الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

شؤون إجتماعية

نصيحة للرجل المتزوِّج


    في التراث العربي مَثَلٌ تتوارثه الأجيال، ويحفظه الرجالـ ويتداوله الأزواج، بمناسبة وغير مناسبة، إنَّه المثل القائل: "اضرب المرأة بأختها"، وبالفصيح يقولون: "ضرب البهائم بالعصا، وضرب النساء بالنساء".
وأنا شخصيا لا أوافق المثل بالتفسير الذي يذهب إليه الرجال والأزواج، فهو لا يرقى إلى مكانة وقداسة النصوص الدينية والشرعية، حتَّى نعملَ به، ونعلِّمه أبناءَنا، وننشئَ عليه أجيالنا.
    فهم يفسِّرون الضرب في هذا المثل على التعدُّد والزواج بامرأة ثانية ضرَّة على الزوجة الأولى، بينما القرآن الكريم ذكر التعدُّد ولم يعبِّر له بالضرب؛ وإن قصدوا بالضرب التربية، فالتربية بالضرب سلوك معيب مشين، غير إنساني أبدا.
    أمَّا مفهومي الشخصي لهذا المثل، وتفسيري له، هو أنَّ ضرب المرأة أن تقارنها بامرأة أخرى، كأن تقول لها مثلا: فلانة تُحسن الطبخ أفضل منكِ، أو فلانة تحسن تربية أبنائها أفضل منك، أو فلانة مثقَّفة تساير أطفالها في دراستهم بشكل رائع، أو تعلَّمي من فلانة هذا أو ذاك، أو ..... إلى غير ذلك من عبارات المقارنة والمقاربة.
    فليس أوجع للمرأة من أن يقارنها الرجل بأنثى مثلِها، توازيها سنًّا، وبيئةً، ومجتمعًا، وثقافةً، فقد تبكي المرأة دمًا بالمقارنة، ولا تتأثَّر بالضربة، ولو كانت قاضية.
    فيا أيُّها الأزواج الكرام: لا تضربوا النساء بالصفعات، ولا بالعصيِّات، ولا بالضرَّات، وإن لم تصدِّقوا فاسألوا النساء.


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق