الاثنين، 2 نوفمبر 2015

كتابات أدبية

الله = يُوشْ
في اللغة المزابية، هل صحيح؟


    تمتَّعتُ برحلة سفرٍ جميل من مدينة بريان إلى الجزائر العاصمة، رفقة السيِّد الفاضل: الحاج عيسى بن صالح الطالب باحمد (حفظه الله)؛ ومتعة السفر مع شخصيَّة كعمِّنا الحاج عيسى، لا يجدها إلاَّ من حُــظيَ بها يوما، لما يتمتَّع به الرجل من تاريخ مخزون بين جنبيه، وفكرٍ ثاقبٍ متوقِّد في عقله الراجح، وقوَّة ذاكرةٍ حيَّةٍ، أدام الله عليه وعلينا نعمه.
    إنَّه بصدق ذاكرة لأكثر من جيلٍ، حضرَ وسمعَ ورأى وسمع  وصنعَ الكثير من أحداثه، سواء في الواقع والمحيط الذي نشأ فيه وترعرع، أو في الوظائف والمهام والأسفار التي تقلَّدها وتولاَّها وقام بها، ولم يكن في مساره الحيويِّ المبارك هذا سلبيَّ الحضور أو النظرة أو الرأي، لهذا كان للجلوس إليه والاستماع له متعةٌ جميلة جدًّا، والحديثِ منه رقيٌّ وسموُّ وأهدافٌ راقية نبيلة.
    وكانت رحلتي هذه، ذاتِ المسافة الطويلة، والساعات العديدة، متنوِّعة المواضيع، عديدة الشهادات الحيَّة، مختلفة الأفكار  والآراء ووجهات النظر، وكلُّها والله يعلم مفيدة جدًّا، وغالية جدًّا، إنْ للعبد الضعيف، أكسبُ منها خبرةً وتجربة ومعرفة ومعلومة وتاريخا، وإن للأمَّة والمجتمع والوطن، عندما يقيِّض الله لها من يغرس بذرها، ويجسِّدها في أرض الواقع.
    وكان من المواضيع التي تطرَّقنا إليها، ما أوحته الأناشيد المزابية التي كنَّا نستمع إليها من مذياع السيارة، فتوقَّف رفيقي عند كلمة ـــــ"يُــــــوشْ"ـــــ المزابية التي تعني في لغتنا ـــــ"الله"ـــــ سبحانه وتعالى.
    فقال: بقدر ما أستمتعُ وأتمتَّع وأتذوَّق بأناشيدنا المزابية الجميلة، لأنَّني مزابيُّ طبعا حتَّى النخاع، إلاَّ أنَّني أجد نفسي تعاف وتستهجن سماع هذه الكلمة، على أنَّها اسما لله تعالى. بينما تعلَّمتُ كما تعلَّمنا جميعا من عقيدتنا أنَّ الله تعالى سمَّى نفسه في كتابه العزيز بـــــ: "الله" وأخبرنا أنَّ له تسعا وتسعين اسما، علَّمنا إيَّــاها من كتابه العزيز، وأمرنا أن ندعوه بها في قوله عزَّ من قائل: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ فكيف نجدُ الجرأة أن ندعوَ الله تعالى باسم غير الأسماء التي اختارها لنفسه.
    فقلتُ له، وأنا المحبُّ الساعي إلى نشر وحفظ والمحافظة على اللغة المزابية واستعمالها بحرصٍ ووعيٍ في يوميات كلِّ مزابيٍّ.
    قلتُ له بعد الامعان في ملاحظته: كلامكَ صائبٌ سيِّدي، ولكن ألا يكون بالفعل اسم الله تعالى هكذا يوش في اللغة المزابية، واستنكارك واستهجانك له صادر من جهلنا للغة المزابية و "الناس أعداء ما جهِلوا" كما يقول المثل.
    أجابني وفي كلامه بعض الحدَّة: ولْيكن، ما دام أنَّنا قد عرفنا وعلمنا أن الله تعالى قد اختار اسمه، بل أسماءه، وأمرنا أن نذكره بها فعلينا طاعة الله تعالى، واحترام أسمائه الحسنى.
    فقلتُ: إذن قد نقع في ذنب التنابز بالألقاب، إن لم يكن يُوشْ اسما حقيقيا لله تعالى في اللغة المزابية، وقد نهانا العزيز الحكيم عن ذلك إذ قال: ﴿وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ﴾. تبسَّم ضاحكا من قولي، ربَّما فرِحا عندما وجدني أدعِّم وجهة نظره.
    صمتُّ لحظات، وتركتُ رفيقي الحاج عيسى يتابع شريط الأناشيد، بينما بقيتُ أنا أفكِّر في الموضوع وأسائل نفسي عن اسم الله تعالى في اللغات العالمية الأخرى، ثمَّ عزمت أن أسأل الخبير العالمي، السيِّد ﭬـوﭬـل google عندما أصل البيت إن شاء الله.
    وكذلك الأمر كان لمــــَّا وصلتُ، دخلتُ جامعة النتَّ، ووجَّتُ السؤال التالي إلى الأستاذ: ﭬـوﭬـل google : ما هي أسماء الله في اللغات العالمية؟
    فكانت الاجابة كالتالي:
    "اسم الله سبحانه وتعالى...في جميع اللغات يتكون من 4 حروف:
بالإنجليزيه.Lord 
بالاتينيه. deus 
بالاشوريه. adat 
بالالمانيه.GOtt 
بالسويديه.thGO 
بالهنديه.RAma 
بالاسبانيه.Dios 
بالسكندنافيه.Odin 
بالاغريقيه.Zeus 
بالمصريه.Amon 
بالكنعانيه.Aton 
بالبرتغاليه.Deus 
باليابانيه.Kami 
بالكدانيه.Nebo 
بالاريه.Bram 
بالعبريه.Jhvh 
بالفرنسيه.Dieu 
بالهولنديه.Godt 
بالدنماركيه.Godh 
بالفارسيه.SORU 
بالسنسكراتيه.Deva 
باليونانيه.Teos 
بلغة الفايكنغ.Thor 
بلغة الانكا.Paba 
بالفينيقيه.Baal 
بلاراميه.Elah "

    وتعليقا على هذه القائمة الاسميَّة لله تعالى في لغات العالم، قرأت ضمن التعاليق التي ذيِّلت بها، التعليق التالي:
    "ردّ حول موضوع رد: اسم الله بكل لغات العالم يتكون من اربعة حروف   Description : http://illiweb.com/fa/empty.gifالأحد سبتمبر 26, 2010:
    أنا أرى شيئا آخر بالموضوع، إنَّ لفظ الجلالة الله ليس لها أي ترجمة إلاَّ لفظ الله في كلِّ اللغات. أي تُلفظ الله ALLAH مثلا وهكذا في كل اللغات.
    وأمَّا لفظة Dieu  أو  Godوغيرها من الكلمات فهي تشير إلى معنى كلمة إله أو الإله أو السيِّد. والفرق كبير بين كلمة إله وبين لفظ الجلالة الله. فالله تعالى هو الإله عند المسلمين مثلا. ولكن قد يكون تمثالا أو حيوانا أو زعيما كفرعون سابقا، هو الإله عند آخرين، أي أنَّ الفرق شاسع وواضح بين كلمة إله وبين كلمة لفظ الجلالة الله.
    فالله تعالى هو الإله الحقُّ لدى المسلمين مثلا. ولكن ليس كلمة إله لدى مختلف الديانات والأقوام والعصور هو الله تعالى. هذا ما أذكره من علم اللغات سابقا بالفرنسية والعربية والفقه المقارن.
    هذا رأيي وشكرا."     المصدر: http://lattakia.ba7r.org/t3399-topic

    هنا، أجدني أميل إلى رأي صاحب الردِّ.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق