السبت، 18 فبراير 2017

رحلات: رحلة مباركة

رحلة مباركة



    قمتُ في هذا الويكاند بزيارة عملٍ إلى صديقي الصادق العزيز، الأستاذ: عمَّار الجزائري بسكيكدة، فبارك الله تعالى في هذه الزيارة وأغناها بخيرٍ كثير، وفضلٍ كبير، لم يكن في جدول الأعمال.
   حيث دخل المحلَّ (محلَّ صديقي عمار ملتقى الأجيال) رجلٌ تجاوزَ السبعين من عمره، وبعد مراسيمِ التعارف فاجأني الرجل المسمَّى: كاره الحاج ابراهيم بن سعيد بأنَّه يعرف والدي معرفة جيِّدة عندما كان يعمل في الخمسينيَّات من القرنِ الماضي في هذا المحلِّ بالذات الذي نقفُ فيه الآن، تحتَ إدارة رجلٍ يسمَّى: الواهج بنوح؛ وكان الوالد: الواهج يحي بن حمُّو (رحمه الله) يدخل مدينة سكيكدة في كل أسفاره عند عبوره من تونس إلى الجزائر، فيزور قريبه صاحب هذا المحلِّ آنذاك: الواهج بنوح، صلةً للرحم التي تجمعهما، ويعرضُ أثناء ذلك بضاعته على تجَّار المدينة.

    ولمــَّا عرضتُ عليه صورة الوالد على شاشة هاتفي، شهق قائلا: هو بالذات.
    وذرفَت عيناه يبكي على أيَّامٍ، كان يبكي فيها ربَّـما.

رُبَّ يومٍ بكيتُ منه فلمــَّا       صرتُ في غيره بكيتُ عليهِ

    والمفاجأة الثانية كانت في بيتِ الصديقِ عمَّـار، حيث وضع أمامي كتابا موسوما: بـــ: الشيخ ابراهيم بيُّوض في قلبِ الثورة، فقرأتُـه بشوقٍ واهتمامٍ، حتَّى تفاجأتُ بشهادةٍ قيِّمة عن الوالد العزيز، تُــثري رصيده التاريخي من الشهادات عن عمله الخيِّر المشرِّف في سبيل الوطن العزيز الجزائر. ونصُّ الشهادة كما جاءت في الكتاب مدعَّمة بالنص الفرنسي من وثائق الأرشيف الفرنسي: ولقد كان السيد يحي بن حمو الواهج أمين سرِّه في نقل وتبادل المراسلات مع الحكومة المؤقَّتة كم صرَّح بذلك التقرير التالي: (أنظر الصورة المرفقة رقم 2).
    حمدتُ اللهَ كثيرا، وشكرتُه جزيلا، وازددتُ يقينا بقوله تعالى: ﴿إِنْ يعْلَمِ اللهُ في قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا﴾، وتحقَّق في هذه الرحلة قول رسول الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم: -"سافروا تغنموا"-.
    فأصبح لزاما عليَّ أن أضاعف الشكرَ –كما تضاعفت النتائج- لصاحبِ البيتِ، حاتمِ سُكيكِدة، الأستاذ: عمر ناصر الناصر، أو عمَّار الجزائري:
-      على كرمه الحاتميِّ واستقباله المتميِّز.
-      وعلى تعاونه وتجاوبه في العمل الخيريِّ الثقافي.
-      وعلى سببيته في الحصول على المفاجأتين عن الوالد.
-      وعلى منحهِ ساعات من وقته العزيز لجولة سياحية بالمدينة.
    والشكر موصول إلى ربَّة البيتِ، أمِّ المؤمنين، زوجة الصديق على خدماتها الراقية، وجهودها الحثيثة من أجل خدمة ضيوف زوجها الكريم، "فوراء كلِّ رجلٍ عظيمٍ امرأة عظيمة صالحة".
    وأحيِّي في الختام الابنين العزيزين: أحمد شوقي، وطارق بن زياد، شاكرا لهما ابتساماتهما وبشاشاتهما الواضحة الصادقة، سواء عند الاستقبال، أو عند الوداع.
فأبشروا آل ناصر، إنَّ موعدكم الجنَّة


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك أبي الروحي يوسف .. كتبت فأبدعت و أوجزت .
    في انتظارك (عطلة الصيف) .

    ردحذف