تكروايت
تطلق كلمة (تَكَرْوَايْتْ)،
على شيئين هما:
أ-
وعاء تتَّخذه المرأة المزابية
من ثمرة القرعة (نبات من فصيلة اليقطينيات) ويُعرف محلِّيا باسم: (تَخْسَايْتْ)،
يتمُّ إعداد الوعاء للاستعمال، بترك الثمرة موصولة بشجرتها حتى يكتمل نضجها وتجفّ
تماما وتتصلَّب قشرتها، ثمَّ تُفتح من الجهة العلوية الضيقة بمنشار بكيفية يجعل من
القطعة المقطوعة غطاء للوعاء، وبعد ذلك ينزع ما بداخلها من بذور ومواد جافة
وتنظَّف جيِّدا حتَّى تصبح خالية تماما.
عند ذلك تصبح هذه الثمرة بعد إفراغها من
محتوياتها وعاء يصلح لاستعمالات عديدة، نذكر منها على سبيل المثال:
-
وعاء حافظ للسوائل الغذائية والمواد القابلة للذوبان.
-
وعاء لتخزين التمر مؤونة للأسرة.
-
حافظة للمصالح التوثيقية كالعقود والاتفاقات وغيرها.
-
حافظة لحفظ للمخطوطات والكراريس المؤلفة من بعض المشائخ والمثقفين1.
ولم يعد المزابيون يستعملون هذا الوعاء إلاَّ
لنقل عصير الكرواية (تَكَرْوَايْتْ) إلى العروسة، لفترة محدودة.
1-
وصف (تَكَرْوَايْتْ) الإناء:
يختار من هذه
الثمرة لاحتواء هذا المشروب بالذات، الثمرة المتوسطة الحجم الجميلة الشكل، الذي
يبدو على شكل رقم ثمانية 8 غير متساوي الدائرتين، أي الدائرة السفلية أكبر من
الدائرة العلوية، يبلغ طولها الكلِّي حوالي: 40 سم، وعرضها حوالي: 20 سم، وسعتها: 3 لترات تقريبا.
بعد فتح
الإناء حسب الطريقة التي ذكرنا من قبل،
تثقب القطعة العلوية الصغيرة من جانبيها، وتقابلها ثقبان على الوعاء، يمرَّر خيط
صحيح متوسط الطول عبر الثقوب الأربع، يفسح المجال للغطاء على التحرك والانفصال عن
الإناء عند صبِّ المشروب فيه أو تفريغه منه.
لأنَّ (تَكَرْوَايْتْ)
الإناء يستعمل عادة في الأعراس، فكان من الطبيعي أن تزيِّنه المرأة بزينة تليق به،
وتنسجم مع سائر الأغراض المستعملة في العرس، فتبدأ باتخاذ الخيط الذي يعلِّق
الغطاء بالإناء من جلد مصبوغ بلون أحمر داكن، وتضع فوق الغطاء قطعة جلد أو قماش،
تتدلَّى من فوق الغطاء على الإناء كلّه من الجانبين، وتطرَّز بخيوط مختلفة
الألوان، على أشكال هندسية جميلة رائعة، تبرز ذوق وكفاءة المرأة المزابية تحضير
مثل هذه الأغراض.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
---------------------------------
![]() |
1- زيطاني
الحاج محمد، في مقابلة خاصة بتاريخ: 11 جويلية 2010 م .
يعد الحاج محمد زيطاني ـ رحمة الله ـ من رجال برقان ترك أثرا عميقا بين صفوف الناشئة ورجال العلم آنذاك ولديه مكتبة ثرية بالوثائق والمخطوطات القديمة والثمينة من هنا وهناك...
ردحذفوبالنسبة ل"تكروايت" فانها تعد موروثا حضاريا لبني مزاب لها مكانة مرموقة بين العرسان الجدد ومن يستقبلون من ضيوفهم الذين يقدمون إليهم للتهنئة .