عائلته أو عشيرته شريفا مشرِّفا يرسله إلى أسرة مَّــا ليخطب له كريمتها.
    بعد هذه المقدِّمة التعريفية لهذه الوظيفة أَسَرْ (المرسول) قد يعتقد القارئ الكريم أنَّ المهمَّة الأساسية للمرسول، هي فقط التوسُّط بين العائلات وضمان عروسة للشباب، بل تتعدَّى إلى جوانب أخرى من الحياة الاجتماعية الانسانية، فقد يحتاج المرء إلى آسَرْ لــــ:

-      الوساطة من أجل خطبة فتاة.
-      الوساطة لتسوية خلاف بين الأرحام.
-      الوساطة للحصول على شغل محترم.
    إلى غير ذلك من القضايا ذات الأهمِّية القصوى.
    وهذه المهمَّة لحساسيتها لا يقوم بها إلاَّ إذا تأكَّد من صلاحية واستقامة الشابِّ الخاطب، وصلاح أسرته، وحسنِ عشرتها، وسموِّ أخلاقها، فهو كالضامن بين الأسرتين، وقد يُــعاب عليه إذا توسَّط في أمر أو قضيَّة غير سليمة.
    مثل ذلك يقال في عمل آسر بين المتخاصمين من أسرة واحدة، أو بين شركاء شركة مَّــا، أو حقَّق أمنية شابٍّ يبحث عن عمل، فانحاز أو توسَّط لظالمٍ، أو معتدٍ، أو منحرفٍ.
    وهذا النظام الاجتماعي، يساهم في صلاح المجتمع واستقامة أفراده، والتزامهم بسِيَرِ وأعراف المجتمع بشكلٍ عامٍّ، فكلُّ فردٍ من أفراد المجتمع يعلم جيِّدا أنَّه قد يحتاج يوما إلى السيِّد: آسِـــرْ، لتزويج أبنائه، أو حلِّ بعض مشاكله، أو قضاء مصلحة مهمَّة له؛ فلا بدَّ عليه أن يقدِّمَ بين يديه سيرة حسنة، وأخلاقا كريمة، وسمعة طيِّبة، تجعله فردا صالحا في المجتمع، تمكِّنُ آسَــرْ (المرسول) أن يقول عنه كلاما جميلا طيِّبا صادقا لدى أصهاره المستقبليِّين.


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق