موهبة موؤودة

فدفعني
الفضول إلى الإلحاح في السؤال عن كاتبها، فأجابني بأنَّه هو صاحبها، الأستاذ: فلان
بن فُلان بن فُلان، وأنَّ اللوحة التي وراءه هي بخطِّ يده، وصنعِ أناملِه؛
ولـمَّا استفسرته عن غيرها من اللوحات والأعمال الفنِّية الابداعية الأخرى، وبعض
التفاصيل عن الموهبة الفنِّية الراقية، العزيزة (النادرة) في مجتمعي، قال:
إنَّه كان مهتمًّا بها، ويتمنى ويحلم أن يذهبَ بها بعيدا.
ولكن، لـمَّا
عاد من الخدمة الوطنية، وجدَ أنَّ والده (سامحه الله) قد جمع كلَّ أعماله
الفنِّيةِ تلك ورماها في سلة القمامة، فتحطَّمت معنوياتُـه، وكرهَ موهبتَـه
أمام احتقارِها من طرف بعضِ المقرَّبين إليهِ غفر الله لهم، وتجاهلِ المجتمع له
ولها ولأمثاله من الفنانين المبدعين.
وزاد أسفي
على هذه الموهبة، لـمَّا ذكرَ لي الأستاذ فُلان، أنَّه يتقنُ أيضا فنَّ
التصوير اليدوي التشكيلي، خاصَّة تصوير الوجوه البشرية مهما كانت، اعتمادا على
الذاكرة الفنِّية والحافظة، فمن الممكن أن يجلس مع أيِّ شخصٍ لبعض الدقائق، ثمَّ
يأتي غدا فيستلم صورتَه كأنَّها صورة فوتوغرافية؛ ولكن حرَّموها له شرعا.
عند ذلك أُسقط
في يدهِ، فتخلَّى نهائيا عن موهبة رزقَه الله تعالى إيَّــاها، وكان في الامكان أن
يصنعَ بها مجدا تليدا لنفسِه وادينه ولأمَّته ولوطنه.
فدعوتُـه بإلحاحٍ
إلى العودة إلى مخبرِه وإبداعاته وفنِّياته.
صمتَ
متأسِّفا.

فللعلمِ والدعوة منابر لا تُعدُّ ولا تحصَى
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق